المطربون وتلاوة القرآن الكريم “هل هي متوافقة مع أحكام التجويد”

وَلِج المطربون عالم تلاوة القرآن الكريم من باب السينما والإذاعة، بعضهم كان مُجِيدًا للقراءة من حيث أحكامها، والبعض الآخر ارتكب أخطاءًا فادحة واكتفى فقط بطلاوة الصوت وحلاوته.

ذوي النشأة الأزهرية الأفضل على الإطلاق في تلاوة القرآن الكريم

أغلب مطربين زمان كانوا أزهريو النشأة حيث تلقوا دروس اللغة العربية ومبادئ التجويد وأحكام التلاوة وبالتالي بالكاد يمكن ضبط خطأ في تلاوتهم وربما ينعدم إيجاد مخالفة لأحكام التلاوة في قراءتهم.

كانت كوكب الشرق أم كلثوم الأكثر تمكنًا في التلاوة، إذ قرأت ما تيسر من سورة إبراهيم في فيلم سلامة 1945 م وتميزت تلاوتها بالنطق السليم لمخارج الحروف كذلك لم تقع في أخطاء المد والغُنَّة.

على نفس منوال أم كلثوم كان الشيخ سيد مكاوي الذي قرأ سورة الضحى وظهر عليه تمكنه الجيد من مخارج الحروف وما يتعلق بالمدود والغنة والتفخيم والترقيق.

بالنسبة لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فكان صوته بلا شك وهو يتلو سورة الضحى جميلاً جدًا، لكنه لم يُوفَّق في أحكام التلاوة إذ مد أكثر من حركتين في قوله تعالى “ما ودعك ربك وما قلى”، وكان حرف الخاء في آية “وللآخرة خير لك من الأولى” مرققًا جدًا.

لم تتخلف وردة الجزائرية عن رَكْب تلاوة مطربين زمان للقرآن الكريم لكنها كانت الأسوأ فهي إن كانت عذبة الصوت وجيدة من حيثية نطق الحروف بصفاتها ومخارجها إلا أنها وقعت في أخطاءٍ متعلقة بالمدود ذلك في تلاوتها القرآنية بفيلم ألفظ وعبده الحامولي.

في مطربي الجيل الحالي .. علي الحجار الأكثر امتيازًا وأحمد سعد الأسوأ

على مستوى الجيل الحالي فإن هناك مطربًا واحدًا له إجازة معتمدة بالتلاوة من الأزهر الشريف ونقابة القراء وهو المطرب علي الحجار الذي نالها عام 2009 ووقتها قال “من شجَّعني على تسجيل القرآن هو اعتماد الأزهر لي كمقرئ، بعدما استعانت بي الدكتورة زينب زمزم في برنامجها “قصص الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم”، كي أقرأ في كل حلقة منه سوراً قرآنية توضح أسباب نزولها في ثلاث مواضع من الحلقة”.

أما بقية المطربين فقد تفاوت مستواهم فمثلاً في مسلسل المسافر قرأ كاظم الساهر سورة النصر، بصوتٍ جميل عذب لكنه أخطأ في غُنَّة حرف الميم بآية “فسبح بحمد ربك واستغفره”.

إقرأ أيضا

حكاية غضب أم كلثوم من آمال فهمي وسناء منصور “التوك شو كان السبب”

المغني أحمد سعد يستحق لقب الأسوأ على الإطلاق في كافة تلاواته القرآنية، ومن عينة تلك الأخطاء ما نشره هلى صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث ظهر أحمد سعد وهو يقرأ سورة الأحزاب في آية الصلاة على النبي حيث يقول تعالى “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.

اقرأ أيضًا 
التراجم الخاطئة للقرآن “قصة 800 سنة من طليطلة للمدينة المنورة في 2020”

لم يمد كلمة وَمَلَائِكَتَهُ، كما لم يمد “يَا أَيُّهَا”، بينما مد واصلاً في “صَلُّوا عَلَيْهِ” ومد “وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”، وتلك أخطاء في الأحكام تكلم عنها علماء التجويد في باب المد حيث قسموا الحكم المد إلى ثلاثة أنواع هي؛ الأول المد اللازم : ويمدّ بالإشباع ـ ست حركات ـ اتفاقاً عند جميع القراء، وقد أفرد له الناظم فصلاً خاصاً يأتيك بعد هذا الفصل، الثاني وهو المد الجائز والجواز حكم يتعلق بالمدّ المنفصل، وبالعارض للسكون، والثالث هو المد الواجب : ويتعلق هذا الحكم بالمدّ المتصل.