1٬661 مشاهدة
عندما أخذت عائلات أسيوط أجازة من الثأر قبل النكسة بـ 3 أيام “قرروا تقديم أسلحتهم للحرب”
من يتابع أخبار مصر عامةً والصعيد خصوصًا وحال عائلات أسيوط على وجه التحديد قبل النكسة يتأكد من شيء واحد وهو أنه في لحظات النضال تبدو الشعوب على حقيقتها وتكشف عن مدى صلابتها لأن معارك التحرير هي أخطر امتحان لصلابة الشعب.
نداء من المحافظ إلى كافة عائلات أسيوط قبل النكسة
في آخر مايو من العام 1967 م وقف أحمد كامل محافظ أسيوط في مؤتمر شعبي كبير ووجه نداءًا إلى كافة عائلات أسيوط ناشدهم فيه بضرورة نسيان الخصومات الثأرية وتوفير الجهود للمعركة الفاصلة مع العدو المتربص على الحدود، وطلب منهم توجيه أسلحة الثأر التي لديهم إلى صدور الأعداء.
اقرأ أيضًا
في زمن النكسة .. قصة أكبر بطولة لأصغر جاسوس وطني في العالم
قال أحمد كامل محافظة أسيوط في بيانه «لننسى اليوم أحقادنا ولنذكر وطننا ينادينا وأن نوجه سلاحنا إلى عدونا ولا نوجهه إلى صدور أبناءنا واخواتنا ولنوفر كل طلقة لنستخدمها ضد أعداءنا من المستعمرين والصهاينة إنني أنتظر من عائلات أسيوط أن تلبي نداء الوطن وأن تنسى أحقادها وأن توجه طاقات الكره في نفوسها إلى أعداء الوطن، إنني أثق في وطنية شعب أسيوط وليشكل هؤلاء بأسلحتهم وذخيرتهم كتائب الحرس الوطني في كل مدينة وقرية ولتقطر نفوسنا حقدًا وغلاً على العدو المتربص نقتله ونمزقه».
اقرأ أيضًا
“الشيخ هريدي” قصة مفتي الجمهورية الذي تنبأ بانتصار 10 رمضان قبل الحرب بـ 5 سنوات
وصل النداء إلى كل مكان في محافظة أسيوط ولبته مدن البداري والشامية والمعابدة وبني فيز وغيرها من القرى التي تنخر فيها جراثيم الثأر منذ سنوات بعيدة وتحولت مع الأيام إلى معسكرات متناحرة ، وانهالت برقيات من رؤوس العائلات تعلن استعدادها للقتال في سبيل الدفاع عن شرف الوطن صفًا واحدًا وبقلب واحد.
تشير جريدة أخبار اليوم في عدد 4 يونيو عام 1967 م إلى أن كل عائلات أسيوط المتخاصمة أعلنوا إطفاء نار الثأر ونسيان كافة الخصومات للوقوف صفًا واحدًا أمام العدو المشترك، وتلقى أحمد كامل محافظ أسيوط برقيات من رؤوس العائلات يعلنون فيها استعدادهم للذهاب بأسلحتهم إلى الخطوط الأمامية وتكوين كتائب مسلحة تساهم في المقاومة الشعبية.
عائلات أسيوط تلبي النداء
من البرقيات التي وصلت للقيادة السياسية خطاب من عائلة الطحاوي في المعابدة يقول “نحن عائلة الطحاوي بالمعابدة الشرقية قد عاهدنا الله وأنفسنا بالتسامح والتآزر مع جميع خصومنا ونعاهدكم بتلبية النداء بالروح والدم في سبيل تحرير فلسطين العربية من الصهاينة وتحرير الوطن العربي من الرجعية العربية والاستعمار ونحن رهن إشارتكم في أي وقت”.
وأرسلت عائلة الحضايرة بقرية الشامية برقية تقول “إزاء الأحداث الجسام التي يتعرض لها الوطن نعلن ضم الصفوف ونسيان كل الخلافات الشخصية لنظهر صفًا واحدًا أمام العدو المشترك ونضع أنفسنا رهن إشارة القائد”.
وتقدم 150 شخصًا من صدفا والبداري بأسلحتهم وذخائرهم لوضع أنفسهم تحت تصرف المقاومة الشعبية رغم أنه لم يمضي على عودة أغلبهم من اليمن سوى أسابيع، كما سيدة تتبرع بأساورها وترفض ذكر اسمها، 3 آلاف جنيه من 3 مواطنين بأسيوط.
انتهت الحرب بالنكسة وانهارت الأحلام لكن ماكينة الثأر لم تتوقف فأغلب العائلات المذكورة في واقعة يونيو 67 لا زالت خصوماتها مستمرة وبعضهم منذ أشهر تصالح.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
لا أوافقك أن الحرب انتهت بالنكسة وانهيار الأحلام فقد أصبح هناك ثأر من نوع آخر.. ثأر من العدو الحقيقي والتاريخي والأبدي.. استمر خلال حرب الاستنزاف وحتى ٧٣ قبل أن يفتر الحديث عنه!!