همتك نعدل الكفة
952   مشاهدة  

“بعد قضية الحاوية الدبلوماسية” متى يتوقف السطو على تراث مصر الأثري ؟

قضية الحاوية الدبلوماسية
  • صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



جددت قضية الحاوية الدبلوماسية التي حوكم فيها الممثل رؤوف بطرس غالي، مسلسل سرقة الأثار في مصر، خاصةً بعد أن أشارت حيثيات الحكم إلى الكمية المسروقة والمتورطين فيها.

تراث مصر الأثري ليس مجرد ثقافة

الآثار المصرية
الآثار المصرية

لاشك أن تراث مصر الأثري يختلف عن الموروثات الثقافية في أي مكان أخر فهو تراث له سحره البراق الذي يجعله مطمعًا يزيد الثراء بشكل واسع ليس فقط إبان الإضطرابات السياسية وغياب الإطار الذي يحمي ما تبقى من التاريخ.

اقرأ أيضًا 
تاريخ سرقة الآثار المصرية .. طورته ضفدعة بمحض الصدفة

الأمر كان ومازال مستمر كل يوم وكل ساعة سرقات منظمة تحت رعاية رسمية ظاهرة وغير رسمية باطنة على الرغم من وجود قوانين تحجم من النبش عن الآثار والاتجار فيها إلا أن هناك حاجة ماسة إلى حماية الأثار بشكل صحيح بعد إنهيار ثقافة القيمة لهذا التراث والتي أثرت بدورها في جدية وصعوبة وضع حلول لوقف تهريبها والتعدي عليها وبيعها أو منحها عطايا لدول أخرى.

شقيق بطرس غالي ولاديسلاف سكاكال

بطرس غالي ولاديسلاف سكاكال
بطرس غالي ولاديسلاف سكاكال

ثارت في اليومين الماضيين قضية الحاوية الدبلوماسية وشغلت الرأي العام المصري ألا وهي قضية الحكم على بطرس غالي شقيق الدبلوماسي المصري والأمين العام السادس للأمم المتحدة بالسجن المشدد لمدة 30 عامًا كما ألزمته بدفع غرامة بقيمة 6 مليون جنيه وهو ما يفيد بأن حجم الآثار التي هربت خارج البلاد كان كارثيًا في ظل عدم وجود أرقام أو حصر للأثار التي قام سالف الذكر بتهريبها.

اقرأ أيضًا 
واصف بطرس غالي “مسيرة مناضل وطني مظلوم بسبب تاريخ البطارسة”

اشترك مع بطرس في قضية الحاوية الدبلوماسية أيضاً  “لاديسلاف سكاكال” القنصل الفخري الإيطالي السابق في مصر الذي حكم عليه أيضًا غيابياً بالسجن 15 عاماً وغرامة قدرها مليون جنيه في قضية تهريب الأثار إلى إيطاليا بعد أن كشفت التحقيقات تورطه هو واثنين آخرين في قضية الشحنة المحملة بالآثار التي خرجت من ميناء الإسكندرية إلى إيطاليا فالمتورطان الأصليان في خروج تلك الآثار إلى أوروبا  استعانوا برجل أعمال وزوجته يمتلكان شركة شحن وتغليف بالقاهرة ولها فروع في الإسكندرية وأسوان لتعود قضية سرقة الآثار المصرية وتحديدا الفرعونية، إلى الإعلام.

آثار كهدايا برعاية رسمية

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

تعبيرًا عن امتنانه أهدى الرئيس السابق جمال عبدالناصر معابد كاملة إلى رؤساء دول أجنبية منها معبد دندور الذى انتهى بناؤه في القرن الأول قبل الميلاد وشيد من أجل إيزيس وأوزوريس على الأغلب لكن أهداه ناصر إلى الولايات المتحدة ومكانه الآن متحف المتروبوليتان أما “معبد طافا” الذي حوته  قرية “امبركاب” النوبية أهداه ناصر إلى الرئيس الهولندي عام 1960 وأعيد تركيبه هناك عام 1971 بمتحف الآثار بمدينة ليدن كما أن معبد دابود تحصلت عليه إسبانيا في عهد ناصر وهو معبد عريق كان يقع جنوبي محافظة أسوان بالقرب من الشلال الأول على الضفة الغربية لنهر النيل وتم وضعه في حديقة “ديل أويستي” بالقرب من القصر الملكى بمدريد.

الاكتشافات الخفية والعاقبة المخيفة

الآثار المهربة
الآثار المهربة

أصبح الخطر الأكبر في نهب الأثار المصرية هو الاكتشافات التي لا نعلم عنها نحن كمواطنون عاديون شيئًا  بالفعل هناك العديد من الإكتشافات لا نعلم عنها نحن والمسؤولون بقدر ما يستطيع اللصوص العثور عليها بخبرتهم في التنبيش والاستعانة بالدجالين ومعدات الحفر التي لا تملكها حتى الدولة.

حسين دقيل
حسين دقيل

اكتشف اللصوص مدن أثرية كالتي ترجع للعصر اليوناني الروماني في المنيا والمنحوتة في الصخر بعرض ٦٠٠ متر وبطول ٢ كيلو متر وتضم العديد من المقابر الأثرية في أبو قرقاص والتي تحدث عنها  الباحث المصري د. حسين دقيل في أحد أبحاثه قائلًا:نجح اللصوص في الحفر خلسة بنطاق قرية شيبا الشرقي وتوصلوا للموقع وهذه المدينة الأثرية الكبرى التي تحوي أعمدة وكنيسة رومانية يونانية بها محراب وعمودان وصليب!.

السرقة ليست وليدة اللحظة

إقرأ أيضا
عفت السادات
سرقة الآثار المصرية
سرقة الآثار المصرية

إن إنتزاع آثار مصر ليس موضوعاً جديد ولا مستحدثاً لكنه يحتاج بلا شك إلى المعالجة والحد منه على حسب الظروف الاجتماعية والسياسية الراهنة فهو يرتبط  بقدم الآثار نفسها فبدأ إنتشال الأثار من مكانها منذ عهد الفراعنة أنفسهم وظلت مستمرة طوال القرون التالية حتى اليوم تفتستطيع ا العديد من الأوراق البردية المحفوظة في متحف فيينا.

آثار مصرية في الخارج
آثار مصرية في الخارج

بالإضافة إلى جدران المقابر الفرعونية والمعابد ان تقص علينا كيف تمت عمليات نهب آثار مصر القديمة لكنها التي لازالت مطمعًا للعصابات المنظمة والمتحكمة في التنقيب سرًا في جنوب مصر وشمالها وشرقها وغربها على مر القرون كانت أقدمها السرقات التي انتشرت في عصر الأسرات العشرين والحادية والعشرين فمنذ أكثر من 1000 عام ق .م كانت مافيا الآثار تتكون من نجاريين وفلاحين وعبيد يُسخرهم كبار الموظفين في الدولة بتحريضهم على سرقة محتويات مقابر الملوك الذين سبقوهم ثم يقدمونهم بعد ذلك ككبش فداء إذا ما أُلقي القبض عليهم.

بردية إبوت 

بردية إبوت
بردية إبوت

تقول الباحثة الاثرية يسرا أشرف في بحثها بعنوان “برديات سرقات المقابر” إن بردية “إبوت” بجانب البرديات العديد من البرديات الاخرى أشارت إلى أن اللصوص والتجار كانوا  من مختلف الفئات حيث أشترك فيها عمدة طيبة الغربية وكهنة معبد أمون وسائقين وفلاحين ونجارين والعمال وكل من عمل بالجبانة ورجال الشرطة.

وتشير يسرا إلى أن أشهر هؤلاء اللصوص  هم” أمن بن نفر أنحور نختى ” الذي سرق الكثير من المقابر وله العديد من مغامرات، بجانب التجار الذين يمثلون الذراع الأخير الذي تكتمل به شبكة السرقات وتقوم بشرائها ثم توزيعها عن طريق النيل فى مراكب ثم تذهب أخيرًا إلى الصائغين.

الكاتب

  • قضية الحاوية الدبلوماسية أحمد الأمير

    صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان