“حتى لا ننسى” تفاصيل جريمة قصف المدنيين في حرب أكتوبر من الطيران الصهيوني

في الوقت الذي كان أفراد جيش الصهاينة يعانون الويلات على الجبهة المصرية في سيناء، كان الطيران الصهيوني يقوم بعملية قصف المدنيين في حرب أكتوبر داخل العمق المصري، في تقليد مستمر منذ نشأة الكيان عام 1948م حتى الآن؛ ولكون هذه الأفعال جريمة منسية، يتطرق موقع الميزان لتفاصيلها.

كيف بدأ قصف المدنيين في حرب أكتوبر من الطيران الصهيوني

بدأت عملية قصف المدنيين في حرب أكتوبر من الطيران الصهيوني بعد يومين من بدء المعارك واستهدف 3 مدن هي بورسعيد والقليوبية والشرقية.

مجزرة بورسعيد

في بورسعيد، إذ قام الطيران الصهيوني بقصف المساكن والمباني في بورسعيد وأسفرت العملية عن استشهاد عدد غير معروف من الأهالي، وقامت مصر في 8 أكتوبر 1973م بإبلاغ الجمعية العامة للأمم المتحدة بالغارة الإسرائيلية.(1)

جريمة مزلقان قرية ميت عاصم في القليوبية

تطور الإجرام الصهيوني عندما قام طيرانه بقصف مدينتي بنها في القليوبية وأبو حماد في محافظة الشرقية، لكن أكثرية الشهداء كانوا من بنها.

كانت قرية ميت عاصم التي تتبع الآن مركز منية النصر في محافظة القليوبية، إحدى المدن التي تعرضت للضرب، وشهدت منطقة المزلقان المقام على الطريق الزراعي السريع القاهرة – الإسكندرية والملاصق لشريط السكة الحديد؛ ارتفاعًا في عدد الشهداء.

اتسمت قنابل الطيران الصهيوني في القليوبية أنها لم تكن شِرَاك خداعية وإنما قنابل موجهة لتصيب إصابة مباشرة وقد أدى الضرب الصهيوني لمنطقة مزلقان قرية ميت عاصم في القليوبية لاستشهاد 109 شخص وإصابة 59 آخرين في جهات متعددة لمنطقة المزلقان.

إحدى القنابل الصهيوني أصابت أوتوبيس كان متحركًا من مدينة بنها إلى قرية ميت كنانة التي تتبع الآن مركز طوخ، وأسفرت القنبلة عن استشهاد 60 شخصًا من ركاب الأوتوبيس وإصابة 17 كانوا حوله.

تزامنًا مع ذلك استشهد 30 شخصًا كانوا يجلسون على مقهى بجانب المزلقان وأصيب 15 آخرين من الجلوس والمارة حولها، فضلاً عن استشهاد 6 من القرية كانوا ينتظرون بجانب المزلقان سيارة تنقلهم لبنها أو القاهرة، وأصيب 20 شخصًا آخرين.

وتصادف مرور 12 شخص من المزلقان استشهد منهم 5 وأصيب 7 آخرين، إلى جانب استشهاد 8 أشخاص في الطريق الجانبي للمزلقان كان منهم 6 في سيارة واثنين على موتوسيكل.(2)

جريمة قصف 5 قرى في محافظة الشرقية

لمحافظة الشرقية ماضي دموي مع جرائم الصهاينة ضد المدنيين ولعل أشنعها شهرةً هي مجزرة بحر البقر عام 1970م؛ وبعد 4 سنوات حدث قصف للمدنيين بالمحافظة أثناء حرب أكتوبر في  5 قرى هي «قرية نشوه مركز الزقازيق، مدرسة أبو كبير الثانوية بنين، قرية البحاروة مركز كفر صقر، قرية حوض نجيح بمركز ههيا، قرية أولاد موسى مركز أبو كبير».(3)

إقرأ أيضا

ما الفرق بين الفيلم التسجيلي والروائي؟

اقرأ أيضًا 
قصة بناء مدرسة بحر البقر بعد غارة الطيران الصهيوني “شُيِّدَت في 60 يومًا”

كانت القنابل الصهيونية تتسم بشراك خداعية وأجسام غريبة وقد استشهد جراء تلك الجريمة عن استشهاد 47 شخصًا أغلبهم من النساء والأطفال، وأصيب 129 شخصًا كان من بينهم 69 بإصابة خطيرة و70 بإصابات سطحية، وقامت وزارة الشئون الاجتماعية حينها بصرف 50ج للشهيد و10 جنيهات للمصاب بحالة خطيرة و5 جنيه للمصاب بحالة سطحية.

(1)  محرر، مصر تحمل إسرائيل مسئولية ضرب الأهداف المدنية، جريدة الأهرام، عدد 9 أكتوبر 1973م، ص1
(2)  محمود النجار، تعليمات من السادات إلى وزير الخارجية في نيويورك: ضرب المدنيين في مصر سوف تكون له نتائج خطيرة، جريدة الأهرام، عدد 12 أكتوبر 1973م، ص1 و6.
(3)  عبدالمجيد الشوادفي وحسن الشرقاوي، الشراك الخداعية المتفجرة على بعض القرى المحيطة بالقواعد في الشرقية، جريدة الأهرام، يوم 12 أكتوبر 1973م، ص12.