سيد العمدة .. أحمد فهيم وتجسيد مأساة تبعية الأخ الكبير للصغير

لا يمكن ألا تجد مثل هذه الشخصية في حياتك اليومية، هذا الرجل الذي فاته قطار التحقّقّ، بينما استطاع شقيقه الأصغر قيادة القطار نفسه .. ذلك الذي تصيبه الأحقاد حتى وإن استطاع إخفاء أعراضها .. الشعور بقلة القيمة، وقلة الحيلة، والضعف في القرار، وتراجع مكانة الرجل الشخصية وبالتالي تقزّم مكانة أسرته أمام أسرة شقيقه الأصغر ..  وهكذا يصبح الأخ الأكبر عبئ على الأسرة الكبيرة، ومصدر للضغط على أعصاب الجميع ويصبح كنقبلة موقوتة يمكنها أن تنسف كل شئ في أي لحظة، بل يمكنها أن تؤذي المصدر الأساسي لهذا الشعور وهو الأخ الأصغر.

ويلعب الفنان أحمد فهيم دور “سيد العمدة”، في مسلسل “جعفر العمدة” .. وهو الشقيق الأكبر للعمدة جعفر، ويلعب “فهيم” تلك الشخصية من منطقة صعبة إذا لم يكن الفنان شديد التمكن من أدواته، حيث أن علاقته بشقيقة الصغير سنًا الكبير مقامًا علاقة مركّبة .. فإنه يحبه من كل قلبه – حتى الأحداث الحالية-  لكنه لا يدرك جيدًا تأثير رد فعله الانفعالي في حب أخيه الأصغر .. بالضبط كالدبة التي تحاول قتل صاحبها، وفي كل مرة يدرك صاحبها ذلك الفخ الغير مقصود فيغفر لها ما حدث .. وكذا يقترب “سيد العمدة” من العنصر النسائي بالأسرة المعروف – في المسلسل- بكثرة الكلام الغير مفيد، ويلعب سيد في تلك المنطقة بين هيبة جعفر، واللعبة النفسية بالمال بينه وبين زوجته، وتبعيته لرجل العائلة الأول وشعوره الغير واضح بين السطور بالخذلان من بلاهته.

أهم مشاهد سيد العمدة في مسلسل جعفر العمدة

ويمكن أن يكون المشهد المفتاحي الذي نفهم منه جيدًا كيف وظّف المخرج محمد سامي الفنان أحمد فهيم في دور سيد، هو ذلك المشهد الذي كان يقف فيه جعفر أمام نساء العائلة مجتمعين، وكانت زوجته ثريا تشكّك في معلومته المغلوطة عن إن ابنه قد توفّى من الأساس أم أنه على مازال عى قيد الحياة .. فانطلق “سيد” فاضحًا سر أخيه أمام زوجاته وفي ظنه أنه بذلك ينقذ أخيه من شك زوجته مما جعل “جعفر” يفقد السيطرة على الموقف .. وهكذا مرت الأحداث حتى إن جعفر لم يستطع الرد عليه من سذاجة فعلته.

إقرأ أيضا

“نظرية الترانسيرفنغ .. ح2” فاديم زيلاند صاحب النظارة السوداء

وليس خافيًا عن المشاهدين أن الفنان أحمد فهيم في نبرته رائحة نبرة خاه الفنان خالد صالح، كما في التقمص والتجسيد والانفعالات، كما إن ملامحه فيها قدر ليس بالقليل ما يشبه ملامح الفنان خالد صالح، وهو ما يجعلنا نعتبر الفنان أحمد فهيم نموذج لتلميذ نجيب في مدرسة الفنان الكبير الراحل خالد صالح، كما إننا نعتبر “جعفر العمدة” انطلاقة حقيقة للفنان أحمد فهيم بعد أن اشترك في مسلسل “بعد الفراق”، ومسلسل “تاجر السعادة” ومسلسل “موعد مع الوحوش”، ومسلسل “خاتم سليمان” … كما اشترك في أعمال ناجحة كـ “ريح المدام”، ورائعة “الجماعة” .. ونتوقع أن الفنان أحمد فهيم سوف يملئ مكان البطل المساعد في الفترة المقبلة في العديد من الأعمال السينمائية والدراما ..  وننتظر تلك الظروف التي ستخرج كل ما بداخل هذا الفنان القدير من مهارات لازالت لم تخرج بعد.