همتك نعدل الكفة
88   مشاهدة  

“النساء هدفًا للنهب والقتل” قصص شم النسيم في تاريخ الجبرتي

تاريخ الجبرتي
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



رغم ما يتحلى به شم النسيم في مصر من بهجة احتفالية مردها تاريخ عريق بذلك العيد، لكن به جوانب سوداء يمكن أن تتجسد رمزيتها في حالات التسمم السنوية من الفسيخ.

شم النسيم في تاريخ الجبرتي والجانب الأسود

الجبرتي
الجبرتي

حالات التسمم في شم النسيم كان هي الجانب الأقل سوادًا في احتفالات شم النسيم، والأكثر سوادًا أنه كان موسمًا لاصطياد النساء من أجل سرقتهن أو قتلهن، وجاء في تاريخ الجبرتي وقائع مرتبطة بذلك.

سرقة باشتراك مع الدولة
من شوارع الأزبكية - لوحة أنطوان جورج بروسبر ماريلهات
من شوارع الأزبكية – لوحة أنطوان جورج بروسبر ماريلهات

حكى الجبرتي عن واقعة جرت أيام الوالي العثماني محمد باشا النشانجي وأرخ الجبرتي لتلك الواقعة بـ أول الخماسين الواقع في شهر رجب سنة 1135هـ / 7 إبريل – هي 6 مايو 1723م[1]، وقال أن الناس في مصر خرجوا كالعادة لاستشناق النسيم، وخرجت النساء إلى الأزبكية، وبعضهن اتجه إلى غيط الأعجام ناحية قنطرة الدكة بين الأزبكية والنيل، وبالتزامن مع ذهابهن للغيط فوجئن بهجوم من رجال كانوا يعملون سراجين للخيول وفي أيديهم السيوف وكانوا سكارى، وقاموا بنهب جميع النساء وسلبهن من الحلي؛ والغريب أن الخفراء لما حضروا للنساء بعد انصراف أولئك السراجين، قاموا باستكمال نهب النساء ويلاحظ أن من بينهن امرأة تعمل في تلحين العود واسمها آمنة الجنكية.

لوحة البئر والجميز في ميدان الأزبكية - رسم ويليم دي فامارس تيستاس
لوحة البئر والجميز في ميدان الأزبكية – رسم ويليم دي فامارس تيستاس

وصف الجبرتي هذه الحادثة بأنها من أشنع الحوادث، ولما ذهبت شكوى لوالي مصر العثماني محمد باشا النشانجي وبدأت التحقيقات التي أثبتت أن خفراءه قاموا بسرقة النساء، لكن الصدمة أن أوده باشي القنطرة (الرئيس المسؤول عن قنطرة الدكة) هو الذي أمر الخفراء بنهب النساء، وبعد استجواب الخفراء وإقرارهم بعد إنكار أن أوده باشا هو الذي أمرهم، تقرر تغريم الأوده باشا بمال كبير، ونفي الجميع إلى أبي قير في الإسكندرية، بينما يحظر على النساء ركوب الحمير والذهاب للغيطان بمفردهن سواءًا في شم النسيم أو غيره.

منع النساء من الخروج في شم النسيم
عيد الفطر زمان
رسمة تعبيرية عن احتفالات مصرية

لم تموت فكرة منع النساء من الخروج من بيوتهن بقرار من السلطة بموت الحاكم بأمر الله الفاطمي أول من أصدر ذلك الأمر، إنما استمرت الفكرة نفسها حتى في زمن العثمانيين.

اقرأ أيضًا 
“غرائب احتفالات عيد الفطر زمان في مصر” الرحلات النيلية جريمة وخروج النساء ممنوع

إقرأ أيضا
فتة المكدوس

ويسوق قصة جرت وقائعها يوم الخميس 5 إبريل 1787م / 16 جمادى الآخرة 1201هـ، حيث تقرر منع النساء من الخروج في موسم الخماسين المعروف عند الأقباط بالنسيم، وازدادت إجراءات المنع بعد 4 أيام من ذلك القرار والذي أرجع الجبرتي سببه إلى العثور على جثة 70 امرأة مقتولة في ظروف غامضة داخل اسطبلات بيت يوسف بك سكن حمامجي (كبير الحمامين العاملين في الحمامات الخاصة والعامة) ولم يتم التعرف على أسباب قتلهن، إلى جانب أن هناك نسوة كنّ يضحكن على العساكر ويسلبن الأسلحة والثياب منهم، ولما تضررت النساء من ذلك جرى تقييد لشكل أزياءهن في 14 إبريل من نفس العام.[2]


[1]  الجبرتي، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، تحقيق: عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم، ج1، ط/1، دار الكتب المصرية، القاهرة ـ مصر، 1997م، ص ص108–109.
[2]  المرجع السابق، ج2، ص211.

الكاتب

  • تاريخ الجبرتي وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان