“مش عورة”.. حكايات نساء تربعن على عرش التلاوة في مصر
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد
“نزل القرآن في مكة وقُرئَ في مصر”
هكذا عبر الملك خالد عن مشاعره بعد أن استمع للشيخين عبدالباسط عبدالصمد ومحمد محمود الطبلاوي للإشادة بدولة التلاوة في مصر ثم صارت مقولة نرددها كثيرًا في إشارة إلى القُرّاء العظماء الذين رتلوا القرآن الكريم وأصبحوا الأشهر في التلاوة على مستوى العالم.
التلاوة في مصر ببصمة الجنس الناعم
مصر كان لها النصيب الأكبر من صوت التلاوة المميز سواء على مستوى الرجال أو النساء، حيث احتلت بعض النساء مكانة متميزة بسبب صوتهن العذب في تلاوة القرآن الكريم وذلك بعد المدائح النبوية والأناشيد الدينية التي كانت وسيلتهن لصعود سُلم التلاوة بإتقانٍ شديد، إلا أن صعود الإسلام السياسي في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، حالت دون ظهور مواهب نسائية في تلاوة القرآن الكريم، لتعود هذه المواهب مجددًا في الظهور في محاولة أخرى لاختراق مجال تلاوة القرآن الكريم.
اقرأ أيضًا
“فيروس التلاوة الخليجية للقرآن” كيف يمكن انتشال دولة القراء المصرية من الهاوية ؟
مصدر داخل نقابة القُرّاء، أكد لـ “الميزان” أن عدد محفظات القرآن وقارئاته تجاوز الـ 75 سيدة، استطعن اجتياز اختبارات نقابة القُرّاء والتي يَعد شرطًا أساسيًا لها حفظ القرآن الكريم كاملًا.
“الميزان” يرصد لكم قصص سيدات نجحن في عالم التلاوة واستطعن ترك أثرهن حتى الآن.
الشيخة أم محمد .. قارئة في عصر محمد علي باشا
ظهرت الشيخة أم محمد في عصر محمد علي، وحصلت على تقدير كبير جدا، خاصة وأنها كانت تُحيي رمضان في حرملك الوالي، وتتلو القرآن الكريم في مآتم داخل قصور قادة الجيش وكبار رجال الدولة، حيث نالت شهرة واسعة آنذاك.
نالت أم محمد إعجاب محمد علي باشا، فأمر بسفرها إلى اسطمبول لإحياء الليالي الرمضانية هناك، تحديدًا داخل حرملك السلطانة، وحصلت على العديد من الجوائز.
الشيخة منيرة عبده
ضحية الفتاوى المتشددة، هكذا يمكن وصف الشيخة منيرة عبده، التي بدأت تلاوة القرآن وهي في ال18 من عمرها، تحديدا في 1920، واستطاعت أن تصبح ندًا لكبار المشايخ الذين اعتادوا تلاوة القرآن، حيث تسبب جمال صوتها في عرض أحد أثرياء تونس إقامة حفل تلاوة لمنيرة في قصره بتونس مقابل 1000 جنيه، إلا أنها رفضت واضطر هذا الرجل الثري للمجيء إلى مصر لسماع صوتها العذب.
رتلت منيرة عبده القرآن في الإذاعة المصرية وتقاضت 5 جنيهات في الوقت الذي كان يتقاضى فيه الشيخ محمد رفعت 10 جنيهات، إلا أنها اصطدمت بفتاوى متشددين بالأزهر مع بدء الحرب العالمية الثانية بفتوى “صوت المرأة عورة”، لتوقف بعدها الإذاعة المصرية تلاوة القرآن بصوتها.
حالة من الصدمة سيطرت على منيرة عبده فقررت الاعتكاف في منزلها حتى يتوفاها الله وهو الأمر الذي حدث بالفعل.
الشيخة كريمة العدلية .. حبيبة الشيخ علي محمود
ذاع صيت الشيخة كريمة العدلية في القرن العشرين، خاصة وأن صوتها أصبح معروفًا لدى جمهور الإذاعة، الذي ظلّ يسمع تلاوتها للقرآن حتى الحرب العالمية الثانية.
تشتهر قصة حياة كريمة العدلية بقصة حبها مع المقرئ الشهير علي محمود، حيث كانا يتبادلان الإعجاب ببعضهما في صمتٍ، فهي تعشق صوت تلاوته وهو ينصت إليها جيدًا، حتى علم الجميع أن الاثنين يتبادلان الحب.
الشيخة سكينة حسن
تسببت فتوى المتشددين بأن “صوت المرأة عورة” في تغيير مسار حياة المقرئة الكفيفة سكينة حسن، ابنة محافظة أسيوط التي حققت شهرة واسعة في القرن العشرين، إلى أن صدرت الفتوى بتحريم صوت المرأة فتحولت من مقرئة إلى مطربة، فبدلا من تسجيل القرآن الكريم سجلت الطقاطيق، إلى أن توفيت في عام 1948.
الكاتب
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد