7٬685   مشاهدة  

إزاي فرحنا في هيفا وكرهنا مدينتي

إزاي فرحنا في هيفا وكرهنا مدينتي
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



المراية مكسورة ولا دي روحنا

دائما ما أردد هذه الجملة كلما مر بخاطري مشهد يكشف عن قبحنا ويتكرر بين ملايين الأسر المصرية البسيطة التي تنتمي لطبقة واحدة على الأرجح، كم نحن قساة على أنفسنا، وكأن قسوة الحياة والطحن الاقتصادي ليسا كافيين

(اسكتي يا ختي دا راح الخليج وجايب لمراته دهب من هنا لهنا)

تعقيب شهير يعقبه مصمصة شفايف أو زمها بأقل تقدير حفظتها عن ظهر قلب لكثرة ترديدها بنهاية الثمانينات وأوائل التسعينات كان ذلك أثناء زياراتي المتقطعة مع الأسرة إلى مصر – لم يكن أحدهم يقصدنا بأية حال فلم تكن والدتي من النوع الذي يرتدي الذهب بطول ذراعه، لكن كثيرًا من معارفنا فعلوا، كنت أرغب حينها أن أطلب منهم أن يبادلونا وضعنا ونبقى في بلدنا متمتعين بجمالها وحريتنا في شوارعها ويجربون هم قسوة الخليج وحرارته ووحدته.

ثم أدركت أن الناس جبلوا على النظر في صحون غيرهم حتى تمضي حياتهم دون أن يتمتعوا بما رزقهم الله أو حتى يدركوه، كرهت هذا الطبع بشدة.

ظاهر الوجه محبة وباطن الكف غيرة وحسد

في الأعراس تنتظر النساء بحماس وترقب صينية الشبكة وفور مرورها يراجعن بعضن البعض في محاولة لحسم عدد الجرامات، التورتة كام دور؟ سؤال غالبًا ما له وجاهته!

نزور بيت العروس لنجوب الغرف ونفتح الدواليب ونتفقد الخزانات بعنوان الواجب ثم نمضي نلوك لحمها وأهلها وأمها بالخصوص دون رحمة – تصرف خالي من كل أعراف الخصوصية ويكشف زيف موروثنا عن حرمة البيوت.

وغير ما ذكرته من القصص الكثير، هكذا اعتدنا النميمة والغيرة دونما استشعار للخطأ – قبل أن تغضب للتعميم – فكر مرتين – واطرح سؤالا مهمًا، كم من الوقت الذي كان يمضيه والداك في التخطيط لحياتهما والارتقاء بها مقارنة بالوقت الذي يمضيانه في الحديث عن أخبار وحال الأقارب، الجيران، زملاء العمل، الأصدقاء الخ من دوائرهم الضيقة؟ حسنًا، احتفظ بالإجابة لنفسك وابقيها سرًا وخالفهما في هذا على الأقل.

 

خان مدير أعمال هيفاء وهبي ثقتها وسرق ما يقرب من 63 مليون جنيه بتوكيل عام منحته إياه – وفق قولها، أزعجني الخبر وأوجع قلبي كثيرًا ليس فقط لحجم المسروق بل لعظيم الخذلان من قريب تردد أنه زوجها وكان يبدو مقربًا منها، فكرت كيف تشعر الآن لا يمكن وصف الألم أو تخيله!

لأتفاجأ بحجم مخيف من سخرية الجمهور وللمصيبة جاءت حصة الشماتة الأكبر من البنات اللاتي أعلن تشفيًا وسخرية، لا أجد لهما مبرر ولا حتى من باب المزاح، لماذا نفرح في مصاب جلل حل بآخر ؟ هل شهرته سبب كافي للكراهية؟

يأخذنا ذلك لإعلان مدينتي سيل من التدوينات الساخرة من “الكوميونتي” المثالي الذي قطع كل من دَون أو كتب عنه بزيفه ومخالفته للحقائق سواء كان زار مدينتي أو عاش فيها.

 

الطريف أنني سكنت في مدينتي ثلاث سنوات وكان ذلك لثلاثة أسباب مهمة وهي كالآتي:

مكان آمن يمكن لأطفالي الصغار اللعب وركوب درجاتهم فيه

شوارع هادئة يمكنني أيضًا ركوب دراجتي أو الركض أو حتى الجلوس في الحدائق وشم الهواء النظيف

أما آخر الأسباب وهو الذي غاب عن المهاجمين هو أن أسعار إيجار الشقق في مدينتي أرخص بأكثر من 30٪ من أسعار مثيلاتها في التجمع الخامس على سبيل المثال، وذلك مع فقد تام للميزتين الأولى والثانية – لست بصدد الدعاية لمدينتي لكنها شهادة الحق التي ستقودنا للتالي

إقرأ أيضا
اضطرابات عقلية

يعاير الناس هشام طلعت مصطفى بجريمة التحريض على القتل التي تمت محاكمته بها وقضى نتيجة ذلك عشر سنوات في السجن، بينما يخرج المئات مدافعين عن شاب دأب على غواية القاصرات وابتزازهن وأخرى مضت في تجنيد الصغيرات في تحريض واضح على الدعارة.

ما يعيب رجل الأعمال – أي رجل أعمال – لدى بعض الناس، أنه غني يتفوق عليهم بماله أو سطوته بصرف النظر عن رضاهم عن مصادر كسبه أو استحقاقه أو كفاءته، لكن تفوقه هو الغصة التي تؤرق شاتميه وتدفعهم لنهش لحمه نظير نشوة تصيبهم من جراء ذلك

لكن الشاب المبتز بعيدًا عن الانحطاط المريع للمحتوى الذي كان يقدمه  (كحيان) لذا يسعى الناس أيضًا للدفاع عنه ليس حبًا ولا حقًا، إنما للحصول على النشوة ذاتها لكن هذه المرة من ممارسة الشفقة تجاهه، ما تجعلهم يتفوقون عليه أيضًا.

كل ما سبق ليس تعميمًا إنما تحليل لظاهرة طالت الكثيرين حتى أنني مررت بأيام تمنيت أن يراني الآخرون ضعيفة حتى يرحموني من استكثارهم لنعم الله علي ويستبدلونها بشفقة ولو كذب.

اقرأ أيضا

عن خيبة أمل في ليالينا ٨٠

الكاتب

  • مدينتي رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
46
أحزنني
15
أعجبني
37
أغضبني
6
هاهاها
10
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان