تاريخ مصر الأوليمبي بدأ بالميداليات الذهبية وعطله الروتين “الحكاية من 1928”

بعد 14 سنة من تاريخ الأولمبياد الحديث في أثينا سنة 1896م، أسست مصر لجنتها الأوليمبية سنة 1910م، لتشارك سنة 1912م في مسابقة الشيش ويمثلها أحمد حسنين (رئيس الديوان الملكي لاحقًا)، دون تحقيق ميدالية، وهو الأمر نفسه الذي تكرر في دورة بلجيكا سنة 1920م، وفي دورة باريس سنة 1924م.

ومع دورة أمستردام سنة 1928م عرفت مصر طريق الفوز والتصنيف للمرة الأولى في تاريخ الأولمبياد، لكن تفاصيل الفوز بعد قرنٍ من الزمان اعتراها بعض التجاهل في الذاكرة الصحفية.

أوائل الفائزين من مصر في تاريخ الأولمبياد

شاركت مصر في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في أمستردام سنة 1928م بـ 32 لاعبًا[1]، لـ 5 رياضيات هي الغوص والشيش وكرة القدم ورفع الأثقال والمصارعة، ولم تحقق مصر شيئًا في أي لعبة منها باستثناء رفع الأثقال والمصارعة، وكانت مصر ستشارك في رياضة الملاكمة لكنها قررت العدول عن ذلك لعدم جاهزية الفرق، كذلك فإن مشاركة مصر في سباق الدراجات كان متوقعًا لكن اللجنة المصرية قررت عدم التمثيل لتلك الرياضة لعدم وجود أرقام قياسية محلية تؤهل للصعود عالميًا.[2]

حققت مصر في دورة 1928م ميداليتين ذهبيتين أخذهما إبراهيم مصطفى في رياضة المصارعة وسيد نصير في رفع الأثقال.[3]

تميز السيد محمد نصير في رفع الأثقال خلال دورة 1928م عن بطل الدورة السابقة (1924م) والذي رفع 322كم، بينما قام السيد نصير برفع 355 كجم وهو رقم قياسي ظل يلازمه لسنوات طويلة، إذ كانت المنافسة في تلك الدورة 3 حركات، الأولى الخطف وسجل فيها نصير 112.5كجم، والنتر بـ 142.5كجم، والضغط بـ100كجم، وتفوق بذلك على بطلي هولندا وفرنسا اللذين حققا المركز الثاني والثالث.[4]

اقرأ أيضًا 
رحلة البحث عن المجهول في تاريخ إبراهيم مصطفى لاعب المصارعة “انتصارات بطعم المآسي”

من المفارقات أنه في دورة 1928م كادت مصر أن تحقق بطولة أخرى في رياضة رفع الأثقال للوزن الخفيف يكون بطلها مختار حسين، لكن المدرب بيانكي أشار على مختار بأن ينزل للوسط المتوسط، وهو ما استجاب له لكن خارت قواه ولم ينجح في تحقيق لقب.[5]

أما إبراهيم مصطفى بطل العالم في المصارعة سنة 1928م فله موقف مؤثر، فقد شارك سنة 1924م في دورة باريس وكان خصمًا عنيدًا لنظيره السويسري ولم يحقق ميداليةً حينها ونال المركز الرابع، واعتبر أن دورة 1928م ثأريةً، فحقق المركز الأول والميدالية الذهبية.[6]

في تلك الدورة أيضًا حقق اثنين من اللاعبين المصريين تصنيفًا في المركز العشرة الأولى، فكان الأول سلفادور شيكوريل صاحب المؤسسة التجارية الشهيرة في مصر حينها، والذي حقق المركز السابع في لعبة الشيش، وكذلك شاؤول مويال الموظف في شركة فاكوم أويل بالقاهرة وحقق المركز التاسع في نفس اللعبة.

إقرأ أيضا

ظاهرة هياتم .. “قبضاي” الوسط الفني الذي حيّر الصحافة

من الأمور اللافتة أن مصر كادت تحقيق ميدالية ثالثة عن طريق اللاعب فريد سميكة في الغطس، والذي نال الميدالية الذهبية في منافسة السلم الثابت، وبعد يومين من فوزها بها تم سحبها منه لاعتراض الفريق الأمريكي والتي ذكرت أن ممثلها بيتي ديسجارينز أحرز نتائج تفوق سميكة، وقبلت لجنة الأولمبياد ذلك وأعطوا لسميكة الفضية، كما نال أيضًا في نفس الدورة الميدالية البرونزية في منافسات السلم المتحرك.

[1]  اللاعبون في الغوص هم «فريد سميكة وعبدالمنعم مختار»، وفي المصارعة «إبراهيم مصطفى، علي كامل، إبراهيم كامل وإبراهيم صبح»، وفي رفع الأثقال «سيد نصير، حسين مختار» وفي الشيش «محمود عابدين، إيلي إدا، محمد الشراوي، سلفاتور شيكوريل، جوزيف ميزراحي، شاؤول مويل، حسن نيازي، أبو بكر راتب»، وباقي اللاعبين في كرة القدم وهم «سيد أباظة، موسى عزام، علي الحسيني، جابر السوري، مختار التتتش، جميل الزبير، محمد عز الدين جمال، عبدالحميد حمدي، عبدالحليم حسن، محمود إسماعيل، إسماعيل السيد محمد، علي رياض، محمد علي رستم، أحمد سالم، محمد شميس، أحمد سليمان»
[2]  مجلة مصر الحديثة المصورة، عدد يوليو 1928م، ص45
[3]  مجلة اللطائف المصورة، ع 20 أغسطس 1928م، ص1.
[4]  مجلة المصور، ع 17 أغسطس 1928م، ص29.
[5]  مجلة مصر الحديثة المصورة، أغسطس 1928م ص43
[6]  المرجع السابق، ص28.