رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
8٬739   مشاهدة  

الماسونية والدولة العثمانية .. من التغاضي حتى الاتحاد والترقي

الماسونية والدولة العثمانية
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بدأ تاريخ الماسونية والدولة العثمانية في مطلع القرن الـ 17 على نحوٍ مغاير، فالجمعية الأكثر سريةً وغموضًا في العالم دفعت فاتورة الحرب الدينية الأوروبية بين الكاثوليك والبروتستانت بالانهيار في كافة أقاليم أوروبا باستثناء لندن ثم كانت بلاد الإمبراطورية العثمانية نافذة لها.

الماسونية والدولة العثمانية .. بداية التلاقي

الماسونية والدولة العثمانية
الماسونية والدولة العثمانية

كانت الدولة العثمانية بامتدادها الجغرافي الكبير مفعمة باستقطاب المضطهدين دينيًا وسياسيًا وفكريًا، فنشطت الماسون باعتبارها هيئة فكرية داخل حي بيرا عام 1722 م، وساهمت سياسة العثمانيين الانفتاحية على انتعاش الحركات الماسونية بداخلها فتسللت إلى طرق الصوفية الشهيرة كالمولوية والبكتاشية.

بعد 20 عامًا من تأسيس محفل بيرا تأسس محفل آخر حمل اسم اسكندونة داخل حلب وشهد إنضمام أبرز رموز العثمانيين آن ذاك وهو سعيد شلبي زاده الذي تولى منصب الصدر الأعظم لاحقًا فبدأ التسلل الماسوني للبلاط العثماني منذ ذلك الحين ودخلت الماسونية بالإنكشارية.

محمود الثاني
محمود الثاني

مع عهد محمود الثاني انتهى تأثير محافل الماسونية حيث تقرر حظرها في الدولة العثمانية، ومع صعود عبد المجيد الأول للكرسي العثماني رضخ لمطلب راشد مصطفى باشا الصدر الأعظم وأعاد الماسونية مرةً أخرى.

الماسونية .. السرطان بدأ في الانتشار 

عبدالمجيد الثاني
عبدالمجيد الثاني

كان عصر عبدالمجيد الأول من خلال راشد مصطفى باشا بمثابة قبلة الحياة للماسونية، وصارت الماسونية جزء لا يتجزأ من السياسة فتحكمت في صناعة القرار لدرجة أنها ساهمت في خلع السلطان عبدالعزيز وتدبير محاولة اغتياله.

مراد الخامس
مراد الخامس

وصلت قوة الماسونية في التأثير داخل الدولة العثمانية إلى تنصيب السلطان مراد الخامس الذي كان عضوًا في محفل برودوس، لكن السلطان عبدالحميد الثاني نجح في عزل أخيه وتولي السلطنة ليبدأ فصل لعبة القط والفأر بين السلطان والماسون.

عبدالحميد الثاني ومواجهة الماسونية

عبدالحميد الثاني
عبدالحميد الثاني

شهد عصر عبدالحميد الثاني قوة في المواجهة بين الدولة العثمانية والماسونية وأسس الماسون جمعية أطلقوا عليها اسم الشباب الأتراك بشعارات «الحرية والإخاء والمساواة» ومع الحرب الأمنية التي شنها عبدالحميد الثاني حيث انضم يهود الدونمة للماسونية فأسسوا محفل مقدونيا وصار هو المقر الرئيسي لكافات اجتماعات الشبان الأتراك الرافضين لحكم السلطان عبدالحميد الثاني.

إقرأ أيضا
أخويا
رسم لعبدالحميد الثاني
رسم لعبدالحميد الثاني

رغم القبضة الأمنية الحديدية التي اتسم بها عبدالحميد الثاني وواجه بها الماسونية لكن الماسون ترعرعوا أكثر نتيجة الامتيازات الأجنبية الممنوحة من عبدالحميد للأوروبيين تلك السياسة التي حجمت صلاحيات الشرطة العثمانية في اقتحام المنشآت العامة الأجنبية على الأراضي العثمانية، وأدت تلك السياسة لاختراق الماسونيين كافة أجهزة الدولة العثمانية السيادية كالجيش في سالونيك، وشيئًا فشيئًا تأسست جمعية الاتحاد والترقي لتتمكن من خلع عبدالحميد وتنصيب محمد رشاد الخامس.

اقرأ أيضًا 
عبدالحميد الثاني يؤيد خالد النبوي: كلامه عننا صح

يقول سيتون واطسون خلال كتابه عن تاريخ نشأة القومية في بلاد البلقان «إن أعضاء تركيا الفتاة كانوا على اتصال دائم مع الماسونية وكانوا متأثرين وبشكل سطحي بالحضارة الغربية وبالنظريات غير المتوازنة للثورة الفرنسية ومدفوعين بدافع الكراهية والحقد الشخصي لا بدافع الوطنية والثورة التي أنجزوها كانت نتاج عمل مدينة واحدة وهي مدينة سلانيك إذ نمت وترعرعت فيها وتحت حماية المحافل الماسونية جمعية الاتحاد والترقي».

الكاتب

  • الماسونية والدولة العثمانية وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
14
أحزنني
14
أعجبني
12
أغضبني
8
هاهاها
3
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان