رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬346   مشاهدة  

سندريلا أصلها مصري.. حكاية رادوبيس الفرعونية ذات حذاء جلد الغزال الذهبي

سندريلا


نعلم جميعًا قصة سندريلا، تلك الفتاة المسكينة التي تعذبت على يد زوجة أبيها، حتى جاء الأمير الوسيم وخلصها من ذلك العذاب، والفضل كله يعود للحذاء الزجاجي المتميز، وما لا يعلمه معظمنا أن قصة سندريلا أصلها مصري وليس أوروبي كما كان يُعتقد، فالقصة الأصلية تعود للفتاة “رادوبيس” بنت التاجر سنفرو، فما هي الحقيقة؟.

سندريلا

برديات تشيستر بيتي

في أربعينيات القرن الماضي، قرر الباحث التاريخي “تشيستر بيتي” والذي كان يحمل الجنسيتين الأمريكية والبريطانية، أن يقوم بزيارة مصر والبحث في آثارها الرائعة، وقد عثر على برديات قديمة للغاية، تحكي قصة رادوبيس، وهذه البرديات محفوظة الآن في المتحف البريطاني ضمن مجموعة تشيستر بيتي، وقد توصل بيتي إلا أن هذه البرديات لها عدة نسخ باختلاف بعض التفاصيل البسيطة، وتم ترجمتها للغات عديدة، حتى أنها ذُكرت في كتب المؤرخ اليوناني هيرودوت التي كتبها عن تاريخ مصر، ولكنه قام بتغيير بعض تفاصيل القصة، وكتبها على أن رادوبيس أصلها يوناني، وهكذا تناقلت القصة على مدار أجيال عديدة مع تغيير تفاصيلها، حتى نسى الجميع الأصل المصري للقصة الحقيقية.

قصة رادوبيس

  1. وفاة الأم

تعيش رادوبيس مع والدها التاجر سنفرو، ووالدتها الجميلة التي مرضت مرضًا شديدًا ذات يوم، ولم يستطع الكهنة علاجها منه أبدًا، واشتد عليها المرض يومًا بعد يوم، وذات نهار طلبت رؤية ابنتها رادوبيس، وأخبرتها بأن أيامها صارت معدودة وأن هناك أحد الكهنة أخبروها بما سيحدث بعد وفاتها، وقال لابنتها أن أبيها سيتزوج من امرأة أخرى وستنجب له ابنتين، وسيتسبب جمال رادوبيس في إثارة غيرتهن وحقدهن، وأوصت ابنتها بالتحلي بالصبر الشديد، وطلبت منها إحضار صندوقين من الخزانة، الأول هو صندوق من خشب الصندل مطعم بالذهب والأحجار الكريمة، وطلبت منها أن تحتفظ بهذا الصندوق في مكان أمين وخفي، وأخبرتها أنه صندوق الحلي الخاص بها ويوجد بداخله قلادة حتحور التي سوف تحفظ لرادوبيس جمالها، وطلبت منها ألا ترتدي تلك القلادة إلا يوم زفافها، أما الصندوق الثاني فكان مصنوعًا من خشب الأبنوس المطعم بالفضة، وكان يحتوى على حذاء نفيس لا يوجد له مثيل في البلاد، مصنوع من جلد الغزال الذهبي اللون ومطرز بخيوط الذهب والأحجار الكريمة، انبهرت رادوبيس بجمال الحذاء، وأخبرتها أمها أن الحذاء قيمته ليست في جماله وندرته فقط، ولكنه سيكون مصدر حظ عظيم لرادوبيس في المستقبل، ولن يتسع لقدم فتاة أخرى غيرها، وأمرتها أن تخبئه أيضًا.

  1. زوجة الأب وبناتها

سندريلا

توفت الأم، وبالفعل تزوج سنفرو من امرأة أخرى بعد فترة قليلة، وأنجبت به ابنتان أل جمالًا من رادوبيس، وكانت زوجة الأب تعامل رادوبيس معاملة سيئة للغاية، واستغلت غياب سنفرو في رحلاته التجارية لتمارس هي وبناتها أبشع أنواع التعذيب النفسي على المسكينة رادوبيس، فكن يعاملنها على أنها خادمة لديهن، ولا يسمحن لها بتناول الطعام معهن، وتنام في علية القصر القذرة، بالإضافة إلى المحاولات المستمرة للوقيعة بين الأب وابنته رادوبيس، ومهما حاولت الفتاة المسكينة الدفاع عن نفسها أمام والدها، لا يستمع إلا لكلام زوجته.

ويومًا ما سافر الأب في إحدى رحلاته الطويلة، وتكتشف زوجته صندوق الحلي الذي ورثته رادوبيس عن أمها، فتأخذه وتذهب به للصائغ وتستبدله بمجوهرات أخرى لابنتيها، وعندما اكتشفت رادوبيس السرقة جن جنونها وبكت كثيرًا من حسرتها، ولكنها خافت من الشكوى حتى لا يتهمها والدها بالكذب وتسوء علاقتها به أكثر، وكتمت حزنها بداخلها وقررت إخفاء الصندوق الآخر أسفل شجرة كانت أمها قد زرعتها لها وهى صغيرة بجوار بركة السباحة، ومضت حياة الفتاة في بؤس شديد من سيء لأسوأ.

  1. حفلة الأمير الوسيم

جمعت زوجة الأب بناتها وأخبرتهن أن الفرعون قرر إقامة حفل عظيم لاختيار عروس لابنه، وأخذن في الاستعداد لذلك اليوم المشهود، وفي يوم الحفل خرجت زوجة الأب وبناتها وهن متزينات، ورفضت زوجة الأب اصطحاب رادوبيس معهن، خشية أن تسرق القلوب بجمالها الساحر، وبقيت الفتاة المسكينة وحدها، وخرجت لحديقة القصر تستنشق بعض الهواء، وقررت فتح الصندوق ومشاهدة الحذاء، ولم تستطع مقاومة جماله وقررت أن تجربه في قدميها، وتركته لوهلة لتغسل قدميها في البركة، وفجاءة انقض نسر ضخم فوق الحديقة وخطف إحدى فردتي الحذاء وحلق بعيدًا، وفي طريقه للفضاء البعيد مر من فوق قصر الفرعون وأفزعه صوت موسيقي صدر فجاءة، فألقى الحذاء من فمه ليسقط في يد الأمير، وذُهل الأخير بذلك الحذاء الخلاب، وقال لنفسه بأنه من المؤكد أن صاحبة هذا الحذاء رائعة أيضًا، وأمر حراسه بالبحث عن صاحبة الحذاء في كل شبر من المدينة، ومرت أيام طويلة والبحث مستمر دون جدوى، حتى وصل الدور على منزل سنفرو، وقابلتهم زوجة الأب وأخبرت الأمير أن لديها ابنتان وطلب مقابلتهما، ولم يستطعن ارتداء الحذاء مهما فعلن، وخرج الأمير من القصر وهو حزين، ولكنه شاهد رادوبيس في الحديقة، وسحره جمالها الخلاب رغم ملابسها القذرة، وسأل زوجة الأب عليها فأخبرته أنها ابنة البستاني، وأمرها الأمير بأن تجرب الحذاء رغم محاولات زوجة الأب لإلهائه، وما أن رأت رادوبيس الحذاء حتى صرخت فرحًا وقالت أنه حذائها الذي ورثته عن أمها، وهرولت مسرعة لتحضر الفردة الأخرى، وقامت بقص الحقيقة كاملة على الأمير وأخبرته أنها ابنة سنفرو وليست ابنة البستاني.

  1. النهاية السعيدة

سندريلا

اصطحب الأمير رادوبيس إلى قصره، وأخبر الفرعون بالقصة كلها، وبارك الفرعون زواجهما وأمر كبير صائغي القصر أن يقدم إلى رادوبيس أجمل وأثمن الحلى والجواهر لديه، ويوم الزفاف طلت رادوبيس بوجهها الملائكي في رداء جميل للغاية، وهي ترتدي حذائها النادر جالب الحظ، وقدم لها الفرعون هدية لتجدها القلادة التي تحتوي على تميمة حتحور، وأخبرته رادوبيس أن هذا العقد لها في الأساس، فأحضر كبير الصائغين الذي أخبرهم كيف حصل على العقد من زوجة الأب، وأمر الفرعون بإلقاء القبض على تلك الأخيرة، ولكن رادوبيس ترجته أن يصفح عنها، وتنتهي قصة رادوبيس الجميلة بصفحة جديدة كلها سعادة، ولسنا في حاجة لتأكيد أن قصة سندريلا هي المأخوذة من التراث المصري وليس العكس.

إقرأ أيضا
فلسطين

 

إقرأ أيضاً

قصة سنوحي من الأدبيات الفرعونية .. المصري دايمًا بيرجع مهما حصل

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان