رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
264   مشاهدة  

الدولار الذي حول حياتي/ حياتك إلى جحيم

الدولار
  • روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...

    كاتب نجم جديد



ضع نفسك مكاني، وهب أنك أنا، وأنا واحد من سكان منطقة الهرم، هذا هو مكاني/مكانك، وشاء القدر أن تسقط في يديك ورقة مالية فئة الدولار… بالتأكيد ستكون مبتهجاً فالعملة الأثمن أصبحت ملكك، وربما ستفعل مثلي وتتفحصها…

هل ستنتابك نفس ردة فعلي حين ترى الهرم – والذي يبتعد عدة كيلومترات عن منزلك- يزينها؟ هل سيسحبك الفضول – أنت أيضاً- نحو العين التي تعلى قمته؟ ولعلك ستتساءل كذلك عن العبارة الموضوعة أسفله (نحن نؤمن بالإله) فإي إله يقصدون؟

عقلك الآن – بالضرورة- يدفعك للبحث عن أجوبة.. تفكر: كل دولة تعتز بمعالمها/ معتقداتها/ رموزها فما علاقة أمريكا بمعالمي/معتقداتي/رموزي أنا؟

يرفض عقلك احتمالية أن يكون الأمر مصادفة، لذا فعليك أن تتبع فضولك وتفتش عن السر الذي يشغلك، ولتبدأ بتحليل ما تراه لعله يقودك للحقيقة.. فمثلاً

الهرم الأكبر.. غموض وادعاءات

الدولار

وهو هرم خوفو الذي يعتبر من أقدم وأغمض المعالم عبر التاريخ حيث يصل ارتفاعه 481 قدم، وبصرف النظر عن الحجم فإن الغموض الذي يحيط هذا البناء كان – ولا يزال- بؤرة لاهتمام العلماء.

ويبدو اعجازه واضحاً في كونه يقع عند مركز الأرض تماماً، كما أنه يحافظ على حرارته الداخلية التي لا تتعدي الـ 20 درجة مئوية مهما كانت درجة الحرارة بالخارج.

بالإضافة إلى البناء الهندسي المتفرد والذي دفع العلماء للبحث عن كيفية بناءه في هذا العصر البعيد..

وبعيداً عن كيفية البناء وقدرة الفراعنة المذهلة على تشييده وتشييد حضاراتهم، فإن هناك أمة تدعي أن هذه المعجزة من انتاجها، وهم اليهود، فإذا كانت الحضارة الفرعونية اندثرت وزالت فإن اليهود الذين عاصروا هذا العهد القديم لا يزالون أحياء يسعي أحفادهم لتحقيق النبوءة.

في العهد القديم، خصوصاً بسفر الخروج يحكي لنا التوراة عن خروج اليهود من مصر تحت قيادة نبيهم موسي، وعن تشتتهم في صحراء سيناء ثم الوعد المقدس بأورشاليم والأرض الكنعانية، وهو ما اتفقت عليه الديانات الإبراهيمية الثلاث، فالمسيحية أيضاً تعتقد بهذه الحكاية، والقرآن وصف الحرب بين الفرعون وجنوده وموسي وقومه في مواضع كثيرة.

هذا عن الماضي/التاريخ.. ولكنه ليس ماضياً مضى عند تلك الأمة التي تؤمن بوعد الرب، ولنا أن نلقي نظرة اليوم على اسرائيل التي أصبحت دولة عاصمتها القدس،   تخيل معي شعب مشتت في بقاع الأرض، ساند بريطانيا في حربها، ثم أميركا، فكانت الجائزة أن يكون له دولة… فأين يختار تلك الدولة؟ بداخل دولة أخري! لماذا؟ لأنها دولة أجدادنا! ولأن هيكل سليمان تحت مسجدها الأقصى.

وماذا تريد هذا الدولة الوليدة غير ذلك؟ سيناء/ هضبة الجولان. فتبادر باحتلالهما، إذن فالمسألة من البداية ليست مسألة شعب يعاني من الاضطهاد ولكن شعب يسعي لتحقيق هدف ديني في الأساس، وعليه أن يسترجع ما فقده، وربما كان الهرم على رأس القائمة.

ولكن ما علاقة أميركا بالهرم.. وليكن السؤال: ما علاقة أميركا بإسرائيل؟ دعنا لا نتعجل الإجابة…

العين.. الأصابع الخفية تُحرك الأحداث

الدولار

بقليل من البحث على جوجل ستكتشف أن هذه العين – عين الإله حورس-  رمز من رموز الماسونية…

وللماسونية تاريخ طويل لا أحد يعرف بدايته على وجه الدقة. غير أن المؤكد أن أول ظهور معلن للماسونية ظهر في إنجلترا عام 926م على يد فرسان الهيكل، وفرسان الهيكل تشكيل عسكري على أساس ديني استطاع أن يقنع إنجلترا وفرنسا بمشاركتهما غزو بيت المقدس أثناء الحروب الصلبية.

كان لفرسان الهيكل زي يختلف عن الجنود الصليبيين، كانوا يرتدون البذل الحربية الحمراء المرصعة برموزهم…

لم أطلقوا على أنفسهم فرسان الهيكل؟

المقصود بالهيكل هنا هو هيكل سليمان الذي يعتقدون أنه يقع تحت المسجد الأقصى، وأنه في حالة إعادة هيكلته، واستكمال ما نقص من الهرم الأكبر بمصر ستتحقق النبوءة.. هل يذكرك هذا الاعتقاد بشئ؟

دعنا لا نسبق الأحداث، ونعرض ما قاموا به في الأراضي الفلسطينية. ففي الوقت الذي كان فيه الصليبي يرحل بعد عام أو نصف عام ليعود لبلاده، كان الماسوني قد أخذ عهدًا على البقاء على تلك الأراضي حتى الموت..

فأصبح فرسان المعبد أوسع المُلاك ثراءً في الدول المقدسة، وصارت لهم سفنهم وأسلحتهم ووسائلهم الخاصة جدًا للتواصل والتعارف.

وفي عام 1292م أخرج المسلمون الصلبيين وحرروا أراضيهم المغتصبة ففقد فرسان الهيكل أساس وجودهم.

عاد جزء منهم إلى إنجلترا وآخر إلى فرنسا، وفي فرنسا طلب البابا كيلمنت الخامس استدعاء أستاذ فرسان الهيكل الأعظم إلى باريس، وهناك، وبالتعاون مع فليب الخامس، تحديدًا في عام 1307م صُدرت ممتلكات فرسان الهيكل وأقتلعت جذورهم من الأرض.

ولكن فرسان الهيكل بإنجلترا استوعبوا الدرس سريعًا فلاذوا بالتخفي الذي يجيدونه لفترة طويلة حتى عادوا مرة أخري، تحت مسمي آخر  “البناؤون الأحرار”..

ويبدو أنهم فعلاً بارعون في العمل خفية، فقد ظلوا طوال تلك الفترة على عملهم السري الدؤوب حتى توغلوا في الأسرة الحاكمة ببريطانيا، وقد جاء أول محفل لهم بلندن عام 1717م وهو أكبر المحافل الماسونية وأكثرهم سلطة، وقد كان تحت رعاية دوق كنت ابن عم الملكة. ومن هذا التاريخ بدأت الوثائق الماسونية في الظهور.

أما في إيطاليا فقد كانت لهم لعبة أخري..

فـ الماسونيين يزعمون أن جوزيف راديتزكي موحد إيطاليا كان ماسونيًا، وأن تاريخ إيطاليا الحديث صنعته الماسونية، وهم من ساندوا الفاشية ولقبوا موسو ليني بالمايسترو وساندوا حكمه الديكتاتوري.

إقرأ أيضا
المسجد الأقصى

ولكن انقلب السحر على الساحر، فغدر بهم موسوليني وتربص لحركتهم ومنع أنشطتهم، وهو ما فعله أيضًا حليفه هتلر بالماسونية الذي أعتبرها جزء لا يتجزأ من اليهودية، لتأتي ضربة أخري أكثر عنفًا للماسونية، وليجد الماسونيين أنفسهم وهم في هولوكوست حارقة. غير أن الأشخاص تموت ولا تموت الأهداف.

وكان على صاحب الهدف أن يستفيد من الهزيمة.. وقد كان، وتعاطف العالم كله مع مصيبتهم ونسوا المذابح التي حدثت على مر التاريخ وكان أبشعها هيروشيما وناجا زاكي. ولتصبح أميركا الحليف الجديد لتلك الحركة الهدامة..

الإله.. تعددت الإلهة والمصير واحد.. 

الدولار

من أمام حائط المبكى يعلن الرجل البرتقالي أن القدس عاصمة اسرائيل، ولا ينسي بالطبع أن يعتمر القبعة التي تذكره بأن هناك إله أعلى..

أعتقد الآن أنك تعرف أي إله يقصدون، كما أنك تدرك أن الحلم أوشك على الاكتمال تمهيداً للنبوءة.. وعد السماء لشعب الرب المختار الذي سيتحقق بعد السيطرة على الآراضي الكنعانية والعودة الكبرى لمصر، ليظهر المُخلص الماشيح بن يوسف فيوحد اليهود ويصلى بهم الصلاة الأخيرة ببيت المقدس ويغفر عن خطاياهم قبل يوم يهوه العظيم.. هل أخبرتك أن إله الماسونية يدعي يهوه أيضاً؟

الغريب أن المسلم لديه وعد من السماء بظهور المهدي المنتظر وقتل اليهود بالقدس.. الآن لدينا ديانات متصارعة، وكل واحدة موقنة من وعد ربها، ومكان للمعركة التي ستؤدي بالضرورة إلى نهاية العالم.. فلمَ يسعى الإنسان العاقل للتعجل بنهاية البشرية؟ من أجل النعيم الأبدي بعد الموت؟ وكيف يتصور أن خالق الكون يرغب في هذه النهاية المأساوية؟ وبعيداً عن معتقدات الآخر.. ما ذنبي أنا/أنت لننال العقاب بالدنيا والعذاب بالآخرة لمجرد أن القدر ألقي بينا في قلب الحدث!

أحدثك الأن وأنا أقف أمام شرفتي، أرى من بعيد قمة الهرم، وأتساءل عن الطرق المختصرة التي سيتبعها أصحاب الدولار للحصول عليه، وما أيسرها: الماء مقابل الهرم، الحياة مقابل العبودية..

سُنن الحياة علمتنا أن من يمتلك الحلم ولديه الإصرار على بلوغه سيصل له حتماً، فما بالك بأمم كاملة سخرت كامل قوتها لتحقيق أحلامها/ كابوسنا..

ما هو مصيري/مصيرك بعد تحقيق غايتهم الكبرى؟

الجوع والمرض كاليمن، التشريد كفلسطين، الإبادة كسوريا، حروب طائفية كالعراق، ضياع كـليبيا، خنوع كالسعودية.. القائمة لا تزال طويلة ومفتوحة أيضا، ربما ادخروا لنا كل هذه المصائر مجتمعة… فماذا يتوجب عليّ/عليك أن أفعل/نفعل؟ ماذا سنفعل الآن؟

 

الكاتب

  • الدولار عمرو عاشور

    روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان