محمد إبراهيم يسري ورنا رئيس وسر الخفة في نجيب زاهي زركش

تجاوزنا -بحمد الله- حالة التفكك التي شهدتها الحلقتين الأولى والثانية من نجيب زاهي زركش ، تلك الحلقات التي شهدت مط وتطويل غير مفهوم فقط للتمهيد للأزمة الرئيسية، حلقتين بالكامل للتعريف بشخصية نجيب زاهي زركش وعالمه المخملي المترف -وهذه ليست نقيصة- فقط، ورغم المط والتطويل غير المبرر، واعتماد عبدالرحيم كمال والمسلسل بشكل عام على اسم وتاريخ يحيى الفخراني إلا أن وسط هذا الكم من الملل كان هناك عنصري جذب.

الأول هو محمد إبراهيم يسري، الممثل الشاب بحضوره الواضح القوي الخفيف على نفسية المشاهد البسيط وغير المتكلف، والمتمكن من شخصية الشاب منعدم الشخصية المتردد الجبان أمام سلطة والدته الكاسحة.

اقرأ أيضًا 
الحلقة الأولى بين لعبة تامر محسن ومشكلات زركش وورطة بين السما والأرض

يقدم محمد إبراهيم يسري تلك الشخصية دون تكلف، وهي واحدة من الشخصيات التي قد يظن البعض أنها سهلة، ولكنها تحتاج إلى ممثل يدرك تماما كيفية السيطرة على الشخصية، لأنها تسير على صراط على جانبه الأيمن فخ الاستسهال والتقليدية، وعلى جانبه الأيسر فخ المغالاة والافتعال.

ريأكشنات بسيطة وصحيحة، التلاعب بنبرة الصوت، بأقل القليل من تعبيرات الوجه ينقل لنا مؤنس مشاعره وافكاره وشخصيته، تلك الشخصية التي قدمها محمد إبراهيم يسري ليجعلك تتعاطف معها وتشعر معها بالألفة لدرجة أنك تنتظر بشغف تلك اللحظة التي سيتمرد فيها على سلطة والدته المقيدة.

العنصر الثاني هو شريكته في الخفة ومعادله الموضوعي وكفة الميزان الأخرى رنا رئيس، التي تقدم شخصية نانسي شقيقة مؤنس، والتي على العكس منه، فتاة لديها شخصية وقوية وتستطيع أن تعارض وان تتحدث وان تنفذ ما تريد وخارجه عن سيطرة والدتها.

وهي أيضا تسير على نفس الصراط الذي يسير عليه محمد إبراهيم يسري، فهي إما أن تقع في كلاشيه الفتاة القوية -المستعفية- أو تقع في مشكلة سطحية الشخصية ولكنها بحرفية شديدة مزجت بين طابع الفتاة الرقيقة وبين قوة الشخصية.

إقرأ أيضا

“مترو غزة” وحديث لن يعجب إسرائيل

تقدم رنا رئيس شخصية نانسي بابتسامه غير متصنعة ورقة طبيعية تتلاءم مع الشخصية وأفكارها، وخفة دم وتعبيرات وجه تقنعك أن تلك الفتاة تجاوزت المراهقة منذ أيام قليلة لتقتنع أنك امام فتاة جامعية تعلم ما تريده وتعرف كيف تقبل ومتى ترفض، في سيطرة شديدة على الشخصية ومفاتيحها.