رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
8٬996   مشاهدة  

إبراهيم يسري .. موهبة لم تأخذ ما تستحقه

إبراهيم يسري


منذ خمس سنوات رحل عن عالمنا الفنان الموهوب إبراهيم يسري في عام 2015 عن عمر ناهز الـ 65 عامًا- رحل في يوم ميلاده الذي يوافق 20 ابريل 1950-، منذ خمس سنوات وأنا أحاول كل عام أن أكتب عن هذا الفنان الكبير ما يستحقه من مكانه، أن أكتب عن الصديق الجميل ما يستحق، ولكن لم استطع، وليلة أمس تمنيت لو كتبت، وها أنا الآن أحاول.

إبراهيم يسري

إبراهيم يسري الذي استطاع أن يجسد أدوار وشخصيات مركبة وصعبة، بدأ بأدوار مهمة في الدراما في مسلسلات أهلًا بالسكان سنة 1984، ومسلسل المحروسة 1985، ومسلسل الشهد والدموع الجزء الثاني عام 1985 والذي جسد فيه شخصية هاني، وهي التي تركت عظيم الأثر في قلوب محبيه.

كان يكفي ظهوره على الشاشة ليترك أثر عميق ويسرق الكاميرا، فلا ننسى ظهوره الخاص في فيلم “فيلم ثقافي”، أو فيلم “مرجان أحمد مرجان”، برع في المسلسلات التاريخية والدينية، وربما كانت هي الجائزة الكبرى في حياته بمسلسل عصر الأئمة والتي ظفر فيها للمرة الأولى والأخيرة بدور البطولة المشتركة في إحدى أجزائه بأداء شخصية الأمام الشافعي.

إبراهيم يسري

له أدوار عظيمة لا تنسى، لاسيما شخصية عمرو المصري في رائعة الأديب الكبير نجيب محفوظ ومسلسل حديث الصباح والمساء، وأدائه شخصية المنشاوي في مسلسل “الليل وآخره” بجوار الفنان الكبير يحيى الفخراني، ويعتبر دوره الكبير والمهم في مسيرته السينمائية بجوار الزعيم عادل إمام في فيلم “الإرهابي” بأداء شخصية محسن، وكان مشهده مع (د. مصظفي/ الإرهابي علي عبدالظاهر) الذي قال فيه “العالم وصل القمر واحنا لسه بنفكر ندخل الحمام برجلينا اليمين”، وكانت سببًا لأن يكون هدفًا للمتطرفين الذين اتهموه بالتهكم على الدين.

مثلما برع في أدوار الخير، برع أيضًا في أدوار الشر، وعمل من هذا الدور تنويعات عظيمة لا تتشابه، مثلًا لعب شخصية د. مدحت الانتهازي في مسلسل أوبرا عايدة، أما شخصية سامي في مسلسل هالة والدراويش فهو الغني الحاقد على الفتاة الفقيرة المتفوقة في البداية (ألفا الجيل) وفي النهاية حاقد عليها لأنها تزوجت خاله، وفي فيلم بنات في ورطة لعب شخصية الشاب المستهتر الذي ساعد عمه في توريط بنات في جريمة قتل لزميلتهم، فضلًا عن أدوار أخرى عظيمة.

لكن يبقي دوره الأحب إلى قلبي والأهم في مسلسل المال والبنون بجزئيه، وأدائه لشخصية فهمي فراويله، وأعتبره الدور الأبرز في العمل الذي يقدم رسالة واضحة لكل إنسان، عن هذا الأبن الذي رضخ مرة واحدة لرغبة أهله ليتزوج من أخري ليُنجب!، فتحولت حياته إلي مسخ ليزهد الدنيا كــدرويش، وكان هذا الزهد عقاب من نفسه لنفسه، لأنه تخلي عنها مرة واحدة ورضخ وأتبع سبيل غير سبيل قلبه وعقله وتخلي عما يُريد) حيث عاقب فهمي فرويله نفسه بالزُهد والضياع في التيه بروحِ مُمزقه يتجاذبها الجميع، وهو لا يقوي إلا علي عقابها، تاركًا رسالة واحدة للجيمع بألا تتركوا أحلامكم لأحلام غيركم، فالحياة اختيار، وربما يكون تنازل واخد في قرار يدمر كل راحة أو سلام نفسي أو أحلام مستقبليه.

الصديق الراحل.

إبراهيم يسري

إقرأ أيضا
عبلة كامل

قابلت الأستاذ الكبير إبراهيم يسري مرة واحدة فقط، كان في ميدان التحرير في مظاهرات المصريين ضد الحكم الأخواني عقب الأعلان الدستوري في أواخر 2012، وأمتدت الجلسة الأولى والأخيرة بيننا من منتصف الليل حتى مطلع الفجر، ساعات نتجاذب فيها أطراف الحديث، فاجئني؛ وجدته مثقفًا موسوعيًا، تكلمنا في الفن والسياسة والتاريخ والأدب والفلسفة، تحدثنا عن مصر التي أهانها الأخوان قبل أن يحكومها، واحتقروا أهلها بعدما حكموها، تحدثنا عن مشهده المهم في فيلم الإرهابي، حكى لي عن المتاعب التي تعرض لها بسبب الجملة المذكورة أعلاه، تكلمنا عن أحلامي للسينما والتلفزيون، أعجب ببعض أفكاري، وتبادلنا أرقام التليفونات، وانصرفنا مع مطلع النهار، عاد لمنزله، وعدت إلى بلدتي (مدينة بلبيس) في الشرقية، وتواصلت معه بعدها مرات تليفونيًا، بدأت أولها، وكان يتصل كثيرًا، وكأنه عرف أنني أستشعر الحرج من الاتصال بالفنانين، فكان يتصل بي، ويقول (أزيك يا حامد يا شرقاوي)، أذكر جيدًا اتصاله ليلة التفويض الشهيرة، كان يريد أن يراني، اعتذرت ليلتها لأسباب متعددة، ومنذ ليلة وفاته في 20 ابريل 2015 وأنا أقول ليتني ذهبت.

إبراهيم يسري

في مثل هذا اليوم افتقدت مصر أحد أبنائها البررة المحبين، وافتقد الفن فنان من طراز رفيع، وها أنا أبكيه وحدي، الله يرحمك يا صديقي.






ما هو انطباعك؟
أحببته
56
أحزنني
34
أعجبني
33
أغضبني
3
هاهاها
10
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان