بـ “1500 فَرْخ” .. هكذا بدأت قصة طوابع البريد في مصر

لم تأتي أول طوابع بريد في مصر عبر المصادفة أو بلا تخطيط وإنما بعد مراحل من تطور نظام البريد عمومًا، إذ كان قائم على على أن تؤخذ أجور نقل المراسلات بالنقد والسلف على أساس التعريفة الموضوعة من قِبَل البوسطة الأوروبية وظلت الحكومة المصرية على هذا النظام حتى سنة 1865م.

الطريق إلى أول طابع بريد في مصر

أصدر الخديوي إسماعيل في عام 1865م قرار يكلف موتسي بك بأن يسافر إلى أوروبا ويوصي بطبع طوابع بريدية بهدف استخدامها في التخليص على المراسلات على أن تكون كالعملة ولها قيمة محددة ويتم طرحها في الأسواق على أن تأخذ البو سطة المقدار الذي تحتاج إليه من المالية بالتدريج بموجب طلب مقدم من ديوان الأشغال.

اقرأ أيضًا 
ابحث معي .. أين وجه الملك فاروق ؟

يحكي عبدالوهاب شاكر في دراسته عن تاريخ البريد في مصر أن الحكومة كانت مترددة في استخدام تلك الطوابع؛ لأنها كانت شيئًا جديدًا في المعاملات المالية، ولذا فقد بقيت تلك الطوابع بعض الوقت محفوظة بالمالية دون تداول أو إجراء حاسم بشأنها، وكان استخدام طوابع البريد السبب الرئيسي الذي أحال تبعية البوسطة إلى ديوان المالية، على اعتبار أنها تستخدم بدل النقد، وأن إيرادات ومتحصلات البوسطة وكلَّ ما يتصل بها من إجراءات تابعةٌ للمالية، وكانت المخاطبات بين الأشغال والمالية تستهلك كثيرًا من الوقت.

تفاصيل أول طوابع بريد في مصر

ظهرت أول طوابع بريد في مصر خلال شهر يناير سنة 1866م، وقامت بطبع تلك المجموعة مطبعة «إخوان بيلاسي» في مدينة بجنوا بإيطاليا، وكانت فئات هذه المجموعة تتكون من 5 بارات وطبع منها 1500 فرخ، و 10 بارات وطبع منها 1250 فرخًا، و 20 بارة وطبع منها 1250 فرخًا بالإضافة إلى فئات «قرش، وقرشين، 5 قروش، 10 قروش».

اقرأ أيضًا 
كراكيب تذكرنا بقيمة الأشياء .. متحف الشارع واضعًا حدودًا لـ”الروبابيكيا”

تشير مكتبة الإسكندرية في إصدارها عن متحف البريد إلى أنه عندما قاربت طوابع الطبعة الأولى على الانتهاء كلفت الحكومة المصرية مطبعة بناسون بالإسكندرية بطبع كمية جديدة، وقد جاء هذا الطابع يحمل صورة الهرم و أبو الهول وعلى اليمين مسلة كليوباترا وعلى اليسار عمود السواري وبأعلاه وبأسفله كتابة باللغة التركية وفي الركنين العلويين والسفليين كتابة باللغة الإيطالية؛ وقد صدر من هذه الطبعة بجميع فئاتها 8.700.000 طابع بلغت نفقات طباعتها 2354 جنيهًا.

بعد سنتين من إنشاء مصلحة البريد وبالتحديد في مارس 1867م صدر منشور لجميع مكاتب البريد بجعل كساء العاملين إجباريا وصار لكل موظف كسوتان إحداهما لعمله اليومي والثانية للحفلات الرسمية والتشريفات ثم أدخلت عليه تعديلات فيما بعد شملت النوع والطراز.

إقرأ أيضا

عم جار .. الحلو الذي غيّر طعم المحلة الكبرى

يشير عبدالرحمن الرافعي في كتابه «عصر إسماعيل» أن المسيو جاكومو موتسي بك ظل مديرًا لمصلحة البريد حتى سنة 1876م، وقد نظمت إدارة البريد وأنشئت لها المكاتب في الإسكندرية والقاهرة والأقاليم، وبلغ عددها في عهد إسماعيل 210 مكتب.