مجانص على حق.. الإسلام مفيهوش اغتصاب زوجي
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تريند الاغتصاب الزوجي خلاني قريت لناس محترمة بتنتع في قلبها وبتحاول تشرح مدى بشاعة الحدث.. محترم ومقدر جدًا إخلاصهم ومجهودهم.. فصعب عليا أنهم بيحرتوا في المية، لإنهم ببساطة مش عارفين السبب الحقيقي للمشكلة بالتالي مش عارفين يواجهوه، أغلبهم أتهم عبد الله رشدي إنه عدو المرأة وإنه بيشوه صورة الإسلام، ماقدرش أحدد موقفه من المرأة.. بس اللي واثق منه إنه بيقدم صورة حقيقة.
الموضوع من أوله
في موضوع سابق نوهت أني هاكتب عن أنواع الجواز عند العرب قبل الإسلام، وأدي فرصة المناسبة أن الحدوتة تدخل في سياق حوار مجتمعي داير.. وماتبقاش مجرد سرد تاريخي صرف. أزمة الجواز الحالي إنه ديني، والإسلام قايم على مرجعية فكرية/مجتمعية عربية، بالتالي عشان نفهم أزمتنا الحالية لازم ناخد غطس في تاريخ شبه الجزيرة ونشوف الناس دي كانت بتتجوز أزاي قبل الإسلام ما يحط قواعده الجديدة على أنقاض القواعد القديمة.
القواعد القديمة كانت شديدة التنوع حيث كان لدى العرب قبل الإسلام 10 أنواع للجواز (النكاح). تعالوا نتعرف على الأنواع دي حسب الترتيب الأبجدي، وهاستعين في الشرح ببعض الفيديوهات لمشايخ زي الشيخ متولي البراجيلي، الحاصل الدكتوراه في أصول الفقه، والدعاية الخليجي الشهير وسيم يوسف.
-
نكاح الأستبضاع
حسب ابن منظور (صاحب لسان العرب)، النوع ده مخصص للمتزوجات فقط وكلمة السر كانت “اذهبي إلى فلان فاستبضعي منه”، حيث كان الجوز من دول يستنظر لما الجوزة تخلص البيرود (هو قال الحيض)، ويبعتها للشخص اللي عليه العين والنية، يكون بقى فارس عنتيل أو شاعر هظبر أو تاجر ثري أو شخص ذا مكانة قبلية.. إلخ.
وده كان بيحصل لو الجوز مابيخلفش أو زي ماقلنا لو الطرف المستبضع منه ذا شأن، بالتالي لو جابت منه ولد هيساعد في رفع شأن الأسرة المستبضعة.. لأن الابن بينسب لأبوه عادي، أو هيحسن النسل لو كان الاستهداف لأسباب جينية.
-
نكاح أصحاب الرايات
ده كان مسمى خيم الدعارة وقتها، وحسب مافهمت ماكنش فيه إدارة مركزية.. إنما اللي ليها الهوى تشارك بترفع على باب بيتها/خيمتها راية حمرا، فكده يعرف الذكور في الخارج أن مرحب بهم في الداخل مقابل أجر معلوم.
والنوع ده يؤكد أن لفظة نكاح لا تعني المعايشة وإنما فقط المعاشرة الجنسية، العرب ماكنوش سايبين الموضوع ده بلا تنظيم.. إنما الاسم ده كان تحتيه إطار وقواعد معترف بها ومعمول بيها.
-
نكاح البدل
نوع من النكاح بسيط في شرحه، جوز عرب يقرروا يبدلوا مرتاتهم لمدة محددة، واحد منهم ياخد المبادرة ويقول لأخوه العربي: “انزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي”، فلو العربي دوكها حابب يبدل قشطة. وده سهل نعرفه عن طريق النص القرآني اللي حرمه.
لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52 – الأحزاب).
فلما تقروا عن حادثة من النوع ده بلاش والنبي تتهموا الغرب.. ده تراث عربي صرف.
-
نكاح البعولة
ده النوع اللي الإسلام اعتمده فوصل لنا النهارده، الراجل من دول يروح يقابل الراجل التاني يطلب منه وليته (بنته، اخته، بنت أخوه.. إلخ).. فيحدد لها مهر (بناء على جمالها وحسبها ونسبها)، يدفع العريس المهر.. ويتم إعلان فلان بعلًا لفلانة.
-
الرهط
مبدئيًا الرهط ده وحدة رقمية غير دقيقة (من تلاتة إلى عشرة)، نكاح الرهط كان بيستلزم سِت صنديدة تحتمل الوطء جدًا، يدخل عليها رهط من الرجال.. فيضاجعها كل منهم، بس مش أورجي.. بيتعاملوا على التوالي مش على التوازي. وطبعا كان فيه سيستم للتعامل مع المواليد، وهو أن السِت بتنسب المولود للراجل اللي هي تختاره من الرهط.. وكان كلامها بيُعتمد.
-
نكاح الشغار (المقايضة)
كان منتشر حداهم.. وهو كان نوع بسيط في مفهومه ومافهوش قلق، وموفر جدًا للرجالة، حيث كان الراجل من دول عنده بنت أو أخت تحتمل الوطء.. فيميل على صاحب يكون عنده نفس الوضع يعرض عليه يقايضوا المُزتين ببعض، وبيعتبروا أن كل عروس هي مهر التانية. عشان كده فيه ناس كانت مسمياه نكاح المقايضة.
-
نكاح المخادنة
ده يتفك النهارده بالرَفَق، ويقول البعض أنه نكاح منقوص أو غير مكتمل، سوفت سكس، وهناك مثل عربي قديم بخصوص نكاح المخادنة بيقول: “ما استتر فلا بأس به، وما ظهرَ فهو لؤم”، بس ماقدرتش أفهم ليه النوع ده تحديدا كان داير في الخبيني.
عمومًا هو ده النوع اللي نزل فيه النص: وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ (151-الأنعام).، ونصوص تانية هتلاقوا فيها لفظة (الخدن أو أخدان).
- نكاح المساهاة
مالهوش ذكر غير عند أبو حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة، وهو عبارة شخص يقع في الأسر فاللي أسره يفك أسره مقابل إنه يجوزه واحدة من طرفه.. وتبقى حريته هي مهرها.
- نكاح المضامدة
ده للظروف الصعبة، السِت من دول بسبب الجفاف أو القحط تروح تستنكح من كام واحد غير جوزها لزوم المؤن، كان مستنكر شوية.. بس حقق انتشار في القبائل الفقيرة، وكان معروف أن الست من دول بترجع في الأخر لجوزها الفقير.
- نكاح الوراثة (المقت)
النوع ده أغلب المصادر قالت إنه ورد على شبه الجزيرة من بلاد فارس، كان لما راجل يموت وله زوجة وأولاد.. يجوز لأبنه (خصوصا الكبير) إنه يرمي عبيته عليها، بكده يبقى وقف حالها.. ينفع يورث هو حق نكاحها أو يستنى لما يجيلها ناكح تاني وياخد هو مهرها.. أو يركنها كده بلا نكح لحد ما تموت ويورث فلوسها.
توضيح لغوي مكرر.. بس مهم
من العشر أنواع دول إحنا يخصنا بس النوع رقم 4، أيوه بتاع ريا وحسب الله، هو ده اللي الإسلام اعتمده كجواز شرعي. وهنا خلونا نأكد أن العرب ماكنوش بيستخدموا مصطلح جواز إنما بيستخدموا كلمة نكاح، والنكاح في لغتهم لا يعني الحياة المشتركة (المعنى المفهوم ضمنًا من الجواز دلوقتي) إنما بيعني العلاقة الجنسية تحديدًا.
النكاح عند المذاهب الأربعة
بالرجوع لكتاب الفقه على المذاهب الأربعة، للفقيه عبد الرحمن الجزيري (1882-1941)، نلاقي تعريف شبه متفق عليه: (أن عقد النكاح وضعه الشارع ليرتب عليه انتفاع الزوج ببضع الزوجة وسائر بدنها من حيث التلذذ، فالزوج يملك بعقد النكاح هذا الانتفاع ويختص به ولا يملك المنفعة، والفرق بين ملك الانتفاع وملك).
إحنا بقى خدنا من العرب نكاح البعولة، لأن الإسلام اعتمده، وخدنا من الفقه مذاهب الأئمة الأربعة، لأن المماليك اعتمدوهم، وبنتجوز على مذهب أبي حنيفة تحديدا عشان السلطة المصرية اختارته وهي بتستحدث نظام توثيق عقد النكاح سنة 1930.
ما هو الفقه؟
الفقه هو فهم المؤمنين لنصوص وتعاليم ديينهم، والفقه الإسلامي منذ عهد الظاهر بيبرس اقتصر على أراء أربع مذاهب مافيش غيرهم (شافعي، مالكي، أبو حنيفة، أبو حنبل)، وعمليًا الفقه ده رأي/فهم أشخاص للنص.. بالتالي هو مش مقدس، بس من وقت غلق باب الاجتهاد وتجمد الفقه تم تقديسه تدريجيا وبقى يتم اعتباره جزء من الدين.
وهو اللي على أساسه حاصلة الأزمة الحالية، بالتالي إحنا كمجتمع قدامنا حلين:
- حل عملي.. وهو الاعتماد على الجواز المدني وترك الجواز الديني بكل مشاكله.
وده في أيد المشرعين، مجلس النواب، عبر سلطتهم التشريعية.
- إعادة فتح باب الاجتهاد بسرعة عشان ننتج فقه جديد بدل اللي كمكم من الكتمة (مقفول عليه من حوالي خمس قرون).
وده في أيد المؤسسة الدينية بقيادة الأزهر، أيوه اللي نظم مؤتمر عالمي لمناقشة التجديد في الفكر الإسلامي.. فشيخ الأزهر قضى المؤتمر يدافع عن التراث بوصفه سر النجاح.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال