همتك معانا نعدل الكفة
845   مشاهدة  

حرق الكتب في التاريخ الإنساني .. بدأتها “الصين” واشتهرت بها الأندلس

حرق الكتب
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“الأفكار لها أجنحة محدش يقدر يمنعها توصل للناس”، طالما كان فيلم المصير قائماً على هذه الجملة بعد تهديد الكتب التي ألفها بن رشد بالحرق، وبصرف النظر عن الأخطاء التاريخية التي وقع فيها الفيلم، لكنه أعطى جانباً لمسألة حرق الكتب في العصر الأندلسي.

شي هوانج تي
شي هوانج تي

تاريخياً فإن إمبراطور الصين الأعظم شي هوانج تي، هو أول من اخترع ظاهرة حرق الكتب في العام 212 قبل ميلاد المسيح، واتسم عهده بحرب نارية ضد الكتب التاريخية والقانونية بالإضافة إلى مطاردة الأدباء والعلماء وسجنهم، على الرغم من الطفرة التي شهدتها الصين في عهده و التي ربما يكون هو مؤسسها أصلاً.

الفيلسوف فريدريك هيغل فسر ما فعله شي هوانج تي بأنه أراد ذلك رغبة في تقوية أسرته الحاكمة عن طريق هدم وتدمير ذكرى الأسر الحاكمة السابقة، حتى يبقى ذكره خالداً كؤسس لسور الصين العظيم وباني نهضتها القديمة.

دينار من العصر العباسي
دينار من العصر العباسي

في التاريخ الإسلامي يعتبر العصر العباسي هو أول العهود التي اتسمت بظاهرة حرق الكتب وبدأ هذا حين سيطر المذهب المعتزلي على الدولة العباسية، فقام الحاجب العامري رجل الدولة الأول في عهد هشام المؤيد بحرق كتب المعتزلة وكذلك فقهائهم ومؤرخيهم.

خلال القرنين الخامس و السادس الهجري، بدأت ظاهرة حرق الكتب في الأندلس على يد أمراء الطوائف بحرق كتب بن حزم الظاهري، وهو الشيء نفسه الذي فعلته دولته المرابطين على يد علي بن يوسف تاشفين حين أحرق كتب أبو حامد الغزالي، وكذلك عهد دولة الموحدين بحرقها لكتب بن رشد.

بن رشد
بن رشد

في تاريخ السرجاني تفسير لظاهرة حرق الكتب في الأندلس لأسباب سياسية فدويلات الطوائف ورثت دولة الأمويين في الأندلس، وورثت دولة المرابطين أمراء الطوائف، واستولت دولة الموحدين على مُلك دولة المرابطين في المغرب والأندلس.

نتيجةً لتغير أنظمة الحكم في الأندلس جاءت فترة سميت باسم “مأزق العلاقة بين المثقف والسلطة”، فضلاً عن رغبة الحاكم في منع ظهور أي نجم ديني ربما ينافسه في شعبيته أو يؤثر على رجال الدين الذين اشتراها، وعليه فقدت الحضارة العربية والإسلامية ما يقرب من عشرة ملايين كتاب وأدى ذلك إلى ضياع ثمرة جهود العلماء والفلاسفة ورجال الطب والفكر والأدب والفقه واللغة، وتعددت وسائل القضاء على الكتب من خلال نهبها أو حرقها أو دفنها أو رميها في المياه.

 

إقرأ أيضا
محمد مصطفى

إقرأ أيضاً

“تمهيد وقصة ومبادئ”.. أروع الكتب التي نُشرت عن الفلسفة

الكاتب

  • حرق وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان