قصة تاريخ نادي السكة “تأسس للترفيه عن عمال العنابر”

تأسست مصلحة سكك حديد مصر عام 1851م وفتحت باب رزق للمئات من أفراد الجاليات الأجنبية بمصر مع مئات من المصريين، لكن بعد نصف قرن ظهرت ضرورة ملحة بشأن هؤلاء العمال تخص الترفيه عنهم.

الطريق إلى تأسيس نادي السكة

اقتضت عملية إنشاء مصلحة سكك حديد مصر عام 1851م تأسيس ورش صيانة للقطارات التابعة للمصلحة تكون مقرها في بولاق، واكتظطت تلك الورش مع مرور السنوات بآلاف من العمال والخبراء، وصل عددهم إلى ألفين عامل سنة 1900م، كان أغلبهم من إيطاليا وفرنسا وانجلترا.

هذا الكم من العمال دفع قيادة مصلحة السكة الحديد للتفكير في استيعاب العاملين والخبراء وعائلتهم في مكان اجتماعي رياضي لقضاء وقت الفراغ، فكانت الفكرة متمثلة في إنشاء نادي رياضي بجوار ورش العنابر ببولاق بجزيرة بدران بشبرا؛ وذلك لمزاولة الأنشطة الرياضية والاجتماعية ولتحفيز جميع العاملين على زيادة الإنتاج.

احتاج تنفيذ الفكرة إلى 3 سنوات بدءًا عام 1900م وخلال تلك الفترة تم بناء ملاعب كرة القدم وألعاب القوى والمبنى الاجتماعي وصالة البلياردو، إلى أن قام الخديوي توفيق في 22 مايو 1903م بافتتاح نادي السكة الحديد وتم تكوين مجلس إدارة النادي والذي تكون من 19 عضوًا بلجنتيه العليا والتنفيذية.

اقرأ أيضًا
والد هند رستم .. عراب سلاح الكلاب البوليسية في قضايا المخدرات

تكون شعار نادي السكة الحديد من مثلث، قاعدته عبارة عن عربة قطار السكة الحديد والضلعان الآخران يرمزان إلى قطعة الفلنك الخشبية عليها الشريط الحديدي للقطار، ويتوسط الشعار الشريط الحديدي، وينتهي بشكل زهرة اللوتس التي تعلوها الحلقات الثلاث “رمز التعاون”.

من الأجانب إلى المصريين .. تاريخ نادي السكة مع التمصير

ضمت اللجنة العليا مستر ترفسك رئيسًا، ومعه 3 نواب هم مستر کوترل ومستمر بيكيت ومستر بلانكي، فيما تولى السكرتارية مستر إيتكن، وصار مستر ليفي أمينا للصندوق، بينما تولى رئاسة اللجنة التنفيذية مستر باف ومعه 11 عضوًا من الأجانب، مع اثنين من المصريين هما  محمد توفيق أفندي وتوفيق أبادير أفندي.[1]

اقرأ أيضًا
“أسماؤهم وبطولاتهم” مقاومون بالسلاح في ثورة 1919 غير كيرة والجن

استمرت سيطرة الأجانب على النادي وهياكله الإدارية فقط عدد قليل من المصريين من كبار موظفي الهيئة حتى قيام ثورة 1919م، والتي كان لها دور كبير في قيام حركة تمصير نادي السكة الحديد، فقد كان عدد عمال العنابر في السبتية 4 آلاف عامل وجميعهم أضربوا عن العمل وشاركوا في ثورة 1919م.[2]

بعد الثورة زادت عضوية العمال والموظفين المصريين في النادي كما ازداد عدد المصريين الأعضاء في مجلس الإدارة عام 1925م، ليصبحوا ٦ أعضاء بدلا من عضوين فقط، وبعد سنتين تمكن المصريون بفضل الإقبال الكبير على الاشتراك بالنادي من تحقيق أغلبية في عدد أعضاء النادي، وتمكنوا من اختيار أول رئيس مصري للنادي هو محمد مصطفى الخضري، والذي كان يشغل وظيفة المراقب العام للإدارة العامة بمصلحة سكك حديد مصر آنذاك، وذلك خلفا للرئيس الإنجليزي  “مستر بل” الذي كان يعمل في إدارة الهندسة الميكانيكية بالمصلحة.

إقرأ أيضا

إطلالة فاخرة على عالم منهار

قبل مرحلة التمصير فاز نادي السكة بالكأس السلطانية موسم 1923م / 1924م، وصار الوصيف على كأس مصر سنة 1923م و 1924م؛ وبعد التمصير فاز بالكأس السلطانية موسم 1935م / 1936م وحقق مركز الوصيف في بطولة كأس مصر مواسم 1936م، و1937م،  و1946م، و1951م، و1964م.

[1] محمود عزت، نادي السكة الحديد .. أول نادٍ في تاريخ الرياضة المصرية، مجلة ذاكرة مصر المعاصرة، عدد:8، أكتوبر 2011م، ص46.
[2] عبدالرحمن الرافعي، ثورة سنة 1919م، جـ1، ط/1، مكتبة النهضة المصرية،1365هـ / 1946م، ص136.