همتك نعدل الكفة
711   مشاهدة  

رحلة المطرب مصطفى قمر .. الجزء الثاني : من وصاف إلى من يهمه الأمر

مصطفى قمر
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



ساهم حميد الشاعري في وضع قدم مصطفى قمر داخل سوق الغناء بعد نجاح الأغنية المنفردة “ولا يا أبو خد جميل” الصادرة في شريط “لقاء النجوم 2” وبدأ العمل معه على إطلاق شريطه الأول “وصاف” الذي كان بداية موجة جديدة من موسيقى الجيل وبداية تيار الأغنية الشبابية التي حلقت تجاريًا بعيدًا عن تجارب الأغنية البديلة.

تولى حميد الشاعري الإشراف الفني على مشاريع غنائية كثيرة وكان يتحكم بنسبة كبيرة في اختيار نوعية الأغاني التي تناسب كل مطرب، وكثيرًا ما كانت تصيب وجهة نظره في إختيار بعض الأغاني مثلما حاول إقناع فارس بغناء أغنية “داني” فرفضها ثم تفاجئ الجميع بأنها صنعت شهرة المطرب “إيهاب توفيق” وساهمت في أن جعلت الكل يثق في رؤيته الفنية حتى لو اختلف معها.

كان قرار مصطفى قمر بالعدول عن فكرة استنساخ تجربة منير أو السير على الأقل السير على نفس خطاها قرارًا جيدًا وفي نفس الوقت كان يمنى نفسه بمساحة تجريب ولو ضئيلة يعبر فيها عن مشروعه الأصلي حيث يرى أنه يختلف تمامًا عن بقية جوقة مطربي موسيقى الجيل.

رحلة المطرب مصطفى قمر الجزء الأول : مطرب مصر القادم

الضربة الأولى “وصاف – لياليكي”

في الشريط الأول “وصاف” سيطر حميد الشاعري على نصف ألحانه واشترك مع مصطفى قمر في تطوير لحن أغنية “مكاتيبي” من الفلكلور والتي اشتهرت فيما بعد بأسم “يا ابو جلابيه طوبي” والتي كانت تحمل مفردات تعكس بيئة مغايرة لأغاني القاهرة “جلابيه طوبي – غاب قمري وفوت دروبي – شدت لك مكاتيبي”. 

كعادة توزيعات حميد في تلك الفترة غلب على الشريط الأغاني الإيقاعية السريعة الـ Hits  “بريدك – حلوة عنيها – كده مرتاح – ايوه ايوه” ومزج في نهاية أغنية “قلبي معاكي” مقطعًا من أغنية “زينة” في محاولة لمنحها نجاحًا لم تظفر به في المرة الأولى.

أخذ مصطفى قمر مساحة تجريب بسيطة في أغنية “حبيبي” التي تنتمي إلى مشروعه الأصلي الذي يبدو أنه كان مصرًا على التمسك به وكان محقًا لأنه بمرور الأيام اختفت من الذاكرة أغنيات الشريط السريعة وبقيت تلك الأغنية التي يصنفها البعض كواحدة من أفضل ما غنى على الإطلاق.

في تلك الأغنية يواصل سامح العجمي استخدام مفردات وصور شعرية تعيد تذكيرنا بأقطاب الشعر العامي والغنائي “عبد الرحيم منصور – سيد حجاب” فتقول بعض كلماتها “حبيبي – طالت ليالي البعد طولت تغريبي – حبيبي – بكيت سحابة وعد دوبت مكاتيبي – أمتى ترد الندا وألقى لشرودي حدود”

YouTube player

في الشريط التالي “لياليكي” لم يختلف الأمر كثيرًا اقتسم حميد مع شاعره الملاكي “عادل عمر” نصف الأغنيات مع ظهور وحيد للشاعر “مصطفى زكي” ونال مصطفى قمر الملحن نصيبه في النصف الأخر مع رفيقه سامح العجمي وحافظ حميد على نمط توزيعاته السريعة “إيقاع مقسوم بحليات كاملة و كوردات جيتار الكتريك” مع مساحة تجريب وحيدة في أغنية “البيانولا”.

هذا الشريط كان أحد أسوأ مخرجات موسيقى الجيل على المستوى التقني حيث أجبر حميد على تسريع الأغاني للتقليل من مساحة الخام المستخدم في طباعة شريط الكاسيت وتسبب ذلك في خروج صوت مصطفى قمر بشكل سئ جدًا وأن تم تدارك هذا الأمر لاحقًا في نسخ الأسطوانات المدمجة الـ CD.

YouTube player

ملحن الجيل.

لم تقتصر موهبة مصطفى على الغناء فقط فقدم نفسه بشكل جيد كملحن مع جيله من المطربين، امتازت ألحانه بالخفة والبساطة والجمل اللحنية التي تعلق في الأذن بسهولة، حققت بعض ألحانه نجاحًا كبيرًا مثل “على كيفك ميل – مين قده “إيهاب توفيق ، “أبين زين” أنوشكا ، “أيه القمر ده “علاء عبد الخالق، “سايق عليك الهوى” حنان لكن يبقى النجاح الأهم في أغنية “عودة” حميد الشاعري و”ياشمس غيبي” أميرة.

YouTube player

الكل في الكل.

في النصف الأول من التسعينات سيطرت موجة الغناء الشبابي على ساحة الغناء معظمها كان تحت راية موسيقى الجيل وكان الاحتفال الجماهيري بكل الأصوات مادام خرجت من تحت يد عراب الجيل “حميد الشاعري” لم يكن هناك جمهورًا خاصًا بكل مطرب بل جمهور ومحبي موسيقى الجيل تحديدًا، مع استثناء كلًا من “عمرو دياب” الذي لم تكن شرائطه تحمل شعار موسيقى الجيل رغم وجود حميد وهذا نابع من رؤيته الخاصة لمشروعه الغنائي التي كان تتكامل مع حميد ومحمد فؤاد الذي كان يعتبر المنافس الوحيد لـ عمرو دياب والذي كان يحقق نجاحات لافتة مع “طارق مدكور” أحد أقطاب الموجة الجديدة بالإضافة إلي علاء عبد الخالق الذي كان يمتلك تجربة ثرية جمعت بين الأغنية الشبابية والأغنية البديلة.

لم تدم سيطرة حميد كثيرًا حيث دخل في مشاكل عديدة مع نقابة الموسيقيين والرقابة على المصنفات الفنية ودخل على الخط بعض أقطاب الجيل القديم متعللين بأن تجاربه سطحت من مفهوم الغناء وظهر مصطلح المؤدي الذي جعل من أي شخص لا يمتلك الحد الأدنى للغناء يدخل إلي الاستوديوهات ويغني بل ويصبح نجمًا مشهورًا، بالإضافة إلى حجة استخدام التكنولوجيا في التوزيع الموسيقي المعتمد على الإيقاعات دون جمل هارموني وتنفيذ موسيقي يسيطر عليه الكيبورد “الأورج” فقط دون الاّلات حية ، مما أجلس معظم العازفين دون عمل واضطر بعضهم إلى الهجرة إلي الخليج، ثم تفاقمت المشاكل بإيقاف حميد الشاعري عن العمل ثم عاد سريعًا ولكن مع بعض التغييرات في شكل إخراجه الموسيقي بالاستعانة ببعض الالاّت الحيلة مثل “الكولة – القانون – الأكورديون – الساكسفون” وجلب موزع اّخر يقوم بوضع وتريات في بعض الأغاني مع ذكر أن حميد كان يتحايل على ذلك أحيانًا بإصراره الكتابة على الغلاف أن الأغاني من تنفيذ فرقة حميد الشاعري.

سكة العاشقين قمة التوهج.

حتى عام 94 كان مصطفى قمر يسير جنبًا بجانب مع جيله من المطربين مثل “إيهاب توفيق – أمين سامي – هشام عباس – علاء سلام – فارس” لم يكن هناك فارقًا لا في النجومية ولا الشعبية حتى وصل إلي مرحلة شريط “سكة العاشقين” والذي شهد ذروة توهجه الفني.

حافظ مصطفى قمر في شريط “سكة العاشقين” على نفس روح تجاربه السابقة مع اختلاف في جودة الألحان وإخراج موسيقي جيد من حميد حيث أدخل الوتريات لأول مرة في شرائط مصطفى في أغنية “من رمش عينه” و”سكة العاشقين”، ظهور معتاد للشاعر عادل عمر في الأغنية الملفقة “بحبك” مع أغنية “ليل إسكندرية” واستحوذ الشاعر سامح العجمي على باقي الشريط مع دخول بعض الأسماء الجديدة على التجربة مثل الثنائي الناجح الشاعر “مجدي النجار” و الملحن “حجاج عبد الرحمن”.

لأول مرة يتخلى مصطفى قمر عن إدخال أغنيات من مشروعه الأصلي لصالح العودة إلى طابع الأغاني السينمائية في الخمسينات والستينات في أغنية “سكة العاشقين” التي نجحت نجاحًا ضخمًا وساهم في ذلك انتشارها الفيديو كليب الخاص بها من إخراج خيري بشارة.

YouTube player

نجح الشريط في منافسة نجوم الصف الأول في سوق البوب المصري وانفرد قمر بقمة مطربي موسيقى الجيل بعد مرحلة تيه دخل فيها بعض أقرانه مثل إيهاب توفيق الذي فشل في إثبات نفسه خارج حميد في تجربة شريط “هتعدي” وخروج هشام عباس للبحث عن تجديد مشروعه مع “بهاء حسني” .

إقرأ أيضا
بيومي فؤاد في حبر سري

افتكرني والخروج من فلك موسيقى الجيل.

تسبب إيقاف حميد الشاعري عن العمل في تعطل مشاريع غنائية كثيرة كانت تعتمد عليه بشكل كامل، لم ينتظر مصطفى قمر كثيرًا حيث اضطر إلي تجديد مسيرته وتجريب أشكال موسيقية جديدة بعيدًا عن مقسوم حميد التقليدي.

في شريط “أفتكرني” ظهر أسم أكثر من موزع موسيقي لأول مرة حيث نجد حضورًا لكلًا من “طارق مدكور – أشرف عبده – وليد فايد – هشام البارودي-  إيهاب محبوب” ظهور لافت لحميد في أغنية واحدة ، مع أسماء ملحنين جدد “وليد فايد – عصام كاريكا – وفا حسين” وحافظ مصطفى على روح التجربة بوجوده كملحن مع الشاعر سامح العجمي الذي كتب كل أغنيات الشريط عدا أغنية “جراح” التي كتبها “هاني الصغير”.

وجود طارق مدكور اعطى ثقلًا في أغنية “فين حبيبي” التي تم تصويرها من الشريط، وظهر أشرف عبده توزيعاته المعتمدة على الإيقاعات مع الوتريات، واستغل قمر نجاح أغنية “سكة العاشقين” في تكرارها في أغنية “خايف” والتي كانت استنساخ أغنية “يوم من عمري” لـ عبد الحليم حافظ، ونجح من الشريط “فين حبيبي” بالإضافة إلي أغنية “اللي شبكني” والتي عوضت غياب حميد الشاعري عن باقي الشريط ويبدو أنها كانت من ضمن الأغاني التي أعدت مسبقًا ولم تظهر في الشرائط السابقة.

YouTube player

لمن يهمه الأمر 1.

مع منتصف التسعينات تخطى قمر مرحلة الانتشار وبدأ يحقق جماهيرية جيدة بالمقارنة بمطربي جيله، دخل في تجربة “لمن يهمه الأمر” التي كانت تأريخ وتوثيق للفترة الأولى من مسيرته الفنية، حيث صدر الشريط ومعه كتيب صغير يحمل بعض المعلومات عنه مع كتابة الأغاني كاملة على الغلاف.

ابتعاد قمر عن الاستعانة بـ حميد الشاعري منحه مسؤولية قيادة مشروعه الغنائي بنفسه وكانت فرصة جيدة للتجريب والابتعاد عن شكل الأغنية التجارية السائد، الشريط ضم خمس أغنيات فقط منها “سلمولي – أهل الغرام” والتي حملت لمسة تجارية لتسويقه، ثم انطلق ليجرب في ثلاثة أغنيات هي “كان ليا يوم حبيب” التي تعتبر من أول الأغاني التي صنعها في حياته وكان يغنيها أيام الجامعة وكانت شكلًا موسيقيًا مختلفًا في تلك الفترة بتوزيعها على نمط موسيقي الريجي من طارق مدكور، ثم العودة إلى الحكايات والشخصيات الاسطورية الخيالية في أغنية “عم جحا” ثم محاكاة تجارب الأغنية البديلة في “نامت المدينة”.

ظهر مصطفى قمر بشكل مغاير في هذا الشريط، لأول مرة يظهر بجيتاره الأبيض على الغلاف،محاولة تقديم مشروعه الأصلي ومسح الصورة الذهنية التي تكونت عن حقبة موسيقى الجيل المعتمدة على الأغاني الإيقاعية السريعة، الاهتمام بأفكار الأغاني وطريقة صياغتها بمفردات مختلفة عن سوق الغناء التجاري وكان الشريط هو أفضل ختام للجزء الأول من رحلته الفنية.

YouTube player

الكاتب

  • مصطفى قمر محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان