همتك نعدل الكفة
1٬803   مشاهدة  

السيدة سكينة (2-2) كيف جاءت إلى مصر وحقيقة ضريحها

السيدة سكينة


يروى في كتاب مشارق الأنوار للشيخ عبد الرحمن الأجهوري عن السيدة سكينة أنها أنشدت عند دخول المدينة تتحسر على حال آل البيت وما ألمَّ بهم
مدينة جدنا لا تقبلينا
فبالحسرات والأحزان جينا..
ألا فاخبر رسول الله عنا
بأنا قد فجعنا في أبينا..
وأن رجالنا بالطف صرعى
بلا روس وقد ذبحوا البنينا..
وأخبر جدنا أنا أسرنا
وبعد الأسر يا جدا سبينا..
ورهطك يا رسول الله أضحَوا
عرايا بالطفوف مسلبينا..
وقد ذبحوا الحسين ولم يُراعوا
جنابك يا رسول الله فينا..
فلو نظرت عيونك للأسارى
على قُتُبِ الجمال محملينا..
رسولَ الله بعد الصون صارت
عيون الناس ناظرة إلينا..
وكنت تحوطنا حتى تولت
عيونك ثارت الأعدا علينا..
أفاطم لو نظرت إلى السبايا
بناتك في البلاد مشتتينا..
أفاطم لو نظرت إلى الحيارى
ولو أبصرت زين العابدينا..
أفاطم لو رأيتينا سهارى
ومن سهر الليالي قد عمينا..
أفاطم ما لقيتي من عداكي
ولا قيراط مما قد لقينا..
فلو دامت حياتك لم تزالي
إلى يوم القيامة تندبينا..
وعرج بالبقيع وقف وناد
أيا ابن حبيب رب العالمينا..
وقل يا عم يا حسن المزكى
عيال أخيك أضحَوا ضائعينا..
أيا عماه إن أخاك أضحى
بعيدا عنك بالرمضا رهينا..
بلا رأس تنوح عليه جهرا
طيورٌ والوحوش الموحشينا..
ولو عاينت يا مولاي ساقوا
حريما لا يجدن لهم معينا..
على متن النياق بلا وطاء
وشاهدت العيال مكشفينا..
مدينة جدنا لا تقبلينا
فبالحسرات والأحزان جينا..
خرجنا منك بالأهلين جمعا
رجعنا لا رجال ولا بنينا..
وكنا في الخروج بجمع شمل
رجعنا حاسرين مسلبينا..
وكنا في أمان الله جهرا
رجعنا بالقطيعة خائفينا..
ومولانا الحسين لنا أنيس
رجعنا والحسين به رهينا..
فنحن الضائعات بلا كفيل
ونحن النائحات على أخينا..
ونحن السائرات على المطايا
نشال على جمال المبغضينا..
ونحن بنات ياسيناً وطه
ونحن الباكيات على أبينا..
ونحن الطاهرات بلا خفاء
ونحن المخلصون المصطفونا..
ونحن الصابرات على البلايا
ونحن الصادقون الناصحونا..
ألا يا جدنا قتلوا حسينا
ولم يرعوا جناب الله فينا..
ألا يا جدنا بلغت عدانا
مناها واشتفى الأعداء فينا..
لقد هتكوا النساء وحملوها
على الأقتاب قهرا أجمعينا..
وزينب أخرجوها من خباها
وفاطم والها تبدي الأنينا..
سكينة تشتكي من حر وجد
تنادي: الغوث رب العالمينا..
وزين العابدين بقيد ذل
وراموا قتله أهل الخؤونا!..
فبعدهُمُ على الدنيا ترابٌ
فكأس الموت فيها قد سقينا..
وهذي قصتي معْ شرح حالي
ألا يا سامعي فابكوا علينا..

يروى أنه حين طال أذى الأمويين لآل البيت في المدينة مخافة أن يُقلبوا عليهم المسلمين أشار عليهم ابن عباس أن يرحلوا إلي مصر وقال للسيدة زينب: “يا بنت رسول الله أرحلي إلى مصر فإن فيها قوماً يحبونكم لله ولقرابتكم من رسول الله”.

السيدة سكينة في مصر

قبة مقام السيدة سكينة
قبة مقام السيدة سكينة

ووصل آل البيت مصر أول شعبان 61 هـ، وحينها خرجت مصر عن بكرة أبيها تستقبل آل البيت. رحين بتشريفهم، حزانى على مصابهم، فلما رأت السيدة زينب موقفهم وحبهم بكت. وأول ما نطقت به قوله تعالى:
﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾، ودعت قائلة: “يا أهل مصر، نصرتمونا آل البيت نصركم الله ، وآويتمونا آل البيت آواكم الله وأعنتمونا آل البيت أعانكم الله ، جعل الله لكم يا أهل مصر، من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً”.

زواجها

زوار مقام السيدة سكينة
زوار مقام السيدة سكينة

اختلف المؤرخون على زواجها وجاء في (أعلام الورى) أنها تزوجت من ابن عمها عبد الله بن الحسن الذي استشهد مع أبيها في كربلاء وكان عمرها آنذاك أربعة عشر عاما.

اقرأ أيضًا 
الإمام الحسين والمسيحيين “حب مشترك صنعته الدماء وتقوى بالأزمات”

وذكر ابن خَلكان أنها خُطبت للأصبغ بن عبد العزيز بن مروان أمير مصر، وهي في طريقها مع عمتها زينب سمعت عن سوء خلقه وفجره فأقسمت ألا تتزوجه، وحين وصلت مصر مات الأصبغ قبل أن يراها، وذكر البعض أنها تزوجت خمس مرات وهو ما ليس له أساس من الصحة وينفي ذلك رواية الإمام الحسين التي ذكرتها آنفا.

مسجدها في القاهرة

مسجد السيدة سكينة
مسجد السيدة سكينة

اختلف المؤرخون على وجود السيدة سكينة في مصر. فقيل جسدها الطاهر في الشام، وقيل في المدينة. ولكن الرأي الأرجح هو وجودها في مصر.

إقرأ أيضا
فيلم رأس الحسين

ويقع مسجدها المقام به ضريحا لها في القاهرة بشارع الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون، أو كما هو مشهور بشارع الأشراف – لوجود عدد كبير من آل البيت فيه -، وكذا يطلق عليه البعض طريق آل البيت .

ويرجع بناء المسجد إلى عهد عبد الرحمن كتخدا سنة 1173هـ، ثم جددته بعد ذلك وزارة الأوقاف في القرن الثالث عشر الهجري، وعلى باب المقصورة النحاسية نقشت لوحة تذكاريه مؤرخة لسنة 1266هـ، أما عن المنبر فقد أنشئ في عصر الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1322، وكذلك القبة والمدخل الرئيسي .

والجالس في غرفة ضريحها الشريف يشعر بتجلي قوى، وحضور للسكينة، وانتفاضة للجمال وكأنك أُعرج بك في ملكوت من نور، وتنزلت عليك الرحمات .
تشعر بهمهمات الملائكة، وسُكر الذرات، وبهاء العلم، وطمأنينة المعرفة .
فالسيدة سكينة كانت وستظل منبع للأمومة، والعطف، وملجأ للأرواح والقلوب؛ لتسكن لها، وتطمئن بها .

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان