رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
254   مشاهدة  

تطبيع الانحطاط

جمهور
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



في وقت ما العالم بيسعى جاهدًا لاستغلال التكنولوجيا في مكافحة تعدي الجماهير ع المنافسين، جمهور الكورة حدانا (بمختلف مستويات التعليم والثقافة) بيخوض معركة دفاعًا عن حقهم في لعن سلسفين أي شخص والخوض في عرضه هو واللي يتشددوله، لإنه أرتكب الجريمة الرهيبة ولعب لنادي غير ناديهم (علميًا لو كل اللعيبة أنضمت لنفس الفريق اللعبة تعطل).

أنا مثلا لما أتلقنت تشجيع الكورة.. أتلقنت معاه الانتماء الأعمى.. فعادي جدًا في يوم وليلة أتنقلت من الهتاف “رضا يا رضا.. أتدلع يا رضا” إلى “رضا يا رضا كل سمك يا رضا”.

في الاستاد اتعلمت أن شتيمة المنافس والحكام وتزأيل الطوب جزء من متعة اللعبة، وثبت السلوكيات المنحطة دي في راسي تكرارها من أيام ما كنت بتفرج في البيت لحد ما شوفتها لايف في الاستاد.. كمان كانت أخبار المعارك بين المشجعين في أوروبا معتادة، الهوليجانز.

بس جت طوبة ماتش زيمبابوي عشان تبطح المدير الفني للمنتخب المنافس وتضيع حلم التأهل لمونديال أمريكا 94…. وتحرك بركة أفكاري الكروية الراكدة.

YouTube player

طوبة زيمبابوي

الضربة القاضية جت مع عصر السماوات المفتوحة.. دش ومن بعده أنترنت والحياة بقت أوسع، عشان أكتشف أن العالم المتحضر بيسطر ع الهوليجنز وأن ما ظنيته عادي هو أفكار مستهجنة سمعت وقريت نقد ليها.. فهمت منه أد إيه أنا شخص ساذج ومنحط في عبوة واحدة.

مع 2002 أنتهت علاقتي بالأنتماءات الوراثية الساذجة بكل تعصبها وعداواتها غير المبررة، وزي ما بطلت أأمن ورا شيخ جامع أنصار السنة المحمدية وهو بيدعي ع اليهود والنصارى كل جمعة.. بطلت أشتم الأهلي والأهلاوية، وبطلت أشجع غير المنتخب (حسام البدري بطلهالي دي كمان).

جمهور

 حسام البدري

الإصرار ع التخلف

تقريبا الفرق بينا وبين البشر بوسع البحر المتوسط، فحدانا مليون تبرير وتبرير لأحقية الجمهور في الشتيمة والعنصرة وخوض الأعراض.. مع كامل التحفز للاعب لو فكر يرد ع اللي بيحصل، وكأن الجمهور كائنات بدائية بلا ضمير واللعيبة مجموعة من الربوتات عديمة المشاعر.

الناس حدانا لسه بتفكر أن الجمهور ده كتلة واحدة هيولية يستحيل تمييزها ولا يجوز محاسبتها.. كإنهم قطيع جاموس وحشي مندفع في طريقه بلا توقف ولا تمييز، فوارد يدهس أي حد في طريقه.. وطبعًا ماعلهوش عتب.

أما في أوروبا والدول المتقدمة.. فالجمهور هو مجموعة وحدة بناءها الفرد المشجع، واللي لو قل أدبه على حد من اللعيبة ولا خرج عن السلوك الرياضي هيتجاب من قفاه ويتحاسب على أفعاله، كمان اللعيبة كائنات حية لها مشاعرها وعلى الجميع أن يحترمها.

العنصرية ع الكيف

تقريبا مافيش لعيب إسود لعب في مصر إلا وأتشتم بألفاظ عنصرية، إن كان من جماهير المنافس أو حتى من جمهور فريقه لو لعب وحش.. ووصل الأمر لشتيمة لاعب من رئيس نادي، وعدت.

لما مرتضى منصور طلع مع وائل الإبراشي وتعرض بألفاظ عنصرية للاعب أحمد الميرغني، والواقعة مرت عادي جدا ع القناة وعلى اتحاد الكورة وعلى كل الجهات المعنية، وقتها كانت العقوبات على أقوال مشابهة بتطول كبار اللعبة في أوروبا.. الاتحاد الأوربي وقف رئيس الاتحاد الإيطالي سِت أُشهُر عشان كلام مسئ للعيبة الأفارقة، الاتحاد الإنجليزي وقف وغرم رئيس نادي ويجان بسبب تصريحات مسيئة للصينيين ولليهود، قناة “سكاي سبورت” الإنجليزية فسخت تعاقدها مع معلق رياضي عشان أتريق على حكم بسبب إنها سِت.

التزامن الكاشف

وكأن الزمن مُصر يثبت لنا تخلفنا عن ركب الإنسانية، ففي نفس وقت الهجوم العنصري على شيكابالا.. والمحاولات المستميتة من ناس كتير (مكملين علامهم) إثبات أن ده طبيعي وجزء من اللعبة، كانت معركة شبيهة في البرتغال أصداءها بتتردد في كافة ملاعب أوروبا.

YouTube player

فيديو موسى ماريجا

موسى ماريجا لاعيب من مالي محترف وقتها في بورتو وبيلعب ماتش ضد فريق “فيتوريا جيماريش”، جمهور فيتوريا قبل الماتش ده بـ3 سنين كان بيتغنى باسم ماريجا اللي جاب للفريق 15 جون في 25 ماتش، بس خلاص إعارته خلصت يبقى تحول لعدو مستباح تمامًا.. أستلموه من قبل حتى الماتش ما يبدء، شتيمة وأصوات قرود وتحديف موز وأخر قلة أدب، الواد زي ما شوفتوا انفجر وماقدرش يكمل لعب.. كمان اشتبك مع الجمهور وختمت إنه صبعلهم بالأفرنجي وهو خارج، تعالوا بقى نشوف ردود الأفعال على “رد فعل” المهاجم الأفريقي.

كلام من كوكب تاني:

– الدستور يجرم كل وأي شكل من أشكال التمييز العنصري، وما جرى يندرج تحت بند هذه الجرائم. الحساب الرسمي لرئيس البرتغال، مارسيلو ريبيلو دي سوزا.

– إن الجريمة التي وقعت في حق ماريجا “غير مقبولة”، وكل أشكال العنصرية جريمة ولا يمكن التسامح معها. الحساب الرسمي لرئيس الوزراء، أنطونيو كوستا.

– سأفعل كل ما في وسعي للتأكد من بقاء هذه الجماهير التي لا تحترم اللعبة خارج الملاعب. رئيس الاتحاد البرتغالي.

– نتابع بقلق وسخط الأعمال العنصرية التي تعرض لها مهاجم (نسور مالي). حساب الاتحاد المالي.

– نحن أسرة واحدة بصرف النظر عن الجنسية ولون البشرة ولون الشعر. فنحن بشر، ما حدث أمر مؤسف. نحن مستاؤون تمامًا. الحساب الرسمي للمدير الفني لبورتو.

– موقف محزن يجب أن يجعل نادي جيماريس والمنتسبين لكرة القدم البرتغاليين خجولين. الموقع الرسمي لنادي بورتو.

– نعتزم حظر أي مظهر من مظاهر العنف أو العنصرية أو عدم التسامح. من بيان فيتوريا جيماريش.

– زمايله بعد الماتش ماحدش أتكلم مع الإعلام.. كشكل من أشكال التضامن، رغم كده ماسلموش من لوم بعض النجوم العالميين زي رود خولييت “نجم منتخب هولندا سابقًا”.

إقرأ أيضا
أزرار

– اللعيب نفسه بعد الماتش علق 3 مرات، مرتين بعد الماتش مباشرة ومرة بعد حوالي شهر:

بعد الماتش قال على حسابه الخاص في موقع أنيستجرام: أنصار الفريق المنافس الذين يأتون إلى الاستاد لترديد صرخات عنصرية أغبياء.

كمان علق ع الحكم عشان أدى له إنذار: أتمنى ألا أقابلك مرة أخرى في الملعب، أنت وصمة عار.

بعد شهر من الواقعة صدر قرار الاتحاد البرتغالي بتغريم نادي فيتوريا جيماريش حوالي 700 يورو.. فعلق مارينجا بسخرية: هذا كثير جدًا… هل يمكنني أن أدفعها بدلًا عنهم.

جمهور

 موسى مارينجا يواجه الجماهير العنصرية

أما الشرطة ففتحت تحقيق واشتغلت على تفريغ كاميرات الملعب ومطابقة أرقام الكراسي.. إلخ، عشان توصل للمجرمين، بقى معروف أوروبيا أن المدان بيواجه عقوبات جنائية ورياضية.

الأولى بتتضمن غرامة مؤكدة ومدة حبس متفاوتة (وبيفرق أول مرة من تكرار الجرم)، أما التانية فبتبقى عبارة عن منع تصاعدي من حضور المباريات بيوصل للمنع التام مدى الحياة.

واقعة موسى مارينجا هي واحدة من كتير، أصل البشر في أوروبا الشقيقة مش معصومين ولا همه ملايكة بترفرف، كل الفرق أن فيه قانون رادع يجبر الإنسان من دول على اختيار من أتنين: – يعالج نفسه من الأفكار المتخلفة دي.

– يفضل يكتم جواه لحد ما يطق من جنابه ونخلص.

– يطلع القاذورات اللي جواه.. ويقابل العقوبات المادية والجنائية والمتخصصة.

أصل يا أخونا الأصل في الحدوتة أن لعيبة الكورة دول أشخاص عندهم مهارة ما بيستعرضوها ومحبي المهارة دي بيدفعوا فلوس عشان يستمتعوا بالشو، فمافيش حد بيروح يشتم لعيبة السيرك أو ممثلين المسرح.. ولو حصل تبقى جريمة.

الكاتب

  • جمهور رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان