سوني جراهام و تيري كوتل .. تشاركا قلبًا واحدًا فأحبا نفس المرأة ولقيا المصير ذاته

ماذا يحدث إذا تشارك شخصان نفس القلب؟، هل ستنتقل مشاعر الشخص الناقل وتندمج مع مشاعر الشخص المنقول إليه؟، أم أن القلب مجرد عضو عامل يضخ الدماء ولا يحمل المشاعر؟
تختلف إجابة تلك الأسئلة على مدى تصديق القارئ في أمور العشق والأحاسيس، ولكن ما حدث مع سوني جراهام شيء لن يختلف عليه اثنان.

سوني جراهام

مدير شركة اتصالات كبرى، ناجح للغاية في عمله، كان معروفًا بشخصيته الاجتماعية اللطيفة، وحبه لعمل الخير، وكانت لديه علاقة زوجية رائعة، دامت لأربعين عامًا، نتج عنها ولد وفتاة.

إلى هنا كانت حياته هادئة لطيفة لا يعكر صفوه شيء، حتى ذلك اليوم الذي أُصيب فيه بفيروس دمر قلبه وأدى لإتلافه تمامًا، ولم يكن هناك أي حل لإنقاذه، سوى وضعه على قائمة الانتظار في عمليات نقل القلب، وانتظر جراهام عامًا كاملاً صارع فيه الموت عدة مرات، حتى جاءه الفرج أخيرًا ووجدوا متبرع بالقلب مناسب له.

المتبرع تيري كوتل

على عكس سوني، كان تيري يعيش مع زوجة لا يحبها، وقام بخيانتها مع شيريل التي كانت متزوجة هي الأخرى، واكتشف زوجها خيانتها وأبلغ زوجة تيري، فقامت الأخيرة برفع دعوى طلاق وحصلت عليه، وتزوج من شيريل بعد طلاقها هي الأخرى، وقد كان زواجًا ناجحًا، بدأ كلًا منهما في تحقيق أحلامه، فقاما فقاما بالدراسة من جديد، وصارت شيريل، واصبح تيري فني طوارئ طبية.

لم تدم السعادة بينهما طويلًا، ووجدت الخلافات طريق بيتهما، وبدأت شيريل في اتهام تيري بالفشل، وأنه لا يصلح لأي شيء في الحياة، وأخبرته أنها لا تريد الحياة مع رجل يكسب دخلًا أقل منها، وقررت أن تنفصل عنه، ولكنه ترجاها كثيرًا، ولكنها لم تستمع وطلبت الطلاق، فتركها وذهب لدورة المياه وفجأة سمعت شيريل صوت طلق ناري، ووجدته ملقي على الأرض والدماء في كل مكان بعدما أطلق النار على رأس.

وعلى الفور تم نقل إلى المستشفى وكانت المفاجأة أنه لايزال على قيد الحياة، حيث دخلت الرصاصة من خلف أذنه اليمين واستقرت هناك، ولكنه دخل في غيبوبة وموت اكلينيكي، وبعد فترة امتثلت شيريل لرأي الأطباء، وقررت فصل أجهزة التنفس الصناعي عنه، والتبرع بأعضائه.

نقل القلب والمشاعر

كان القلب من نصيب سوني جراهام صاحب الـ 57 عامًا، وهرج من غرفة العمليات وهو يحمل بين أضلاعه قلب شاب عمره 33 عامًا، فتمكن بعد الشفاء من العملية أن يعود لممارسة الرياضة، والسفر مع أصدقائه، وأكل مأكولات دسمة توقف عن تناولها منذ زمن، ولم يقتصر التغير على أسلوب حياته فقط، بل حتى شخصيته تغيرت كثيرًا، وصار عنده هوس بكتابة رسائل لشيريل زوجة تيري، ورغم معارضة زوجته للأمر خوفًا من تجديد أحزانها على زوجها، إلا أنها رضخت لإلحاح زوجها وتطور الأمر من مجرد رسائل، إلى مقابلات ولقاءات.

إقرأ أيضًا…حديث الرسول عن محمد الفاتح “أسطورة مخالفة للتاريخ والدين”

والعجيب أن سوني قد وقع في غرام شيريل منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها، وشعر يحب شديد تجاهها وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن، وظل سوني صامتًا خائفًا من مشاعره التي يكنها لفتاة في عمر ابنته، وفاجأته شيريل بخبر زواجها من زميل لها.

نفس المصير

إقرأ أيضا

بريطانيا لم تعد دولة مسيحية.. الكنيسة عليها الاختيار بين التعايش أو الانقراض

كانت حياة شيريل تسير على ما يرام، ولكن تدمرت حياة سوني، وطلق زوجته بعدما أخبرها بعشقه لشيريل، ثم ذهب إلى شيريل نفسها واعترف لها بحبه، وقررت أن تتطلق من زوجها، وتزوجا وعاشا سنتين في سعادة، وتحدثت الصحف عن قصة حبهم، ولكن كالعادة لم تدم السعادة طويًلا، فبعد اختفاء سوني، قامت الشرطة بالبحث عنه كثيرًا، ليجدوا جثته في الفناء الخلفي لمنزله الفخم، وهناك رصاصة مستقرة في جانب رأسه الأيمن، تمامًا مثلما فعل تيري قبله بـ 13 عام.

انتهت التحقيقات على أنها حالة انتحار، قرر سوني أن ينهي حياته بعدما طلبت شيريل طلاق والانفصال عنه، وهكذا كانت نهاية شخصين لم يتقابلا أبدًا، ولكنهما تشاركا نفس القلب ونفس المرأة، وأخيرًا نفس المصير.

النظريات والتفسيرات الطبية

فتحت تلك الحادثة أبواب كثيرة للغاية، وطرحت نظريات عديدة، مثل نظرية الذاكرة الخلوية التي تقول أن كل عضو في جسد الإنسان يحمل ذكريات معينة، وأن المشاعر مثل الحب والكره والذكريات عمومًا، لا تتواجد داخل العقل فقط، وإنما تتوزع على سائر الأعضاء بنسب مختلفة.

وهناك أراء علمية قالت أن الحب يبدأ من الخلايا العصبية التي تتواجد في المخ، ثم يتم إفراز هرمون الأوكسيتوسين المسئول عن الاحساس بالحب، وأوضح العلماء أن الأعراض الشائعة مثل الخفقان وتسارع ضربات القلب التي يشعر بها العاشق عند رؤية من يحب، تأتي بتنبيه من المخ، وكل ما يفعله القلب هو ضخ الدماء فقط.