رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
237   مشاهدة  

ليتمكن من صرف أموال التأمين.. أب يقتل ابنه باستخدام حلوى الهالويين

حلوى مسمومة


“خدعة أم حلوى؟” السؤال الشهير في ليلة الهالويين، حيث يتجول الأطفال يوم 31 أكتوبر من كل عام في الشوارع، وهم مرتدين أزياء تنكرية مرعبة، ويقومون بطرق أبواب جيرانهم ويسألونهم هل سيقدمون حلوى أم لا، وفي الغالب يقدم الجميع حلويات، حيث أنها عادة شهيرة للغاية تم سنها منذ سنوات عديدة في الكثير من الدول حول العالم، ولا يشعر الأهالي بالخوف على أطفالهم من هذه التقليد، فالجميع يفعل الشيء نفسه، إلا أنه في 1974م، حدث شيء بث الرعب في قلوب الأهالي حتى وقتنا هذا.

الهالويين الأخير لعائلة أوبريان

في مدينة باسادينا بولاية تكساس، ذهبت عائلة أوبريان المكونة من الأب رونالد أوبريان، والأم دينين أوبريان، والطفلين تيموثي وإليزابيث، لقضاء عيد القديسين عند عائلة بيتس، والمكونة من الزوج والزوجة وابن وابنة، وكان الأطفال متحمسون للغاية لبدء جولة خدعة أم حلوى، وكانت الليلة ممطرة بشدة، فقرر الأبوين اصطحاب الأطفال الأربعة في الجولة وعدم تركهم بمفردهم، وأثناء تجولهم بين المنازل، ذهبوا لمنزل مظلم مما يعني شيء من اثنان، أن اصحاب المنزل بالخارج، أو أن الحلوى نفذت منهم فيغلقوا الأنوار حتى لا يزعجهم الأطفال، ورغم ذلك قرر الأطفال أن يجربوا حظهم وقاموا بخبط الباب عدة مرات، ثم تركوه وذهبوا لمنزل آخر، ولكن رونالد قرر أن يستمر في طرق الباب، ومن بعيد لمحه صديقه جيم والأولاد وهو قادم نحوهم، وأخبرهم أن هناك شخص ما فتح الباب وأعطاه خمس قطع من حلوى شهيرة آنذاك، ووزعهم على الأطفال الأربعة واحتفظ بواحدة في جيبه، وبعد وقت قليل اشتدت الأمطار وبدأت عاصفة شديدة، لذا قرر الأباء العودة للمنزل واكتفى الأطفال بقدر الحلوى الذي حصلوا عليه من جولتهم، وبعد عودتهم للمنزل رن جرس الباب، وفتح رونالد ليجد مجموعة من الأطفال يسألون عن الحلوى، من ضمنهم طفل يعرفه من الكنيسة، فأعطاه قطعة الحلوى الخامسة التي ظلت في جيبه، وهكذا انتهت ليلة الهالويين السعيدة، التي تحولت لكابوس مظلم على عائلة أوبريان، وكانت أخر هالويين لهم سويًا.

حلوى مسمومة وجريمة قتل

قبل ميعاد النوم استأذن الأطفال الأربعة في أخذ قطعة حلوى، وكل طفل اختار قطعة مختلفة، ولكن تيموثي ابن رونالد احتار قطعة حلوى من التي أحضرتها والده من المنزل المظلم، وحاول أن يفتحها وحده ولكنه فشل بسبب أنها كانت مغلقة بإحكام من الأعلى بدبوس، فساعده والده في تناولها على الرغم من أنها كانت متكتلة ولها طعم غريب، ولكن كل ذلك لم يثر شكوك الطفل أو والده وتناولها كلها، وبعد أن ذهب تيموثي للسرير مرت دقائق قليلة وسمع جميع من في المنزل صراخه، وهو يتألم بشدة داخل الحمام وتقيأ كل ما في معدته، وبعدها بدقائق تشنج الطفل الصغير ذو الثمان سنوات وخرجت رغوة بيضاء من فمه، فطلب والده الإسعاف التي لم تتأخر كثيرًا، ولكن للأسف توفى الطفل فور وصوله للمستشفى، وبدأت تحقيقات مكثفة وأمر ضباط الشرطة بجمع الحلوى من المنازل كلها، بعد أن تأكدوا من وفاة تيموثي مسمومًا بسبب الحلوى، ولم يجدوا أي طفل آخر مصاب أو مريض في الحي كله، ولكن قطع الحلوى التي حصل عليها رونالد من المنزل المظلم، لفتت نظر رجال الشرطة، فهي لم تكن مغلقة بقفل المصنع كما هو الحال في جميع الحلويات، ولكنها كانت مغلقة بدبابيس خاصة بالأوراق، ووجدوا القطعة الخامسة التي أعطاها رونالد للطفل الغريب سليمة، حيث لم يتمكن من فتحها فنام وهي في يده.

 ظهر تقرير الطب الشرعي الذي أكد احتواء الخمس قطع من الحلوى على مُركب سيانيد البوتاسيوم السام، وأن الكمية التي تناولها تيموثي كانت كافية لقتل رجلين بالغين، والمؤسف في الأمر أن السيانيد من أشد السموم فتكًا، ويقتل بشكل مؤلم للغاية، فماذا فعل ذلك الطفل البريء ليشهد ذلك العذاب قبل وفاته؟.

حلوى

كشف المستور

كانت بداية التحقيقات من الأب رونالد أوبريان، فهو الذي تسلم الحلوى من الشخص في المنزل المظلم، وتم تأجيل التحقيق معه عدة أيام مراعاة لحالته النفسية، فهو كان منهار بعد وفاة ابنه، وعندما تماسك قليلًا ذهب لتقديم إفادته، وأوضح أنه لم يرى الشخص الذي أعطاه الحلوى، فقد كان الباب نصف مغلق ويقف وراءه شخص ذي يد مُشعرة، وأغلق الباب بعد أن أعطى الحلوى لرونالد مباشرة، وأخذ رونالد رجال الشرطة لمكان المنزل، وعلموا أنه ملك لرجل يعمل في المطار، وتم القبض عليه بتهمة توزيع حلوى مسمومة، ولكن المتهم كورتني ميلفن، تمكن من إحضار أكثر من مائتي شخص لإثبات أنه كان يعمل في هذه الليلة بالمطار، ولم يكن هناك أي أحد بالمنزل سوى زوجته وابنته، ولم يكن بحوزتهما أي حلويات لذا قامتا بإغلاق أنوار المنزل، لئلا يزعجهما الأطفال، وهذا يتضارب بشدة مع أقوال رونالد الذي صرح بأن من أعطاه الحلوى كانت يد رجل وليس سيدة، وتأكدت الشرطة من دفاعات كورتني وتم إطلاق سراحه، وبدأ رجال الشرطة في حملة تفتيش موسعة لكل بيوت الحي، ولكنهم لم يجدوا أثر لتلك الحلوى أو السم في أيًا منهم.

بدأت شكوك الشرطة تتجه لشخص آخر، وهو رونالد أوبريان والد تيموثي، الشخص الذي أعطاه الحلوى بيده، وظهرت عدة علامات مريبة تؤكد شكوك رجال الشرطة، فقد كانت تصرفات رونالد في جنازة ابنه غير مريحة على الإطلاق، حيث اهتم بالصحافة والإعلام وظهوره في التليفزيون أكثر من اهتمامه بجثمان ابنه، كما أنه تحدث مع بعض اصدقائه عن خططه لصرف أموال التأمين وقضاء إجازة بها، وعندما تواصل رجال الشرطة مع شركة التأمين علموا أن رونالد قد فعّل التأمين على حياة ابنائه في يوم 3 أكتوبر، بمبلغ عشرين ألف دولار لكل طفل، وأنه قام بالاتصال بشركة التأمين في صباح اليوم التالي لوفاة ابنه تيموثي، وسأل عن التأمين وكيف يمكنه التحصّل عليه، وهنا تأكد رجال الشرطة من شكوكهم، ولكن تلزمهم أدلة.

دلائل الإدانة

حلوى

بموجب تلك التحريات صدر قرار تفتيش لمنزل رونالد، وهناك وجدوا مقص عليه آثار بلاستيك يشبه تلك المقطوعة من الحلوى، فتم القبض عليه يوم الخامس من نوفمبر 1974م، وتم إجراء المزيد من التحريات في مكان عمله كأخصائي بصريات. في جامعة ولاية تكساس للبصريات، واكتشف رجال الشرطة أنه كان غارقًا في الديون التي وصلت لأكثر من مئة ألف دولار، وكان هناك تحقيق رسمي مفتوح في جهة عمله يتهمه بالسرقة، واعترف زملاءه بأنه كان دائم السؤال عن سم السيانيد، الذي كان يُستخدم قديمًا في تلميع النظارات، وكان يبرر سؤاله بالفضول ليس إلا، ولكن ظهر شخص يعمل في مصنع كيماويات وقال أن رونالد طلب منه شراء كمية كبيرة للغاية من السيانيد، ولكنه رفض وأخبره بأن أقصى كمية يمكنه الحصول عليها هي اثنان كيلو فقط.

إقرأ أيضا
السوشيال ميديا

بدأت محاكمة رونالد أوبريان في الخامس من مايو عام 1975م، واستمرت لمدة شهر تقريبًا، وصدر الحكم بإعدام رونالد بتهمة قتل ابنه والشروع في قتل أربعة أطفال آخرين، وحاول رونالد استئناف الحكم عدة مرات، ولكنه فشل في تخفيف الحكم حتى، وتم تنفيذ الإعدام يوم 31 مارس عام 1984م باستخدام حقنة مميتة، وحتى آخر لحظة في حياته كان رونالد يقول بأنه بريء وأن هذا الحكم ما هو إلا غلطة في حقه، وكان آخر تصريح له قبل وفاته مباشرة هو: “ما سيحدث في خلال لحظات قليلة خطأ! ومع ذلك، فنحن كبشر نرتكب الأخطاء والزلات، حكم الإعدام هذا أحد تلك الأخطاء، ولكنه لا يعني أن نظامنا القضائي برمته خاطئ، لذلك، سأغفر لجميع الذين شاركوا بأي شكل من الأشكال في موتي، وأيضًا، إلى أي شخص أساءت إليه بأي شكل من الأشكال خلال سنواتي الـ ٣٩، أصلي وأطلب مسامحتك وغفرانك، تمامًا كما أسامح أي شخص أساء إليّ بأي شكل من الأشكال، وأدعو الله أن يغفر لنا جميعًا كبشر، لأحبائي، أقدم حبي الذي لا يموت، إلى المقربين مني، اعلموا في قلوبكم أنني أحبكم جميعًا بارك الله فيكم جميعًا، وعسى أن تكون أفضل بركات الله لكم على الدوام”.

 

إقرأ أيضاً

مفارقات العصر الحديث.. نعيش تواصل اجتماعي يفتقد أبسط قواعد التواصل

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان