تاريخ رياض الأطفال في مصر .. كيف كان شكل تعليم الحضانة زمان
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يبقى عام 1910م هو بداية تاريخ رياض الأطفال في مصر وإن كان تُوِّج بعد ذلك بـ 18 سنة بقانون خاص، لكن تبقى نواة مدارس الروضة تجربة جديرة بالتوثيق.
كيف بدأ تاريخ رياض الأطفال في مصر
أدخلت وزارة التربية والتعليم لما كان اسمها وزارة المعارف نظام رياض الأطفال في المدارس عام 1910م بإنشاء روضتين في كل من مدرستيّ عباس والسنية، وكان رياض الأطفال وقتها مخصصًا للبنات فقط لمدة فيها سنة دراسية ثم صارت سنتين وبعدها 3 سنوات وكان التعليم يتم على يد معلمات انجليزيات.
بقي الذكور بعيدون عن رياض الأطفال طيلة 8 سنوات إلى أن جاء حسين رشدي باشا عام 1918م وقدم مذكرة إلى مجلس الوزراء بصفته وزيرًا للمعارف وطالب بإنشاء روضتين للأطفال الذكور وقال في مذكرته «يلوح لي أن الوقت قد حان لتجربة هذا المشروع بالنسبة للأطفال البنين، وعلى الرغم من الظروف غير المناسبة والصعوبات الجمة تقترح الوزارة فتح مدرسة للأطفال البنين في الإسكندرية في القريب العاجل حيث تيسر لها أن تستأجر لهذا الغرض مكانًا قائمًا بذاته مع حديقته، أما مدرسة القاهرة فتفتح ريثما يتسنى إيجاد المكان المناسب».
بين عام 1918م و1919م تم إنشاء روضة قصر الدوبارة للذكور وكانت قاصرة في أول أمرها على أبناء الأعيان والطبقة العالية من سكان حي قصر الدوبارة وجاردن سيتي، ومع سنة 1921م تأسست روضة أخرى في العباسية للذكور؛ وقبيل بدء العام الدراسي 1925م/1926م تأسست روضتين في شبرا والحلمية والإسكندرية، ثم جاءت مدرسة المنصورة فأسست روضة بها وكذلك أسيوط في العام 1928/ 1929م.
مما يلفت النظر في تاريخ رياض الأطفال بمصر أنه منذ سنة 1910م حتى عام 1925م لم يكن هناك اختلاط بين الجنسين إلى أن حدث الاختلاط بينهم في العام الدراسي 1925م/ 1926م، وبعد سنتين صار عدد الأطفال في مصر الذين التحقوا برياض الأطفال 1000 تلميذ أغلبهم من الذكور تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات.
مواد الحضانة زمان
وضع علي الشمسي باشا وزير المعارف سنة 1928م نظام الدراسة في رياض الأطفال من خلال دراسة صارت لاحقًا جزءًا من أول قانون لرياض الأطفال.
حدد علي الشمسي مدة الدراسة وموادها فكانت 3 سنوات يدرس التلاميذ فيها 8 مواد بـ 34 درس في السنة والمواد المقررة تكون باللغة العربية وهي هي «التهذيب والصحة، اللغة العربية، الخط العربي، الحساب، مشاهد الطبيعة، الرسم، أشغال الأطفال، الألعاب».
تلك المواد من أسماءها واضحة باستثناء مادتي مشاهد الطبيعة وأشغال الأطفال، مشاهد الطبيعة هي قيام الأطفال بزراعة حديقة المدرسة بالورود وغيرها من الزراعات، فضلاً عن احتفاظ المدرسة بمكان للحيوانات ليلاحظها الأطفال ويتعودوا عليها مثل الأرانب والدجاج والحمام والسلحفاة وغيرها؛ أما مادة أشغال الأطفال فهي دفع الأطفال للتعبير عن ما في نفوسهم من ميول تجاه الأعمال التي يتمنوا الاشتغال بها لما يكبروا وتقدم المدرسة قدر المستطاع الأدوات التي تساعد في ذلك.
وفي 30 يناير 1928م ناقش مجلس النواب مشروع قانون رياض الأطفال الذي تم إقراره لاحقًا في 21 إبريل 1928م(1)، ولقي تأييدًا كبيرًا في مجلس النواب، لكن أيضًا لقي معارضة رصدته مجلة مصر الحديثة المصورة وكانت فيها معارضة غير منطقية وأخرى منطقية.(2)
كانت المعارضة غير المنطقية من نواب مثل عبدالسلام بك عبدالغفار والذي قال أن رياض الأطفال تقلل من رجولة الأولاد وتعودهم على الترف، فيما تحفظ حافظ محمد مؤمن عليها لأنها تضر بأولاد الفقراء إن دخلوها، إذ أنهم سيتعودوا في المدرسة على أكل وشرب معين، لا صلة له ببيئته.
اقرأ أيضًا
عن أول 3 بنات صعيديات دخلن التعليم المشترك في مصر” آبائهن كانوا داعمين لهن”
فيما رأى أحمد حافظ عوض أن مشكلة رياض الأطفال أنها لا تعلم الأطفال اللغات الأجنبية، أما عبدالحميد عبدالحق فتحفظ عليها لأنها تخص طبقة متوسطة وغنية وتستثني الطبقة الفقيرة، وهو ما انتبهت له مصر بعدها بـ 22 سنة وتحديدًا عام 1950م عندما صدر القانون رقم 90 لسنة 1950م والذي أقر مجانية التعليم في رياض الأطفال.(3)
(1) محرر، قانون رقم 22 لسنة 1928م بشأن التعليم برياض الأطفال، مجلة الوقائع المصرية، عدد 37، يوم 26 إبريل 1928م، ص ص3–4.
(2) محرر، مدارس رياض الأطفال، مجلة مصر الحديثة المصورة، عدد مارس 1928م، ص ص13–14.
(3) محرر، قانون رقم 90 لسنة 1950م بتقرير المجانية في رياض الأطفال والتعليم الثانوي والتعليم الفني، مجلة القوائع المصرية، عدد 69، يوم 10 يوليو 1950م، ص ص7–8.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال