“إذاعة القرآن الكريم” أن تتذوق الإسلام بالمصري عبر مذيعين لكل واحد منهم حكاية

لا تمثل إذاعة القرآن الكريم أنها مجرد موجة تبث عبر أثيرها كلام الله مسموعًا وإلا لكانت قد انتهت منذ أن ظهر اليوتيوب لأنه يستطيع أن يقوم بدورها من حيث بث القرآن مسموعًا وحسب رغبة المستمع واختياره لقارئه المفضل، وكذلك البرامج الدينية والخطب المنبرية.

إذاعة القرآن الكريم .. لماذا متفردة ؟

إذاعة القرآن من القاهرة هي رمز أصيل من رموز قوة مصر الناعمة بشكل خاص والإسلام نفسه بشكلٍ عام، وبالتالي فإن جيل تيك توك لا يعي ولا يفهم آليات العمل بداخلها.

للاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم من القاهرة ـ بث مباشر

الإذاعة المصرية أقدم من إذاعة القرآن بـ 30 عامًا ومع ذلك فإن الأخيرة هي التي ظلت ثابتة لم يتغير فيها شيء دون بقية محطات الإذاعة المصرية، والعجيب أن هذا سر نجاحها.

حافظت إذاعة القرآن على كل تراث قراء مصر المشهورين وغير المشهورين، كما استقطبت مواهب أخرى للتلاوة في ظل فقر دولة القراء العظام بعد رحيل كبار مقرئيها؛ كذلك من حيث البرامج الدينية وتراث العلماء.

اقرأ أيضًا 
هذا التقرير سيجعلك تدمع شجنًا أو تبتسم ارتياحًا “شريط حياتك سيمر هنا”

تربى أجيال على إذاعة القرآن لدرجة أن بعضهم حفظ مواعيد البرامج، واعتاد الأطفال في كل ربوع مصر أن يذهبوا للمدارس وصدى تلك الإذاعة في كل الآفاق حولهم من دورهم إلى مواصلاتهم.

لم تتأثر إذاعة القرآن سلبًا بالتطور التكنولوجي فالراديو تراجع لكن إذاعة القرآن الكريم ظلت كما هي، ولم يدهسها الغزو الإلكتروني أو التلاوة الخليجية.

لكن هناك بعدًا أكثر عمقًا في إذاعة القرآن وهو البعد الروحي بالنكهة المصرية، فتلك الإذاعة تعمل ليل نهار وبالتالي هي تلازم كل بيوت المصريين، فقد نشأ في ظلال تلك الإذاعة أجيال عديدة، ولعل أكبر دليل على ذلك أن الزائر لمنطقة القاهرة الفاطمية سيجد أن كافة المحال والبيوت حتى وهي مغلقة، إلى جانب هذا فإن رونق إذاعة القرآن الكريم من حيث اللغة والأسلوب أقوى مئات المرات من الإذاعات الخليجية.

مقدمي إذاعة القرآن الكريم .. جوانب مجهولة

إقرأ أيضا

“تاريخ منسي” كيف رفض الشارع المصري قرار تقسيم فلسطين رغم الاحتلال البريطاني

كلنا متعلقين بصوت مقدمي إذاعة القرآن لكن لا نعرف وجوههم ولا تفاصيل عنهم إلا من صوتهم، وعلى رأسهم السيدة فاطمة طاهرصاحبة برنامج براعم الإيمان ـ التي سخر منها شاب التيك توك ـ؛ ففاطمة طاهر هي أول امرأة مصرية تعمل في إذاعة القرآن وكانت من آباءها الروحيين حيث تعمل بها لمدة نصف قرن منذ إنطلاق موجتها.

كذلك الإذاعي شحاتة العرابي صاحب برنامج قطوف من حدائق الإيمان فعندما تقرر تقليل عدد ساعات بث التلاوات القرآنية مع نقل العرابي لإذاعة أخرى ثائرة ثائرة السوشيال ميديا على الدكتورة نادية مبروك رئيسة لجنة مديري الإدارات بالإذاعة، وعلى الدكتور حسن سليمان “رئيس شبكة إذاعة القرآن”، ولم تهدأ حدة الغضب إلا مع عودة العرابي ورفاقه “حمزة المسير ووسام البحيري وعبدالخالق عبدالتواب وإبراهيم خلف وعلاء العرابي”.

ومنهم أيضًا الإذاعي رضا عبدالسلام مذيع راديو كبير مذيعي إذاعة القرآن وصاحب برامج مشهورة أبرزها “قطوف من السيرة” فهو من ذوي القدرات الخاصة جسمانيًا وله قدرات إعلامية أخرى خاصة به فهو مذيع وكاتب ولم تمنعه إعاقته كـ مولود بضمور في ذراعيه من أن يصبح أحد أهم رموز إذاعة القرآن.