لعبة النسيان .. بين النجاح المبهر أو أزمة النسيان

“اعصري مخك بقى يا مدام وتعالى نفتكر سوا الليلة دي”

منذ صدور إعلان مسلسل” لعبة النسيان” واستدل المشاهد على قصته، وعلقت هذه الجملة التي يقولها أحدهم لبطلة العمل “دينا الشربيني”   بذهن المتفرج وفهم هذا المسلسل يدور حول فتاة بالعشرينات من عمرها فقدت الذاكرة وبورطة كبيرة.

لم يتفائل البعض بهذه التيمة التي تكررت كثيرًا بين الأعمال السينمائية والدراما التلفزيونية؛ فتاة فقدت الذاكرة تصرخ بأنها لا تتذكر من سنواتها الماضية شيئًا، وكانت مكروهة ممن حولها، وتصحو على مواجهات وصراعات ومحاولات لاستكشاف هذه الروح الشريرة التي لازمتها ولا تمت لها بصلة الآن!

طبيبة نفسية، خيانة، جريمة، مسرح جريمة، وأناس يصرخون بوجه البطلة “دينا الشربيني” على أفعال يكتشفها المشاهد بالوقت، والرهان الآن هل سيستطيع صناع العمل مفاجأة المشاهدين بأحداث غير متوقعة بهذه التركيبة المتكررة؟!

الحلقة الأولى

 استطاع المسلسل أخذ المشاهد في أحداث سريعة متتالية بأول حلقة من حلقات المسلسل كي يؤكد  رسالة واضحة أن هذا المسلسل سيختلف عن أي عمل آخر تناول مشكلات فقد الذاكرة، بل وسنعيش مع أكثر من حدوتة لشخصيات كثيرة ظهرت بأول حلقة، وعقد متشابكة بين أكثر من شخصية وضمن هذه الشخصيات بعض الأطفال، ونتوقع أن تكون مساحة أدوارهم كبيرة بالأحداث القادمة، وظهر الإعلامي شريف مدكور بأحد المشاهد وكان ظهوره لطيفا على  شاشة الدراما التلفزيونية و يناسب المشهد، وحالة ظهور عدد كبير من الفنانين بأول حلقة من المسلسل

أحداث سريعة وسنين جرت بأول حلقة؛ مشاعر الغضب تسيطر على جميع الشخصيات التي ظهرت، خيانة، حوادث وحبس أنفاس ولكن دون أن نعرف الكثير عن ماضي كل شخصية، وعن علاقة كل شخصية بالأخرى وهذا يناسب جدًا طبيعية الحلقة الأولى من مسلسل يدعو للتفاؤل.

 لم تكن سرعة الأحداث هي الوحيدة التي جعلتني أتفائل بالمسلسل، ولكن الاختيار الجيد لأبطال العمل من أسباب حماسي لمتابعته والتفاؤل له بالنجاح ، فالعمل يضم؛ النجم الكبير محمود قابيل، أحمد داود، إنجي المقدم، علي قاسم والقديرة رجاء الجداوي ومجموعة من الفنانين كان أدائهم بأول حلقة يليق بما قدموه من أعمال وخاصة الشباب منهم وكيف تطور أدائهم بالأعوام السابقة في المواسم الرمضانية بالتحديد.

دينا الشربيني بالتأكيد بجانب انتظار جمهورها ما ستقدمه كل عام أصبحت حياتها الشخصية محط اهتمام الكثيرين وربما تمثل تحدي لها كي تبذل مجهودًا أكبر لاختيار أعمالها وكي تطور أدائها، ولكن الحقيقة تقول أن مشاركة عمرو دياب بتوزيع الموسيقى التصويرية للمسلسل وحياتهما الشخصية سببًا يدعو للفضول لمتابعة المسلسل.

إقرأ أيضا

المؤلف الكبير الذي صدمني

“لعبة النسيان” اسم يدعو للتأمل والتساؤل؛ هل ما نراه من فقدان للذاكرة مرض حقيقي، أم أنه مجرد لعبة من رقية لكسب التعاطف؟..وهذه أيضًا نقطة هامة ستكون محورية بالأحداث القادمة.

المسلسل من تأليف مجموعة من الشباب يعملون بورشة تحت إشراف السيناريست تامر حبيب والعمل بالورش، وهم رنا أبو الريش، محمد المصري، يسر طاهر وهذه نقطة أخرى تجعلنا نتسائل؛ هل يمكن هذا المسلسل أن يغير فكرة البعض عن المسلسلات التي تتم بشغل الورش وبأكثر من كاتبين لنفس المسلسل؟

 وهل سينجح هؤلاء الشباب في أخذ هذا المسلسل بعيدًا عن توقعات المشاهد ويسجل نسبة مشاهدة عالية ونجاح مختلف؟ والجدير بالذكر أن العمل يتعرض لمشكلة لانسحاب المخرج هاني خليفة منه، وتم الاستعانة بوحدتين للإخراج لكل من المخرج أحمد شفيق وتامر عشري لاستكمال المسلسل،  فلعبة النسيان بكل ما تم ذكره إما أن يحقق نجاحًا مبهرًا رغم كل الظروف، أو يأخذ نصيبًا من اسمه ويصبح في طي النسيان!..وهذا ما سنعرفه بالأيام القادمة