583   مشاهدة  

البطاطس المحمرة صاحب جدع يسد أي وقت

البطاطس المحمرة
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



البطاطس بالنسبة ليست مجرد نوعًا من الخضروات، ولكنها كالصاحب الجدع الذي يقف بجانبك في عز أزماتك ويحبك دون شروط.

بدأت حكايتي معها كالمثل القائل “لا محبة إلا بعد عداوة” فكنت مازلت في العامين من عمري، وكانت أمي تسلقها و تكورها و تحدفها في فمي لأنني كنت فتاة كثيرة الحركة وقليلة الشغف نحو الطعام

فكرت في فكرة شيطانية طالما تصر أمي على إطعامي هذه الكور بالعافية؛  كنت افتح لها فمي على البحري لتضع فيه الكور، ثم أدعي الذهاب للتمشية بالبيت والرجوع  لها بفم مفتوح قائلة

ها..همممم

مدعية في كل مرة حماسي للأكل بعد دموع وصراخ وصل للجيران. تشككت أمي في نيتي، فتتبعت خطواتي لتجد جبلًا من كور البطاطس خلف النيش!.. فضحكت وأضحكتها لأداري على فعلتي.

عندما لبست البكيني لأول مرة

علاقتي بالبطاطس تغيرت تمامًا بعدما كبرت وعرفت هناك أنواع كثيرة منها غير الكور المسلوقة التي كانت تحدفها أمي في فمي. في سن الحضانة والابتدائي وقعت في غرام البطاطس المحمرة. كنت ألعب في الحديقة أمام المنزل يوميًا مع أصدقائي، فأجد السبت الخوص نزل من شرفتنا بجانب رأسي وفيه طعام اليوم مقابل المجهود المبذول

البطاطس

كانت تضع لي أمي كيسًا كرتونيًا عميقًا متينًا وملونًا، فيه بطاطس محمرة بالبهارات تكفيني أنا وأصدقائي والجيران. أصبح كيس البطاطس ونزوله من البلكونة أشبه بمشهد سحري. كيس  كرتون ملون يهبط من السماء يوميًا به ألذ وجبة تسد جوع الأطفال ومعه زمزية  مياه وبعض الفاكهة أحيانًا

أدمنت هذه الوجبة حتى يومًا زرت جارنا الذي ألعب معه، وقالت أمي أن فلانًا  رجله  مكسورة و أننا سنذهب لنتمنى له الشفاء. حمرت لنا أمه الطيبة الكثير من البطاطس، فنسيت أمر المسكين وانهيت معظمها. كان المشهد بالنسبة لي كعالم من الأصابع الصفراء والبهارات والكاتشاب وألوان جميلة لا حل لها سوى الأكل

انتهت فترة مرض جاري الصغير وحكى الموقف لبقية الأطفال والجيران، الصغار والكبار وأطلق علي “بطاطس” وأصبح اسمي الرسمي بين الأصدقاء لفترة طويلة حتى أبديت تذمري من الاسم عندما كبرت وأصبحت فتاة جامعية عليها القيمة.

إقرأ أيضا
مشروع نسيمة

زفة عصافيري على شباكي

تحول حبي للبطاطس  عندما كبرت لاكتشاف جمال جميع أنواعها؛  فهي منجزة،  تأكلها كنوع من السلطة المسلوقة مع الحليب والبقدونس. يمكن أن تسد معك مطبوخة بالصلصة والفلفل ،الرومي والبهارات، أو سوتيه بدون صلصة ومع قطع من اللحم أو الفراخ أو بدون أو مشوية بالفرن بقشرتها، أو مشوية بدون القشر مع الزبدة.

يمكن أن تأكلها بالبشاميل مع بعض من الجبن الرومي، ويمكن أن تأكلها أصابع مطبوخة مع الصلصة والثوم، أو بالثوم بدون صلصلة مع الباذنجان المقلي. لا تقول .البطاطس لا  في وجهك ابدا، وخاصة المحمرة، فهي كالصاحب الجدع الذي لا يخذلك وقتما تحتاجه؛ لذلك أحبها دون شروط كما تجدعنت معي منذ الصغر وحتى الآن

الكاتب

  • البطاطس إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان