رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
500   مشاهدة  

إنهم يعيشون في قعر الجحيم .. إعترافات مصابون بمرض ياسمين الخطيب BPD

ياسمين الخطيب
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



” حاولت ياسمين الخطيب الانتحار بتناول جرعات كبيرة من حبوب الزانكس والتربتيزول، الذي أتناوله بانتظام بناءاً على تعليمات طبيبي النفسي.. لم تفلح المحاولة -للأسف- فأُعدت غصباً إلى هذه الحياة البغيضة، القاسية، الظالم أهلها.. لا أعاني من صدمة عاطفية، أو ما شابه، لكني سأعترف بكل شجاعة إني أعاني من الـ BPD.. على مدار حياتي لم يستطع أحد أن يستوعب حالتي أو يدعمني.. أنا شديدة الحساسية، متقلبة المزاج، لا أثق بأحد، ولدي مخاوف كبرى من الهجر.. كل الذين أدركوا حالتي استغلوا ضعفي بلا رحمة..لم تعد لدي أي طاقة للمقاومة.. أتمنى الخلاص”

 

هكذا قالت الإعلامية والكاتبة ياسمين الخطيب على حسابها الرسمي بالفيس بوك، الرغبة بالانتحار القابعة تحت الجلد ويمكنها الخروج في أي لحظة .. هذه الجميلة الذي يتغزّل بها القاصي والداني بشكل مباشر وبدون مباشر ليل نهار على مواقع التواصل الاجتماعي تكره الحياة وتتمنى الخلاص منها في أي لحظة ! .. إنه مرض اضطراب الشخصية الحدية الذي تناولته العديد من الصحف والجرائد، وتحدث فيه الأطباء النفسيون وعن أعراضه وأسبابه وعلاجه أفاضوا بالحديث .. لكننا نريد أن تعيش معنا – عزيزي القارئ- رحلة داخل عقل وروح المصاب بهذا المرض BPD .. رحلة قصيرة اعترف بها أحد المصابين بهذا المرض – ولم تُذكر هويته – ونقلها موقع elephantjournal الإلكتروني .. رحلة أحد المقيمين في جحيم مرض اضطراب الشخصية الحدية .

منذ أن كان عمري في الثامنة عشر .. وكان الأطباء يشخصون مرضي دائمًا بشكل خاطئ، وكانت السخرية وعدم الاهتمام هما رد فعل عائلتي كلما أخبرتهم أنني “متقلب المزاج” ولا أعرف ما يحدث داخل عقلي يجعلني حزينًا بشكل مفاجئ، أو سعيدًا في وقت لا يستدعي السعادة .. لم أرَ أي تحسن مع الدواء مطلقًا فتوقفت عن تناولها وقررت إعادة رحلة التشخيص مرة أخرى .

وأنا في الثلاثين من عمري، كنت قد دخلت في عدة تجارب علاجية نفسية في منتهى القسوة على النفس، فقد طُلب مني – طبيًا- مواجهة الماضي بتعقيداته، مواجهة أشباح طفولتي وملل المراهقة وصدمة اقترابي من عمر الثلاثين .. وبعدها قضيت فترة طويلة في قاع بئر من التغيرات العاطفية المتطرفة على مستوى الإحساس، لماذا أجيد التحكم في انفعالاتي لدرجة ليست إنسانية، وتنفلت أعصابي بشكل ليس طبيعيًا على أتفه الأسباب أحيانًا أخرى ؟ .. أنا لا أعلم تحديد ما يحدث بداخل رأسي الذي يعج بالبراكين .. لكني ما علمته أنني مصابًا بمرض يدعى :  “اضطراب الشخصية الحدية BPD ” .

 

 أريد أن أصف لكم حالتي، التي لا توصف، لكن هذا بعض ما يحدث لي : رسالة نصية واحدة أشعر فيها بعد الاهتمام يمكنها أن تجعلني أحاول الانتحار، الطريقة التي قد يضع بها شخصُ ما يده على كتفي يمكنها أن تخلق دوامة من العواطف بداخلي حتى لو كانت عن طريق الصدفة، الشعور بالحب والكره لأجزاء محددة من جسدي، أنا حقًا أكره أجزاء محددة وأعتبر نفسي في عداء معها، إما أنا أو هي .. إذا ألغى شخص ما معي موعدًا اتفقنا عليه كأنه ألغى عالمي أو أطلق على قلبي رصاصة، أريد أن يكون الأشخاص الغُرباء أصدقائي بشكل مفاجئ وأصدقائي هم الغُرباء !

 

أريد أن أحكي لكم أيضًا عن شِق مهم للغاية، وهو الاعتناء بنظافة الجسد وجودة الطعام، فأنا متطرف للغاية فيما يخص تلك النقاط .. إما أعتني بهما جيدًا وإما أهملهما بشكل مطلق، حتى الزيادة في الوزن إما أن أصبح كالفيل أو أصبح كأبطال السباحة الأولمبيين، أترك الماء حتى درجة الغليان حتى أشعر أنها قد وصلت للغليان .. لا أطفئ النار على القهوة إلا عندما يصل الفوران إلى أعلى وعاء التسوية .. أنا أعرف ما سيحدث من خراب ومع ذلك أتركه يحدث تحت إشرافي !

 

إقرأ أيضا
حكيم الأغنية الشعبية

وأخيرًا فإن علاقاتي العاطفية هي أكبر الكوارث التي أعيشها، أتلاعب بها كما يتلاعب الطفل بالـ “يويو” ، أحيانًا أُقدم على الغدر وترك شريك حياتي وحيدًا كي لا أعيش أنا شعور المغدور والمتروك الذي يضخمه لي عقلي حتى يصبح واقعًا لا لبس فيه .. قد لا أعيش العلاقات العاطفية وصلات القرابة أحيانًا على محمل الجد .. أشعر وكأنني أريد أن أتركهم جميعًا أو على الأقل أعمل على تضييق مساحة الذين يتعاملون معي بشكل يومي ..  وأخاف أكثر ما أخاف ممن عرفوا بطبيعة مرضي .. أنا حقًا أنفذ يوميًا من ثقب أسود في عقلي لأجد نفسي في الجحيم .. في قعر الجحيم !

 

الكاتب

  • ياسمين الخطيب محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
2
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان