همتك نعدل الكفة
1٬124   مشاهدة  

“فوياجر” .. رسائل من كوكب الأرض كشفت لنا أعمق أسرار الفضاء

فوياجر


هل فكرت يومًا أن هناك حياة خارج كوكب الأرض؟، بالطبع جميعنا خطرت له تلك الأفكار، ولكنها تظل مجرد أسئلة، لا إجابة لها، ولكن مع فوياجر كانت الإجابة مفصلة وذلك بعدما يفكر العلماء فلابد أن تتواجد الإجابات.

اقرأ أيضًا 
قصيدة “حوت رائد الفضاء” حدوتة الكائنات الأكثر شعورًا بالوحدة

فوياجر 1 و2، رسائل انطلقت من كوكبنا لتتواصل مع سكان الكواكب الأخرى، وكشفوا لنا أسرار غيرت مجرى دراسة الفضاء بالمرة، فكيف حدث ذلك؟.

رسائل من كوكب الأرض

الصورة الأولى للقمر مع الأرض من فويجار سنة 1977
الصورة الأولى للقمر مع الأرض من فويجار سنة 1977

عام 1977م، قامت وكالة ناسا الفضائية بإطلاق مركبتين، في مهمة لاستكشاف كواكب المجموعة الشمسية، ولكن تلك المرة لم تكن مثل أي سابقة، فتلك المركبتان كانت مزودتان بخصائص معينة هدفها هو التواصل مع أي كائن حي عاقل، يعيش في نقطة ما من الفضاء الخارجي.

إنطلاق فوياجر - 1977 م
إنطلاق فوياجر – 1977 م

العلماء الذين عملوا على المركبتين 1 و 2، لم يتوقعوا أن يروا نتائج ذلك الاختبار وهم على قيد الحياة، وذلك لأن المدة المحددة التي وضعوها كانت ما يقرب من خمسين عامًا.

العالم كارل ساغان

كارل ساغان
كارل ساغان

كان العالم كارل ساغان أحد العلماء الذين يعملون على مشروع فوياجر، وهو الذي اقترح فكرة تزويد المركبتان بوسيلة تواصل مع الحضارات الأخرى في الفضاء، وأخذ مهلة 6 أسابيع لتسليم أفكاره كاملة، وبالفعل استطاع كارل تسليم المشروع في الموعد المحدد تمامًا.

كانت الفكرة الأساسية هي دعم المركبتان برسائل خاصة، عبارة عن قرصين قطر كل منهما 30 سم، ومقاومين لظروف الفضاء، وغير قابلين للتلف، باستخدام النحاس المطلي بالذهب، وتم تحميل بيانات تعريف بكوكب الأرض والحضارة البشرية.

محتوى أقراص فوياجر

بطارية فوياجر
بطارية فوياجر

تحتوي الأقراص على مقاطع صوتية تتضمن التحية ب 55 لغة مختلفة، من ضمنها اللغة العربية، وهناك أصوات من الطبيعة مُسجلة من الغابات لحيوانات وطيور مختلفة، وأمطار، والرعد والبرق، وأيضًا أصوات لأدوات البناء، والنجارة، ومواتير السيارات، والقطارات، وهناك جزء مخصص للموسيقى الشعبية القديمة الخاصة بالعديد من الدول، وأشهر المقطوعات الفلكلورية على مر التاريخ، أما أخر جزء، فهو عبارة عن 116 صورة لأحداث مختلفة، وكانوا حريصين للغاية على ألا تحتوي تلك الصور أي حروب أو أمراض أو فقر، ولكنها شملت صور للوحدات الرياضية والفيزيائية، التي توضح كيفية استطاعة فهمنا للكون، وبعدها عدة صور للمجموعة الشمسية وكوكب الأرض، بعد ذلك صور للحمض النووي للبني آدم، وصور تشريحية لجسم المرأة والرجل، وعملية تكوين الانسان في مختلف مراحله، وأيضًا هناك صور للعديد من الحيوانات، والطيور، والنباتات، ونقشوا على الأقراص طريقة تشغيلها، وهكذا سافرت تلك الأقراص للفضاء وهي تحوي بداخلها، ثقافة وحضارة الإنسان على مدار التاريخ.

نتيجة رحلة فوياجر 1 و 2

YouTube player

 

كان كل قرص يستهدف مكان محدد في الفضاء، فكان فوياجر 1 مهمته استكشاف المشترى وزُحل، وفوياجر 2 مهمته استكشاف أورانوس ونبتون.

إقرأ أيضا
قمر الثلج

وبدأت ثمار الرحلة في الظهور أبكر مما توقع العلماء، فبعد مرور ثمانية عشر عامًا فقط، استقبل العلماء أول صور من فوياجر 1 و2، وعلى الرغم من بدائية صنعهم ومقوماتهم مقارنة بالوقت الحالي، إلا أنهم كانوا الداعم الأول لعشرات الرحلات الفضائية التي تمت بعد ذلك.

كشفت المركبتان عن عدة أسرار عظيمة، ولك أن تتخيل أن معظم صور الفضاء المقربة التي نراها في عصرنا الحالي، هي من إرسال فوياجر، واكتشفوا أن الغلاف الجوي لكوكب زُحل مكون من عنصري الهيدروجين والهيليوم، وأن كثافته أقل من الماء، ووجدوا على سطح القمر بتيتان بحيرات شاسعة من الميثان السائل، أما بالنسبة لكوكب المشترى، فوجدوا أن هناك مياه سائلة تحت القشرة الجليدية لسطح القمر يوروبا.

فوهة فالهالا على القمر كاليستو كما رآه فوياجر 1 عام 1979
فوهة فالهالا على القمر كاليستو كما رآه فوياجر 1 عام 1979

وبالنسبة لأورانس فقد وجدوا أن القمر الخاص به ميراندا، يحمل في خصائصه أعقد تركيبة جيولوجية لأي جسم في الكون.
والاكتشافات الأكبر كانت في كوكب نبتون، فقد اكتشف العلماء أنه يكتسب ذلك اللون الأزرق، نتيجة لوجود غاز الميثان في غلافه الجوي، وأن الكوكب بأكمله ما إلا كرة ضخمة من الصخور والجليد الذائب، المحاط بغازات الهيدروجين والهيليوم والميثان، وأن الرياح تنشط في غلافه الجوي بسرعة 1000 كم في الساعة، بالإضافة إلى الأعاصير القوية التي تدور حوله كل 18 ساعة.

ووجدوا أن القمر ترايتن يدور عكس اتجاه الكوكب، ويعتقد العلماء أن ذلك القمر كان جسم حر يدور في مدار مستقل حول الشمس، ولكن جاذبية نبتون التقطته، واكتشفوا أن ذلك القمر يحتوي على مئات الجبال المسننة، والمنحدرات، والبحيرات المجمدة، بالإضافة إلى الينابيع الحارة والجليدية.

الجدير بالذكر أن المركبتين فوياجر1 و2، يسبحان على بعد 22 مليار كم حاليًا، ويبذل العلماء كل جهدهم لتنظيم الطاقة الاستهلاكية للمركبتين، ليتمكنوا من تمديد أعمارهم لوقت أطول، لاستمرار اكتشافاتهم العظيمة، ومن المتوقع أن تمتر المركبتان في رحلتهما لمدة 80 ألف سنة أخرى، في حالة لم يتعرضا لأي تدمير خارجي، ولكن هل سيكون هناك أحد يستقبل تلك الرسائل؟، أم ستنتهي البشرية؟.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان