الجيش المصري ومواجهة الأوبئة “مواقف تاريخية منسية حدثت قبل 73 عامًا”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جدد يوم 15 مارس 2020 تاريخ ثنائية الجيش المصري ومواجهة الأوبئة إذ أعلنت القوات المسلحة عن جاهزيتها عبر إدارة الحرب الكيماوية لمشاركة المجتمع المدني في التصدي لفيرس كورونا.
اقرأ أيضًا
تاريخ قرية الهياتم ومظاهرة رفض حظر التجول “فعلتها قبل 110 سنة”
في 7 أيام أجرت القوات المسلحة عمليات تعقيم وتطهير لـ 33 مبنى ومؤسسة وميدان وشارع رئيسي، وقامت بنفي شائعتين، وتعاونت مع مؤسستين مدنيتين، واستشهد اثنين من لواءات الجيش المصري.
أنشطة الجيش المصري ومواجهة الأوبئة في مصر الآن
بدءًا من يوم 17 مارس وحتى نهايته أجرت القوات المسلحة عمليات تعقيم وتطهير لأماكن متعددة داخل محافظة القاهرة، ففي 17 مارس سنة 2020 م تمت عمليات تطهير وتعقيم الأماكن الإدارية والشوارع الداخلية والقاعات الدراسية والمدرجات والمعامل بجامعتى عين شمس والأزهر، وخلال اليوم التالي تم تعقيم وتطهير جامعة القاهرة وما تحتويه من منشآت وقاعات ومدرجات ومعامل دراسية، وبعد ذلك بـ 24 ساعة نفذت عمليات تعقيم وتطهير مقار مجلس النواب ومجلس الوزراء.
وخلال يوم 21 مارس 2020 أجرت القوات المسلحة تعقيم وتطهير ميادين «التحرير، طلعت حرب، عبدالمنعم رياض، الأوبرا، جامعة الدول العربية» بالإضافة لمنشآت «مسجد عمر مكرم، كوبري قصر النيل، مجمع التحرير»، علاوة على عدد من الشوارع الرئيسية المؤدية إلى كوبرى قصر النيل.
وشهد يوم 26 مارس سنة 2020 تعقيم وتطهير وقائي لمحور صلاح سالم ووزارة التعاون الدولي، أما في يوم 28 مارس سنة 2020 م تمت عملية تطهير وتعقيم مشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وخلال يوم 29 مارس سنة 2020 م نفذت القوات المسلحة عمليات تطهير وتعقيم ميدان العتبة وحى الموسكي ومنطقة الأسواق التجارية وهيئة البريد والمسرح القومى وميدان وجراج الأوبرا وشارعى عبد العزيز والجيش والشوارع الجانبية وتعقيم شارع الأزهر وميدان الحسين والمنطقة المحيطة بمسجد الإمام الحسين.
وفي نهاية شهر مارس أعلنت القوات المسلحة توفير أجهزة ومستلزمات طبية وأدوية لمواجهة فيروس كورونا المستجد بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية والهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد الطبي.
واستشهد من أبناء القوات المسلحة لواءين في يومين متتاليين أحدهما هو اللواء خالد شلتوت «رئيس أركان إدارة المياه بالقوات المسلحة المصرية» حيث استشهد في يوم 22 مارس 2020 والآخر لقي ربه في اليوم التالي وهو اللواء شفيع عبد الحليم داوود.
تاريخيًا .. هل كان هناك وجود لثنائية الجيش المصري ومواجهة الأوبئة
يتسع المقال لذكر تاريخ سلاح الحرب الكيميائية في الجيش المصري منذ أن كان مجرد كتيبة حتى حولته ثورة يوليو 1952 إلى سلاح ضمن أسلحة الجيش المصري، غير أن ثنائية الجيش المصري ومواجهة الأوبئة أقدم من هذا بكثير ولعل أول موقف قام به الجيش المصري النظام في التصدي للأوبئة كان عام 1947 م.
شهد العام 1947 تفشي الموجة الثانية عشر لوباء الكوليرا في مصر، وبدأ ظهور الجيش المصري ودوره في التصدي لهذا الوباء يوم 28 سبتمبر من عام 1947 حيث أجل تسريح الجنود مؤقتًا بهدف عدم مخالطتهم لأيٍ من المشتبه بإصابتهم، ثم استخدام أفراده في حصار البلاد والقرى الموبوءة فترة حظر التجول بهدف عدم الخروج أو الدخول.
من الناحية المدنية فتشير جريدة الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 29 سبتمبر عام 1947 إلى أن القوات المسلحة أمدت وزارة الصحة بـ 15 سيارة إسعاف مجهزة بنقالات لنقل المرضى في حالات الإصابة بالكوليرا، مع مد الوزارة بسيارات عسكرية لتسهيل مهمة السفر إلى مستشفيات العزل المتعددة.
اقرأ أيضًا
تاريخ الكوليرا في مصر (1-3) إحصاء المواقع غير صحيح وهذه حكاية كل وباء
كذلك فإن القوات المسلحة في العام 1947 أرسلت عددًا من الأطقم الصحية التابعة لسلاح الطب في الجيش المصري حيث أرسلت إلى محافظة الغربية بعثة عسكرية طبية تضم وحدتين من أطباء الجيش ومزودة باللقاح والأدوية.
اقرأ أيضًا
الدكتور إبراهيم حسن الطيب والطبيب لي وين ليانغ “حين تفوقت مصر على الصين”
وساهمت القوات المسلحة في 10 أكتوبر من العام 1947 بإرسال بعثة إلى شبين الكوم بمحافظة المنوفية تتألف من طبيبين و 14 ممرضًا ومزودة بـ 13 سيارة طبية وسيارتين للإسعاف و 4 للنقل والمواصلات، بالإضافة إلى بعثة طبية عسكرية إلى مركز ملوي في محافظة المنيا تضم 14 طبيبًا عسكريًا و 4 متطوعين مزودين بالأدوية لتلقيح أهالي المنيا ضد وباء الكوليرا.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال