همتك معانا نعدل الكفة
205   مشاهدة  

الحياة كفيلم بورنو!

الحياة
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



من الخطأ الفادح أن نعامل الحياة كما لو كانت فيلمًا جنسيًا، لا تنتهي لذاته، الحياة ليست كذلك قطعًا، ونحن لا يجب أن نظنها كذلك بالمرة حتى لو قوينا وغنينا وشعرنا أنها تحت أيدينا.. الفيلم الجنسي منتج له شركاته التي تفخر به ولا تخجل منه، اتفقت أطرافه على الاستمتاع طوال مدته، وقبضت ثمنه الغالي بالتأكيد، ثم طرحته في الأسواق ليستمتع به الآخرون، من وراء حجاب كثيف، وليلهب أخيلتهم الجسدية، ويلهمهم أفكارًا للمضاجعة، والحياة ليست رجلاً وامرأة لا يغادران السرير مطلقًا؛ فليسا يبدوان إلا هكذا في تلك الأفلام العجيبة التي تحوي عيوبًا قاتلة في العلاقات الخاصة بالمناسبة، ولو فكر مولع بها في تطبيق ما تراه عيناه، بحذافيره، على ظل شريكه لوقعت أضرار بالغة شتى!

الحياة لذة وألم، سير متواصل لبلوغ الغايات يشمل المعنيين، ولا يشمل معنى واحدًا منهما بتة، وصحيح أن جماعة من الناس تصادف لذة أكبر في المشاوير، وهؤلاء هم المحظوظون، إلا أن طرقهم لا تخلو من الأشواك، وبوجود العراقيل تتميز التيسيرات “وبضدها تتميز الأشياء”، كما أنهم لا يجب أن يتوقعوا باستمرار أن الطرق ممهدة للسير من الأصل؛ فهذا التوقع المستمر قد يوقعهم في التفاؤل المفرط الذي لا احتياط معه ومن ثم تحدث المفاجآت غير السارة، ومنها تحدث المشاكل والمعضلات.

جماعة أخرى قد لا تصادف إلا ألمًا تتخلله لذات صغيرات، نسمي أفرادها التعساء، غير أن هؤلاء لا يصح أن يمسوا ويصبحوا ممعنين في التشاؤم، بل عليهم أن يغيروا واقعهم ما أمكنهم التغيير، أو يتغيروا هم فبتغيرهم يتغير الواقع، لا أن يؤمنوا بأن هذا نصيبهم من الدنيا فيكون الاستسلام ويكون الشقاء السرمدي.

تفشل الحياة لو صارت فيلمًا جنسيًا صرفًا، على عكس ما يظن أصحاب أبيقور (اليوناني، صاحب نظرية اللذة المطلقة)، وتفشل لو خلت، مجازيًا، من ظلال هذا الفيلم بالمرة؛ تكون قاسية وتكون معقدة، إنما الاستقامة في منح الروح فرصتها لتعمل مع الجسد (خلق التوازن بين المعنوي والمادي) وفي الإحساس الكامل بأن الحياة تعطي البشر مقدار ما يعطونها بالضبط؛ فليست عادلة ولا ظالمة، لكنها ترد إليهم ما يرد منهم، من شغل أيديهم أو فيض طاقاتهم الباطنية، وهم، لو أرادوا عيشة هنية، فعليهم أن يتحلوا بالكياسة في تعاملهم معها (تمكن النفس من استنباط ما هو أنفع كما يقول المعجم اللغوي شارحا معنى الكلمة) ولا نفع في تصور الحياة فيلما ينجب اللذة ولا ينجب الأطفال، ولا في تصورها فيلمًا ينجب الأطفال بالألم (كلا الفيلمين بالمناسبة يبرز العورات المغلظة) إنما النفع كله في معنى إنجاب الأطفال باللذة (قد يكونون أطفالا بالمعنى الحرفي وقد يكونون حالة جميلة بريئة ناتجة عن لقاء حميم).. لا أتحدث هنا بمنطق توخي الحلال وحذر الحرام، ولو تحدثت هكذا لم يعبني الحديث قط، لكنني أتحدث بمنطق آخر، بينته، وأرجو أن يكون في قبضة القارئ النبيه!

إقرأ أيضا
الضفغة الغربية بفلسطين

الكاتب

  • الحياة عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان