التبغ “العلاج الإلهي” الذي كان يصنع معجزات ويشفي المرضى

بحسب آخر إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فقد وصل عدد المدخنين في العالم الذين يتعاطون التبغ إلى 1.3 مليار شخص حول العالم، رغم الحملات المستمرة من الجهات الحكومية وغير الحكومية التي تحذر من مخاطر التدخين، فقد وصل الأمر عندنا في مصر إلى وضع صور صرصور وأورام على علب السجائر حتى يتوقف المدمنين على التبغ من تناولها، ولكن بلا جدوى.

ولكن الحقيقة أن السجائر التي توجد بين أصابع المدخنين، ما هي إلا الناتج الأخير لرحلة من الأساطير على مر التاريخ عن التبغ (النبتة المقدسة)

يحكى أن عن التبغ ومعجزاتهُ

يحكى أن عجوز مزارع من شعب (بوتواتومي) حكى لقبيلته أنه يرى أحلام غريبة عن أنه المصطفى من بين رجال قبيلته، وأن ارضه سينمو بها عشب مقدس، ولكن عليه تطهير الحقل، والا تدب ارض مزرعته أقدام النساء حتى يتحقق هذا الوعد، وبالفعل بعد هذه الرؤية قام الرجل بتطهير مزرعته بالنيران، ومنع النساء من الدخول وجلس ينتظر تحقيق المعجزة.

وجلس العجوز أيام بجوار مزرعته دون أن يظهر شيء، ولم يحصل إلا على السخرية والاستهزاء من شعب القبيلة، ولكن عندما جاء وقت الصيد رفض العجوز الخروج مع رجال القبيلة في رحلات الصيد التي تستغرق أيام وفضل الجلوس وانتظار حدوث المعجزة.

من هي فيكتوريا وودهل النسوية التي تحدت الرجال وترشحت للرئاسة الأمريكية قبل 150 عام

ولكن بعد أيام تعب العجوز وذهب إلى منزله، وقبل أن يعود الرجال من رحلة الصيد، ذهب ليشاهد مزرعته ولكنه هذه المرة وجد بالفعل نبات غريب يملىء أرضه، وظل هذا النبات ينمو في الأرض دون حتى أن يعرف العجوز أسمه.

وفي يوم أتى إليه زائر من أرض الأجداد التي كانت توجد على الضفة الأخرى من المحيط، وقال له هذا الزائر أن نفس العشبة المقدسة طرحة في الأرض بعد أن شاهد أحد الرجال رؤية مثلما حدث معك، وأنه على العجوز انتظار الروح المقدسة التي منحته الحلم تأتي له في المنام مرة أخرى لتعلمه كيف تستخدم هذه النبتة.

وفي اليوم التالي جاءت له الروح المقدسة، وأخبرته أن عليه جمع أوراق هذا العشب المقدس (التبغ) وتجفيفه وأن يحرقها في النار مثل البخور، أو يتناولها من خلال أنبوب خشبي مخصص لها، والا يقيم وليمة أو أضحية إلا ويتناول الموجودين هذه النبته.

التبغ يصنع المعجزات ويشفي من 35 مرض

قد يتخيل لك عزيزي القارئ أن القصة السابقة هي من وحي خيال كاتبة المقال، ولكن الحقيقة انها واحدة من أقدم الأساطير التي تحكي عن الظهور الأول لعشبة التبغ، والتي كان يطلق عليها اسم (العشبة المقدسة).

ولكن أول معرفة بحقيقية عشبة التبغ تم توثيقها تاريخيًا، كانت عندما زار كريستوفر كولومبس مكتشف الأمريكتين كوبا وجزر هايتي خلال رحلته، حيث وجد المزارعين يزرعون التبغ ويعتبرونه تدخينه واحد من الطقوس المقدسة، وكذلك قيل له أنه مصدر للمعجزات وشفاء الأمراض مثل تسكين الآلام.

إقرأ أيضا

“حتى لا ننسى” تفاصيل جريمة قصف المدنيين في حرب أكتوبر من الطيران الصهيوني

على الدومة والتكة.. حكاية شارع محمد علي وعلاقته بشارع ريفولي في باريس

وكذلك كان البحارة يحملون معهم في رحلات الصيد كمية من أوراق العشب المقدس، وذلك حتى يحموا أنفسهم من الأمراض، وايضًا لقدرت هذه العشبة المقدسة في التخلص من الشعور بالإرهاق، كما كانوا يقومون بمزجها بعشبة أخرى تسمى بالإنجليزية (Cogioba) وهي عشبة مخدرة لها آثار مهلوسة، ويتناولها من خلال الاستنشاق بهدف الغياب عن الوعي خلال الرحلات الطويلة.

وفي عام 1571 ميلاديًا قام الطبيب الإسباني نيكولاس مونارديس بتسجيل قدرة التبغ العلاجية التي تساعد في شفاء 36 مشكلة مرضية، وذلك في كتابه الشهير (تاريخ النباتات الطبية في العالم).