همتك نعدل الكفة
5٬171   مشاهدة  

كيف تخلصت من زيادة الوزن بدون “ريجيم”؟

رشا الشامي
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



لست طبيبة ولا اختصاصية تغذية ولكني عاهدت نفسي يوم كنت مراهقة بعمر 17 عامًا أن لا أصبح بدينة أبدًا مهما كلفني الأمر فالبدانة لا تناسبني ولا الوزن الزائد عن الحد.

كنت طفلة تميل للامتلاء تحاول والدتها تغذيتها وفق معايير سليمة رغم ذلك لم أكن نحيفة أبدًا، حين دخلت مرحلة المراهقة زاد وزني نسبيًا وأثناء محاولات والدتي إصلاح ما يفسده طبيخها وحلوياتها التي لا تقاوم قالت ليه محذرة أعتقد أنك ستصبحين 90 كيلو جرامًا بعد إنجابك لطفلك الأول،  ولفرط عنادي جاءت إجابتي مباغتة سريعة وقلت لها : بل سأصبح أكثر رشاقة منكِ وستتعجبين لارادتي وإدارتي، سأفقد الكيلوجرامات الزائدة وسأحافظ على وزني ورونقي ولن أتغير لا بالإنجاب ولا بالعمر.

لم أعرف من أين جئت باليقين ولكن بعد أكثر من عشرين عامًا أقول لك أنني صدقت ورجحت كلمتي.

قد تخدعك المقدمة السابقة وتظن أن تحقيق الهدف كان سهلًا، لكن يا عزيزي ويا عزيزتي لم تكن كذلك على الإطلاق بل ظلت معركة التخلص من آخر 6  أو 5 كيلو مستعرة حتى صالحت نفسي وتخلصت من رغبتي في انقاصهم وغيرت هدفي، تصالحت ولم أتنازل.

من أجل الوصول لوزن يرضيني لعبت كل الألعاب من أول الطواف حول سور الكلية الحربية ركضًا وحتى السباحة، سكواش، زومبا، بوكسينج، وبين الاشتراك في مجموعات بالنوادي الرياضية وحتى تعيين مدربيين شخصيين لتحقيق المعجزة التي لم تكن تتحقق أبدًا.

على صعيد النظام الغذائي المسمى بالحمية الغذائية أو الدايت جربت العجب من أول الصيام لساعات وحتى الكيميائي العجيب الذي كان أكثر الأنظمة وحشية وقبحًا أذكر أنني واظبت على أكل البرتقال يوم والبطاطس يوم والخضار يوم ولم أفقد جرامًا واحدًا بل زدت يأسًا واحباطًا من الفشل بعد صبر على مُر.

لم تكن محاولاتي بعيدة عن المتخصصين فقد زرت العشرات من أطباء التغذية في محاولة  لفقد الكيلوجرامات العصية منذ بداية المشوار من أول الدكتور الذي نصحني بأن وزني مثالي ثم تقدم لخطبتي سرًا وحتى الطبيبة الشهيرة ذائعة الصيت التي كانت تصف أدوية لا تباع إلا في خزانتها، ووطبعًا فشلت معهم جميعًا.

جربت الأدوية تلك التي تباع بمئات الجنيهات للرياضيين بهدف رفع كفاءة الميتابولزم أو نظام الحرق حتى أنني أخذت دواء كان الصيادلة يبيعونه سرًا لخطورته الشديدة وتجريم تداوله، إلا أنني بعد أن ابتلعت منه علبة كاملة قرأت عن حالات وفاة من جراءه فتوقفت.

ولأنني مقتنعة بأن الفشل هو توقفك عن المحاولة استمرت محاولاتي حتى أحببت نفسي وتقبلتها وأردت لها الخير والسلام، والعجيب أن ذلك لم يحدث إلا بعد أن زاد وزني علي نحو  لم يحدث من قبل،  اكتسبت نحو 12 كيلو جرامًا في عام واحد كان عصيبًا، تجربة مهنية ثقيلة الدم وظرف اجتماعي غير اعتيادي  لم ألحظ معهما الوجبات الدسمة التي كانت تلهيني مساء كل يوم عن القلق أثناء انتظار بزوغ نهار صعب  لا أحتمله، لم ألحظ تغير شكلي حتى شاهدت صورتي في مرآة المصعد صدفًة ولم أعرفني، من هذه المرأة؟  لقد تقدمت في العمر سنوات في عام واحد واكتسبت وزنًا يليق بالسنوات التي كبرتها، لن أخفي عليكم أنني حزنت لنفسي حينها  ولكن دون أي نية في تعزيتها أو مواساتها أو مساعدتها.

لما زادت الحمول حتى استحالت معها قوتي ألقيت بالمهنة في أقرب سلة قمامة دون  تفكير،  رحلت ببساطة قبل أن أفقد نفسي للأبد وتخلصت من الوظيفة الأسوء عبر مسيرتي،  ورأيت أنني لا أستحق أن أكون في بيئة لا تحمل لي سوى  طاقة سلبية وضغوط شديدة كان أثرها بالغًا.

جاءت أهمية هذا القرار من أهميتي وحبي لنفسي الذي كان اعترافًا شجاعًا في ظرف اجتماعي ضيق أنني أهم من وظيفتي  وانتصاراتي الوهمية التي تبقيني بالكاد أتنفس.

بعد ذلك  بدأ كل شيئ يتغير تباعًا فكل القرارات التي اتخذتها لتكون أولوية انسحبت على وزني الذي طالما حلمت بإنقاصه دون أن أقصد، لأنني بتحديد شديد لم يعد يهمني إنقاص وزني بل تغير اهتمامي لأن أكون بصحة أفضل وأسعد، بدأت بتعديل نمط حياتي أو ما يسمى  باللايف ستايل، تخلصت من مدربي الشخصي بعد أن أصبحت لا أطيق تمريناته المملة عديمة الفائدة غير مضيعة الوقت في اللحاق بموعد صفه والتأكد من حضوره، تركته ومعه ثلاثين جلسة مدفوعة تنازلت عنها لأجلي،  وبدأت في إعداد زاوية بسيطة في منزلي مخصصة للرياضة تحوي بعض الأوزان البسيطة والأدوات المستخدمة في “” bodyPUMP وهي مجموعات من التمرينات التي تؤدى باستخدام أوزان وبإيقاع وترتيب محدد، وبعد تغير الأولويات بذلت وقتًا كافيًا لتعلم طرق تحضير أصناف من الطعام خصيصًا لأجلي – دللت نفسي بحيث لم يعد الطريق  لسد الجوع هو تناول أول  أو أسهل ما يقابلني ولم يعد ذلك خيارً مسموحًا، واظبت علي الرياضة بمتوسط ساعة ونصف لمدة  3 إلي أربع مرات أسبوعيًا.

توقفت عن مراقبة وزني بل أنني نسيته تمامًا لم يعد هدفًا وتعلق اهتمامي بتحسين نمط معيشتي والاهتمام بصحتي  وبالتبعية مع تغيير نوعية ما أتناوله من طعام اختفت أوجاع القولون وودعت الحموضة والإحساس الخانق من الامتلاء، انتظمت في نومي وانتهت نوبات القلق الليلية التي غالبًا ما كان يصاحبها زيارات غير مدروسة للثلاجة.

إقرأ أيضا
متحف محمود خليل

فاجأتني ملاحظات الأصدقاء ؛خسيتي جدًا وصغرتي” و “عملتي دا ازاي “ لم تكن عندي إجابة سوى أنني لم أقصد ذلك أنا فقط أحببت نفسي وجسدي ففقدت 15 كيلوجرامًا خلال عام ونصف ولم أكن بدينة  بل كان من بينهم الكيلوات العصية دون قصد أو تخطيط ودون حمية مزعجة ولا حرمان من أي طعام محبب ودون ضغوط مضافة لأعباء الحياة  أومراقبة وأيضًا  دون صيام متقطع أو متصل والأهم دون كيتو ..اللعنة على الكيتو فأنا أكتب هذا المقال خصيصًا لصديقاتي المتعلقات بالكيتو لأرشدهن لأن يحببن أنفسهن بحق، فكل  نظام مؤقت هو عقاب يتكرر لأنك لن تنجح باتباعه أبدًا.

لا أريد أن أكون ناصحة أو ثقيلة الظل، أنا فقد أجيب على سؤال خسيتي ازاي ؟ بأنني غيرت الهدف فإنقاص الوزن ليس هدفًا بحد ذاته ولا تستقيم الأمور وتستقر النفس  بأن يكون الهدف.

اقرأ أيضا

هل تتسبب صبغة الشعر في السرطان؟

الكاتب

  • رشا رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
32
أحزنني
2
أعجبني
22
أغضبني
2
هاهاها
3
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان