همتك نعدل الكفة
1٬469   مشاهدة  

الحلقة (3) : ترقص الفتيات للضيوف وتغسل أرجلهم وتعطر .. كيف بدأت الولائم؟

الولائم


كانت تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الطباخ في الولائم التي يتحتم عليه أن يقدم طعامًا بمستوى يرقى إلى أهمية المناسبة، بتوفير طعام فاخر لمائدة الملك وضيوفه، وإلى الجموع الغفيرة من الناس المحتشدة في ساحات القصر الكبير.

عثر على وصف الولائم التي كانت تقام للملوك، كالوليمة التي أقامها الملك “أشور بينبال” و “أشكور عادو”، وتخللت تلك المآدب طقوس مهمة ارتبطت بمنزلة الملك وقدسيته.

الولائم

كان يوضع العرش الفضي المرتفع الذي يجلس عليه الملك مع مسند للقدمين مطعم بالصدف، وطاولة فضية أمامه، ويوضع على قاعدة مرتفعة طقم من الكؤوس الذهبية والفضية، مصممة على شكل رؤوس الحيوانات كالثور والغزال، كان الملك يتناول الطعام والنبيذ اللذين يختلفان عن طعام ونبيذ الضيوف، فيقدم له الطعام بطبق من المعادن الثمينة، كما كان يملك ملعقة من الفضة.

أما النبيذ فكان يقدم له بقدح كبير من الذهب، وهو النبيذ المستورد له خصيصًا من منطقة “كارشميس”.

الولائم

أما الطاولات الأخرى التي توضع أمام الضيوف، فأنها مصنوعة من العاج المطعم بالفضة والذهب، كانت تغسل أقدام الضيوف حال وصولهم، من قبل الخدم وتدهن بدهون معطرة، مرتدين ملابسهم الجديدة، المرسوم على حافتها شعار المملكة.

ومن ضمن طقوس الولائم يدخل الخدم والنادلون حاملين الصواني المصنوعة من خشب الصندل، مملوءة بأنواع اللحوم، وكان يقدم للملك لحم خاص به يوضع على طاولته، ثم تجلب البقول المطبوخة بالتوابل، ويقدم الخبر بأنواعه وأشكاله المختلفة، والكعك المعجون بالعسل والجوز والتمر، تليها أقداح مملوءة بعصير الفاكهة من العنب والكمثرى والرمان، وكاسات مملوءة بالفستق.

بعد الانتهاء من تقديم الطعام، يبدأ حفل التسلية بالفتيات اللواتي كن يعزفن على القيثارة والعود، ويليه الغناء، ثم المهرجون والمصارعون وربما الدببة المستوردة من شرق إيران.

الولائم

وهناك وصف لوليمة من الولائم أقامها “أشور بني بال” عندما افتتح قصره في مدينة “كلخ” حيث ظلت أبواب القصر مفتوحة لمدة عشرة أيام، علقت الستائر الملونة على الجردان، وحولت ساحات القصر  إلى قاعات للولائم، فازدحمت بالناس من الصباح حتى المساء.

إقرأ أيضا
المستفز

كانت الولائم التي يقيمها الملك تعبير عن العلاقات التي تربطه بأرجاء إمبراطوريته، والمحافظة على تلك الروابط، من خلال الاتفاقات والأحلاف التي يعقدها.

لذا كان التبادل بالفاكهة كهدايا شائعًا بين الملوك، فكتب الملك “يتارايا” إلى الملك “إلتاني”:”أبعث لك فستقًا، إنه أول قطفه هذه السنة”.

كما بع “إيشم_داغان” كمثرى وفستق في أول قطفة إلى أخيه “ياسما-عادو”.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان