همتك معانا نعدل الكفة
836   مشاهدة  

محرم فؤاد مشروع نجم لم يتحقق أبدا

محرم فؤاد


عام 1959، كان الجميع يتوقع أن هذا الشاب ذو الصوت الجميل والأداء والاحساس العالي أن ينافس عبدالحليم حافظ على زعامة الأغنية في مصر، محرم فؤاد اسم أرق حليم في تلك السنة وظل يترقب صعوده، ولكن الغريب رغم أن كافة عوامل الصعود والنجومية كانت متوفرة امام الشاب محرم فؤاد إلا أنه للأسف لم يصبح نجم ولم ينافس عبدالحليم بل ظل ينافس للبقاء على الساحة.

محرم فؤاد الذي ولد في بولاق الدكرور وعاش في شبرا، وبدأ حياته الفنية مبكرا، حيث كان يغني في الأفراح والموالد، قبل أن ينتقل على يد عبدالرحمن الخميسي إلى السينما بديلا لعبدالحليم حافظ الذي رفض أن يقدم دور حسن المغنواتي في فيلم حسن ونعيمة، فتم الاستعانة بوجه جديد لتصبح مغامرة سينمائية بقيادة بركات والخميسي وعبدالوهاب الذي أنتج الفيلم.

YouTube player

بعيدا عن مسيرة محرم فؤاد الفنية، فلماذا هذا الرجل لم يصبح نجم صف أول ذائع الصيت، كيف لمطرب قدم ما يقرب من 900 أغنية لا يتذكر الجمهور منها إلا أقل القليل ربما أقل من أصابع اليدين؟ ربما السر كما يقول البعض أن محرم فؤاد كان صوت جيد للغاية ولكنه يفقد شيء شديد الأهمية للفنان وهو القبول، عدم نجاحه السينمائي بسبب أن كاريزمته لم تكن قوية، أثر في نجوميته في عالم الغناء.

هناك العديد من المطربين أصحاب الأصوات العظيمة لم ينجحوا سينمائيا مثل محمد قنديل ومحمد رشدي ولكنهم نجحوا طربيا، استطاعوا التأثير والبقاء في وجدان الجمهور بعدد كبير من الأغاني، ولكن لماذا محرم فؤاد لم يبقى مثلهم، ربما لان محرم وقع في تلك المنطقة الوسطي بين الغناء الكلاسيكي العاطفي والشعبي، فصوته يحمل جينات شعبية صرفه ولكنه أصر أن يقع في منطقة المطرب العاطفي فكأنك تشاهد فيلم الصوت لا يليق على الصورة.

YouTube player

وتلك النقطة تحملنا إلى منطقة الاختيار، في البداية اختيارات محرم كانت تميل للجانب الكلاسيكي العاطفي، في الكلمات رغم أن الملحنين أمثال محمد الموجي كانوا يصنعون ألحان تليق على صوت محرم فؤاد ذو المسحة الشعبية وأراهن أن الكثير نصحوا محرم فؤاد بالغناء في تلك المنطقة ويبتعد عن منطقة نفوذ حليم، ولكنه لم يوافق في البداية.

بعد فترة انتقل فؤاد أخيرا إلى المنطقة الشعبية، وهنا بالفعل نستطيع أن نقول إنه حقق النجاح المطلوب فأغاني زي غدارين وتعب القلوب وانا عايز صبية وكله ماشي، استطاعت أن تظل خالدة في وجدان الجمهور لأنه لأول مرة يغني من المنطقة التي تليق عليه بالفعل.

ولكن هل تلك الأمور فقط هي ما أبعدت محرم عن النجومية، إذا كانت الكاريزما هبة لا يتم اكتسابها، وإذا كانت الاختيارات السيئة يمكن تعديلها، ولكن التركيز في الفن، وعدم إضاعة الوقت في صراعات غير فنية هي فضيلة ربما يجب أن بتمتع بها الفنان الذي ينوي البقاء على القمة، محرم فؤاد حياته الشخصية استهلكت الكثير والكثير من طاقته التي كان من الواجب أن يتم استثمارها في الغناء ولكنها أهدرت على أشياء أخرى.

إقرأ أيضا
مومياء تولوند
YouTube player

محرم فؤاد مشروع ذلك النجم الذي ظل مشروع يقترب ويبتعد ولكنه لا يتحقق أبدا، رغم مكانته المميزة في الطرب إلا أنه لم يستطيع أبدا أن يحقق ذلك المشروع ” النجومية” وإن كان تحقق كمطرب بالفعل قدم كل ألوان الغناء من الشعبي حتى القصيدة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان