1٬934 مشاهدة
رغيف العيش الجديد من الأسكندرية وحتى أسوان .. استهلاك مضاعف لمحاربة الجوع
كان قرار تخفيض وزن رغيف العيش من ١١٠ جرام لـ ٩٠ جرام يمثل علامة استفهام كبيرة للمواطن الذي ينتمي للطبقة المتوسطة، تلك الطبقة التي تتحمل أعباء الإصلاح الاقتصادي وحدها على أمل غد أفضل لها ولأولادها وحاضر أفضل للـ”غلابة” فلماذا تتخذ وزارة التموين قرارا بتخفيض وزن رغيف “الغلابة” أبو “شلن”، فكان لابد لنا أن نعرف نتيجة هذا القرار غير المدروس.
تحرك كتابنا في الأسكندرية وفي أسوان وفي القاهرة وفي الجيزة وفي المحلة الكبرى ليرصدوا شكل رغيف الخبز الجديد وماذا يقول عنه أصحاب المخابز وكيف يتعامل معه الناس
١– الجيزة
البداية كانت في الجيزة في مدينة ٦ أكتوبر تحديدا، اشترت الصحافية نيرفانا سامي الخبز من مخبز بلدي وحاورت المرأة التي بعدها في طابور الخبز، أخبرتها السيدة أنها كانت تشتري ١٠ أرغفة يوميا صاروا ٢٠ رغيف، وأنا ما يستهلكه الفرد في “الطقة” – الوجبة – تم ضربه في اثنين، أي أن المواطن الذي كان يستهلك ١١٠ جرام خبز في الوجبة صار يستهلك ١٨٠ جرام، ويدفع الضعف.
المثير للدهشة أن الصحافية نيرفانا سامي عادت للبيت لتزن الخبز بميزان حساس لتكتشف أنه لم يصل أي رغيف لوزن الـ٩٠ جراما، أي أن المخبز قرر زيادة التخفيض من جانبه ليتحمل المواطن كل هذا.
٢– القاهرة
في القاهرة كان الوضع مختلفا، بالتحديد في حي الحسين اشترى الصحافي وسيم عفيفي الخبز من مخبز بلدي وتحدث مع صاحب المخبز، الذي أخبره بالتالي: (1)
– أنا مقللتش وزن الرغيف عشان مخسرش الزباين الحرة (ومصطلح الزباين الحرة يقصد به الزباين اللي مبيشتروش ببطاقة التموين)
– الزباين الحرة لو اشتكوا من انخفاض الوزن هيسيبوني ويروحوا يشتروا العيش السياحي
– سألته مافيش خطر عليك على كدة يعني تخسر أو تدفع غرامة لإن الكلام بيقول لو نقص عن 90 يبقى غش ولو زاد عن 90 يبقى تلاعب
فقال هتأذي لو لقيوه ناقص عن 90 جرام غير كدة لا.
ثم تحدث مع الزبائن
(2)
من ناحية الزباين فمكنش فيه زباين في الفرن فخدت العيش ع البيت وطلعت ع فرن سياحي وفرش فرن سياحي
اتكلمت مع واحدة فقالت لي
العيش لما وزنه قل مبقيش بيشبع يعني لو جبت 20 رغيف مش بيكفوا فبقيت بجيب 30 رغيف
ولما لقيت العملية مخسرة قلت أجيب عيش سياحي غالي بس بنفس الوزن
(3)
من ناحيتي أنا فأنا أكلي قليل جدًا آخري أفطر برغيف لإنه كان بيشبع حاليًا أنا كلت 3 ومشبعتش
اضطر وسيم أيضا لمضاعفة نصيبه من الخبز لأنه صار لا يشبع
٣– أسوان
مركز إدفو حيث شاركنا الصحافي أحمد الأمير بحوار مع شاذلي عطاالله (مالك مخبز الشاذلية)
ممكن تحكيلنا عن تجربة المخبز مع قرار تقليل حجم الرغيف وامتى طبقتوا القرار ؟
كان موافق يوم كام؟
كان يوم 18 بدأنا في المخبز نخبز العيش الجديد اللي انت شايفه ده
ايه رأيك انت في الرغيف ده؟
وأيه رأيهم؟
مش عاجبهم..الاولاني احسن بكتير
مساء الخير …جاي تشتري مدعم ولا حر؟
لا جاي اشتري المدعم
اشتريت منه قبل كدا ؟
وايه رأيك فيه بعد ما اتغير وزنه؟
تعبان ع الاخر ورقيق مفهوش غير قطمتين التاني كان بالصلاة ع النبي تاكل منه وتشبع وتخزن في الفريزر
لكن ده زي ما قولتلك تعبان ميملاش البطن.
هو طعمه اتغير؟ ولا نفس الطعم
لا اتغير طبعا مبقاش فيه بركة التاني كان مليان وبتاكل في الرغيف وهو سخن ممكن تاكله حاف كمان لكن ده عامل زي العيش السياحي يا سيد عمك.
ايه رأي ولادك في العيش؟
٤– الأسكندرية
قامت الصحافية إسراء سيف بمحاورة صاحب مخبز “فهلوي حبتين”، أخبرها أنه لا فارق، وأنهم طبقوا النظام الجديد لكن يقومون بفرد رغيف العيش بشكل يبين أنه كبير الحجم رغم نقصان وزنه؛.
وأتبع قائلا “يعني شكله ما يخلتفش عن رغيف الأسبوع اللي فات.
لذلك الناس ما علقتش لأن هنا مش باين فيه الفرق خاصة إن الأفران هنا مش بتوزن من الأول بتعمل عجينة بالبركة مقاس واحد فمن البداية بتطلع أقل أحيانا في بعض الأفران كام جرام، لكن اللي لاحظته إن الشكل واحد بس الجديد أخف”.
أخيرا وفي التجمع الخامس بعيدا عن الفرن البلدي المدعوم ومن أمام فرن سياحي يبيع الرغيف بجنيه لم نجد اختلافا يذكر حيث تحمل أرغفة العيش السياحية وزن سعر رغيف العيش القديم بلا سعره فقط تبدو أغرفة الخبز السياحي أكثر نضرة وأوفر دقيقا وتغذية.
ولا نجد ما نختم به هذا التقرير سوى رسالة الزميل الصحافي محمد فهمي من مدينة المحلة والتي أرسلها لنا شمفوعة بصورة جديدة لرغيف الخبز الجديد على بوتجاز منزله
والتي يقول نصها : في العام ٢٠٠٤ نشرت جريدة الأحرار كاريكاتير للفنان نبيل صادق يمسك فيه مواطن عدسة مكبرة محاولًا روئية رغيف العيش كناية عن حجمه الصغير .. وبالأمس .. كان الناس في طابور العيش يزنون طابور العيش بكف اليد محاولين التقاط الـ ٢٠ جرام الناقصة التي أعلنت عنها وزارة التموين .. والحقيقة أن رغيف العيش حدثني هاتفيًا بالأمس قائلًا : منذ أن ظهرت في مصر لا توجد سيرة غير رغيف العيش .. رغيف العيش راح رغيف العيش جه .. أقترح أن ينقولوني إلى وزارة السياحة ، كل هذا الساسبنس بالتأكيد يجلب اهتمام السائح أكثر من أي شئ آخر !
الكاتب
ما هو انطباعك؟
