همتك نعدل الكفة
167   مشاهدة  

إلى إدارة مهرجان جِربة للسينما العربية.. كيف تجعلون من الرُقي شعارًا دون رؤية أو برنامج! (حوار)

مهرجان جِربة للسينما العربية


حين يتم الحديث عن مهرجان سينمائي من البديهي أن يتبادر إلى ذهنك قاعة فخمة تكتظ بنجوم الفن وصناعي الأفلام والمخرجين والمنتجين الذين يتم تكريمهم لمشاركتهم بأفلام استطاعت المنافسة والفوز بجائزة المهرجان بعد أن تم اختيارها من قِبل أعضاء لجنة التحكيم من بين أفلام أخرى كانت مرشحة للعرض بالمهرجان.

كما يشاركهم الجمهور هذه الأجواء والندوات وورش العمل والمناقشات المُقامة على هامش المهرجان ما يمسح لهم بالتفاعل مع الأفلام وصانعيها، ويقوم الصحفيين والمراسلين بتغطية هذه المهرجانات كحدث ثقافي مهم وبذلك تكون المهرجانات السينمائية بمثابة أداة للتواصل بين صانعي الأفلام والمتخصصين بهذا المجال لمشاركة الرؤى وكذلك عرضها للجمهور، بالإضافة إلى كونها نافذة للترويج والتسويق للأفلام وعرضها على المستثمرين وشركات التوزيع، ما قد يساهم أيضًا في عقد اتفاقات بين المخرجين والمنتجين والممثلين.

منذ أيام قليلة أُقيم مهرجان جِربة للسينما العربية في دورته الثانية، والذي كان بجزيرة جِربة التونسية التي تمتع بجمال الطبيعة الخلاب لذا تعد واحدة من أهم الوجهات السياحية بالوطن العربي، كما أنها تحتوي على خليط من الثقافات المختلفة وبالتالي من الواجب أن يكون هذا المهرجان كان ذو طابع خاص يليق بالموقع المتميز المُقام فيه ولكي يعبر عن الشعار المرفوع لهذه الدورة “بالسينما نرتقي ونلتقي”، وحسب ما قرأت بأحد المنشورات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن مهرجان جِربة كان به نقاط خلل كثيرة، وهو ما لم ينبىء عن أي رُقي ألبتة بل كان سوء الإدارة والتنظيم هما سيد الموقف.

 

 

 

أفلام

أفلام

 

وللإطلاع على التفاصيل أجرى “الميزان” حوارًا مع “حذيفة عبدالحليم” صانع الأفلام المستقل وصاحب المنشور الذي انتقد فيه التجاهل وسوء المعاملة من منظمي المهرجان بعد أن تم إرسال دعوة رسمية للسفر لتونس مع تحمل نفقات السفر والإقامة من جانب إدارة المهرجان وذلك لمشاركة فيلمه “رحلة البحث عن ثلاثة آلاف جنيه” في الدورة الثانية لمهرجان جِربة للسينما العربية عام ٢٠٢٣، فما الذي حدث!

 

حذيفة عبد الحليم.. صانع أفلام
حذيفة عبد الحليم.. صانع أفلام

 

هلا أطلعتنا “حذيفة” على تفاصيل الدعوة المرسلة إليك من إدارة المهرجان لحضورك إلى جِربة!

بدايةً كان القائمين على المهرجان يرون أن مشاركتي أنا وغيري من صناع الافلام المستقلين سيكون بمثابة ثراء للمهرجان، لذا تم إرسال إيميل إلى شركة التوزيع المتعاقد معها فحواه أنه تم اختيار فيلم “رحلة البحث عن ثلاثة آلاف جنيه” للمشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة، وبعد أسبوع من موافقتي على التواجد في جِربة تم إرسال الدعوة الخاصة بي فتوجهت إلى السفارة وظللت في انتظار انتهاء إجراءات الفيزا قرابة أسبوعين، ثم قمت بإرسالها إلى “ماهر الزيتوني” المدير الفني لمهرجان جِربة وعلى الفور أرسل لي رقم مديرة المهرجان دكتورة “عبلة الأسود” للتواصل معها ومِن ثَم أخبرتني بأنه سيتم توفير تذكرة طيران خاصة بي، لكن وللأسف رغم محاولتي للتواصل معها عده مرات إلا أنه لم تصلني التأشيرة التي أُخبرت بها، كما أنه لم يتم توضيح أي معلومات تخص الإقامة والإجراءات المطلوبة فور وصول جِربة لذلك لم اتمكن من الحضور وسحبت مشاركتي في المهرجان.

 

توصلت من خلال حديثك إلى بعض الخلل المتمثل سوء الإدارة وذلك يوضح ما أشارت إليه في المنشور الخاص بك وهو عدم دراية مديرة المهرجان بالمعلومات الأساسية عن المدعوّين للمهرجان والذي بدا واضحًا عند تواصلك معها ففوجئت بسؤالها لك “أنت منين”، فضلًا عن التأخر الغير مبرر في الرد على الرسائل.. هل مِن نقاط ضعف أخرى رأيتها في المهرجان؟

 

أرى أن الخلل الأكبر يرجع إلى عدم وجود رؤية واضحة أو الاهتمام بقضية أوجانب معين يُعبر عن شعار المهرجان أو وجود برنامج مُتبع فمن العجيب أننا لم نرى تنسيق لأفلام يتم عرضها خلال أيام المهرجان، كما شعرت بعدم اهتمام منظمي المهرجان بالأفلام المستقلة مقارنة بالأفلام التجارية والسعي الحثيث لتكريم بعض الفنانين المصريين الذين أرى من وجهة نظري أنهم أصبحوا دون تأثير على الساحة في الآونة الأخيرة مع كامل احترامي وهو ما أثار اندهاشي كصانع أفلام عندما شاهدت بعض الصور الملتقطة للمهرجان فالمهرجانات السينمائية لا تعتمد على تكريم الفنانين فحسب بل يتم الاهتمام أيضًا بصانعي الأفلام والمخرجي.

 

كيف تَثبَّتَ من المهازل التي وقعت في الدورة الأولى والتي تحدثت عنها من خلال صفحتك على “الفيس بوك”؟

عادةً أحرص على التحرى جيدًا عن المهرجان الذي سأشارك فيه وخلال تتبُعي لمهرجان جِربة رأيت انتقاد حاد من الصحافة للمهرجان ووجود الكثير من علامات الاستفهام التي ما زالت تحتاج إلى إجابة منها عن تنظيم المهرجان ومنها ما هو عن اختيار دكتورة “عبلة الأسود” لإدارة المهرجان.(1)

   https://2u.pw/BhEuLQK (1) 

 

ومن جانب “الأسود” فقد اعتبرت في تصريحات سابقة الدورة الأولى لمهرجان جِربة بمثابة دورة تأسيسية وأن الدورة المُنطلقة منذ أيام هي الدورة الأولى الفعلية والتي أعتقد أنها لم تختلف كثيرًا عن سابقتها، فبعد انتهاء الدورة الثانية لمهرجان جِربة انتشرت العديد من اللقاءات مع الصحفيين التونسيين والتي تحدثت عن نقاط ضعفٍ في المهرجان لعامه الثاني على التوالي، لعل أبرزها عدم تواجد أي تغطيات صحفية أو جمهور وكذلك عدم عرض المهرجان لأيٍ من الأفلام المشاركة.
  

 

هناك من يرى أن النقد اللاذع المُوجه إلى المهرجان يعتبر ظلمًا، و ردًا على هذا الهجوم يرون أن ذلك بمثابة بداية انطلاق للمهرجان وأنه من الطبيعي تواجد بعض الأخطاء.. ما تعليقك!

أتعارض مع ما قيل، فالأمر لا يرجع إلى عدد دورات المهرجان بل يعود إلى الاستعداد الفعلي للمُنظمين ودراستهم لشتى الجوانب وتحديد المعاد المناسب لانطلاقه، إضافة إلى جودة التواصل مع جميع المشاركين على حدٍ سواء من فنانين وإداريين وصناع أفلام وانتقاء أفراد لجنة التحكيم ووضع أُسس اختيار الأفلام، فهناك الكثير من المهرجانات بمِصر والوطن العربي تظهر على الساحة ويكون لها تواجد جيد فور انطلاقها وذلك يرجع بالأساس إلى وجود رؤية واضحة للمهرجان وإلمام المسؤولين عن كيفية إدارته بالشكل الصحيح.
وهذا ما يجعلني أطرح سؤالًا على المُنظمين:
لماذا ترسلون الدعوات للناس وتضيعون وقتهم وجهدهم ما دمتم لستم على الاستعداد الكافي!

 

بعد كل ما ذكرت، ما ردك على تصريح دكتورة “عبلة الأسود” أن “المهرجان يستطيع إثبات وجوده كرقم جديد ومتميز بين المهرجانات الفنية في المنطقة”..!

لا أرى ذلك بالتأكيد إذا استمرت إدارة المهرجان على هذا النهج وسوء التنظيم وعدم وضوح رؤية أو وجود برنامج يتمثل مثلًا في تنسيق جدول لعرض أفلام طويلة وقصيرة وغيرها من الأفلام المشاركة على مدار أيام المهرجان وهو أقل مستوى من المهنية في جميع المهرجانات.
ولو كان القائمين على المهرجان مهتمين بجِربة وأهلها والسياح المتواجدين بها من مختلف الوطن العربي لاتبعوا نظام محدد يُوضح توجه المهرجان وهو الرُقي بالسينما العربية والذي أرى من وجهة نظري أنه هدف عام جدًا لا يستطيع أي مهرجان الإلمام به، فقد كان من الأفضل الاهتمام أو التخصص بجانب معين من العنوان الأشمل وهو السينما العربية، وفي كل دورة يتم تحديث الاهتمام أو تناول جانب آخر، ولعل سوء الإدارة بادرة غير مبشرة بما صرحت به “الأسود”.

 

إقرأ أيضا
عماد فاروق

“حذيفة” حدِثنا عن فيلم “رحلة البحث عن ثلاثة آلاف جنيه”.. وهل نافس في مهرجانات أخرى؟

هو فيلم قصير يُصنف بأنه “دارك كوميدي”، ومدته ما يقرب من ٢٠ دقيقة، وقد حصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان زاوية للأفلام القصيرة العام الماضي، ويعتبر هذا هو العام الأول في دورة حياة الفيلم فكما هو متعارف فإن دورة حياة أي فيلم في المهرجانات هي سنتين إلى أن يُتمكن من إظهاره للجمهور على المنصات أو السوشيال ميديا.

وقد نافس “رحلة البحث عن ثلاثة آلاف جنيه” في حوالي ١٥ مهرجان حول العالم بأمريكا وإنجلترا والهند، منها مهرجانات مهمة عديدة أشهرها مهرجان “مالمو” بالسويد، كما سيتم عرضه بأحد المهرجانات بالمغرب في شهر أكتوبر المُقبل.

 

مِن بين كم فيلمًا تم اختيار فيلم “رحلة البحث عن ثلاثة آلاف جنيه” للمشاركة في مهرجان جِربة!

في الحقيقة هناك معلومات كثيرة ليس عندي علم بها، وهذا يرجع لعدم وجود برنامج معروض للمهرجان، ما أعلمه أنه تم اختيار فيلمي وفيلم آخر خاص بصانع أفلام مصري مستقل وفيلم لصانع أفلام مستقل كويتي، وسبب معرفتي بذلك يعود إلى أننا نتبع شركة توزيع واحدة ورئيس الشركة قام بدوره في تجمعينا لنتعرف على بعضنا قبل أن نتصحب بعضنا البعض في رحلتنا إلى جِربة، لكنهم وللأسف عانوا أيضًا مما مررت به من تجاهل لكنهم لم يفصحوا عن ذلك ولم يُصعدوا الأمر، ولهم مطلق الحرية في هذا.

 

ماذا عن البروتوكول المُتبع في بداية التنظيم لأي مهرجان سينمائي!

من المعتاد أن يتم الإعلان عن برنامج المهرجانات قبل انطلاقها بشهرين أو ثلاثة مع بداية الترويج أو التسويق لها وتحديد الفئة الموجه إليها المهرجان وعدد الجمهور المسموح له بالحضور، تلك الخطوات تساعد في وصول المهرجان لأكبر قدر ممكن من المُهتمين.

حسب ما ذكرت في منشورك فإن “ماهر الزيتوني” المدير الفني للمهرجان تراجع عن استكمال مهامه في المهرجان.. تعتقد لمَ لمْ يُصرح بذلك كتصريح رسمي حتى الآن!

وقت حدوث المشكلة أرسل لي إيميل اعتذر فيه عما بَدرَ من تنظيم المهرجان، وصرح لي أنه بعد اختيار الأفلام المرشحة للفوز بالمهرجان لم يستطع إكمال مهامه، لكن من واجبي أن أشهد لهذا الرجل بأنه الشخص الوحيد الذي تجاوب مع مشكلتي وهو شخص مهني بامتياز حتى أن هذا الإيميل الذي أرسله لي كاعتذار يُمثل شجاعة كبيرة منه، في مقابل صمتٍ تام من مديرة المهرجان دكتورة “عبلة الأسود” وعدم تبريرها لما حدث.

 

بعد هذا الحوار وكل ما أطلعت من نقد للمهرجان.. اعتقد أن هناك العديد من النماذج المشرفة لمهرجانات سينمائية عربية نجحت فور انطلاقها واستطاعت إثبات وجودها بين كافة المهرجانات، فهلا أطلعت إدارة مهرجان جِربة على الأسس التي مكنت مثل هذه المهرجانات من النجاح، لتفادي كل هذا التخبط في الدورات القادمة ولتتمكن من تمثيل السينما العربية بشكلٍ يليق بعظمتها.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان