همتك نعدل الكفة
4٬638   مشاهدة  

نسف قطار القساوسة بقرار عبدالناصر “شائعات ستيناتية عن الكنيسة”

نسف قطار القساوسة
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



مثلت قصة نسف قطار القساوسة كنغمة نشاز في سيمفونية العلاقة المتآلفة بين جمال عبدالناصر والكنيسة القبطية، فقد كان الرئيس محبوبًا من الشعب القبطي وهو بكباشي لدرجةٍ جعلت أحد الشباب يقتدي به ثوريًا ويعزل البابا يوساب في الخمسينيات، وتوطدت علاقة الرئيس مع الكنيسة بشكل المبنى والمعنى إذ أسس الكاتدرائية وارتبط بصداقة مع البابا كيرلس السادس.

أصل شائعة نسف قطار القساوسة

صورة لقساوسة أقباط
صورة لقساوسة أقباط

تقول الشائعة أن وفدًا من قساوسة أسيوط التقى الرئيس جمال عبدالناصر وطلبوا تأسيس دولة قبطية من بني سويف إلى أسوان وتكون محافظة أسيوط عاصمةً لتلك الدولة، فأبدى عبدالناصر شبه موافقة أعطتهم الطمأنينة، وعند ركوبهم القطار من محطة مصر للصعيد تم تفجير خط السكة الحديد ولقي القساوسة حتفهم.

اقرأ أيضًا 
تاريخ 29 كيهك “قنبلة فكرية مزمنة كل يوم 7 يناير”

رغم غرابة هذه الشائعة واستحالتها لأسباب تاريخية وعقلية لكن بدأ تناقلها خلال سبعينيات القرن الماضي، حيث أن الأقباط في عهد السادات اتسموا بحنين إلى العصر الناصري، فلجأ الإعلام لترويج شائعات تشير إلى أن الصدام بين الكنيسة والنظام متكرر مع كل رئيس.

خبر وفاة رئيس الدير المحرق
خبر وفاة رئيس الدير المحرق

استندت الشائعة إلى قصة حالة وفاة مرضية حولتها الصحافة بعد الهمس الشعبي إلى حادث جنائي، حيث توفي الأنبا باخوميوس الثاني أسقف ورئيس دير المحرق بأسيوط يوم 25 سبتمبر 1964 م، وعقب انتشار الغمز واللمز ووجود حالة الشبهة في سبب الوفاة لكون الأنبا يتمتع بصحة جيدة، قررت الدولة فتح قبر الأنبا وإعادة التشريح في 29 نوفمبر.

مجلة الكرازة تنشر نتيجة التحقيق في وفاة رئيس الدير
مجلة الكرازة تنشر نتيجة التحقيق في وفاة رئيس الدير

انتشرت الشائعات حول غموض سبب الوفاة لكن لم يحدث الاهتمام بنتيجة التحقيق مثلما حدث التسليط الإعلامي على التخمينات، حيث أصدر الطب الشرعي تقريره النهائي أواخر إبريل من العام 1965 م وخَلُصَت حالة الوفاة إلى أنها نتيجة أزمة قلبية بعد مشكلة صحية قديمة للأنبا بدأت في الظهور عليه يوم 21 فبراير 1962 م وظل يعاني منها حتى موته.

غلاف حوارات البابا شنودة مع محمود فوزي
غلاف حوارات البابا شنودة مع محمود فوزي

ظلت الشائعة متداولة منذ السبعينيات حتى التسعينيات ووصل صدى استمرارها إلى أذن البابا شنودة فنفى تلك القصة شكلاً وموضوعًا خلال حواره مع الصحفي محمود فوزي وقام الأخير بنشره خلال كتابه عن علاقة جمال عبدالناصر والبابا كيرلس السادس.

البابا كيرلس السادس عميل لإسرائيل بخط يده

البابا كيرلس وجمال عبدالناصر
البابا كيرلس وجمال عبدالناصر

لم تكن شائعة قطار القساوسة هي وحدها عن أقباط مصر في الستينيات، لكن غيرها كان أخطر منها إذ ظهرت قصة «جواب أرمنيوس» التي سببت جدلاً واسعًا في مصر مطلع الستينيات ووصل الموضوع إلى القضاء.

الخطاب المنسوب للبابا كيرلس
الخطاب المنسوب للبابا كيرلس

لم تستثني قرارات التأميم والاشتراكية أي أحد في مصر فهي طالت أثرياء المسلمين والمسيحيين أيضًا وفي هذا المناخ الذي اتسم بصداقة وطيدة بين عبدالناصر والبابا كيرلس ظهر خطاب كنسي منسوب إلى البابا كيرلس السادس وموجه لرئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن جوريون، وطلب منه أن تقوم السلطات الصهيونية في القدس بتقديم كافة التسهيلات للتبرع القبطي في كنيسة القيامة، داعيًا الرب لإسرائيل بالتوفيق.

إقرأ أيضا
الفنانون والنكسة

اقرأ أيضًا 
المعلم ميخائيل البتانوني .. قبطي تعلم في الأزهر ليلحن للكنيسة

وصل صدى الشائعة داخل الشعب القبطي وهزت الرأي العام لتنتهي بالنيابة والمحاكم وتبين خلال التحقيق أن الراهب أرمانيوس الأنطوني هو من قام بتزوير الخطاب لكنه وقع في ثغرات كشفته لجهات التحقيق.

الراهب أرمانيوس الأنطوني
الراهب أرمانيوس الأنطوني

أبرز ثغرات الراهب أرمانيوس الأنطوني المتسبب في الشائعة والذي حوكم بالسجن، أنه كتب المقر البابوي بدلاً من القصر البطريركي وهي صيغة خطابات الكنيسة في حبرية البابا كيرلس، فضلاً عن أن الخطاب قدم التاريخ الميلادي على القبطي وهو ليس من صيغ خطابات الكنيسة أصلاً.

الكاتب

  • نسف قطار القساوسة وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
10
أحزنني
0
أعجبني
7
أغضبني
2
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان