رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
612   مشاهدة  

محمد فتوح .. تجربة فنية قصيرة العمر جميلة المعنى

محمد فتوح
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



في هذا الأسبوع طغى على الأحداث موت الدكتورة نوال السعداوي، والذي سبب حالة من الجدل ما بين محبيها وما بين المعترضين على أفكارها، لكن سندع هذا الأمر جانبًا وسنحاول أن نطل على جانب فني خفي في عائلة الدكتورة نوال السعداوي وهو زوج ابنتها الراحل دكتور محمد فتوح والذي توفي عام 2008 تاركا لنا تجربة غنائية متمثلة في ألبوم بعنوان ” في أول شهر يناير”.

في مضمار الغناء توجد عدة تجارب تغلب عليها الهواية لا تنظر إلي أمر الغناء بشكل احترافي، تظل أغلب تلك التجارب إن لم يكن كلها أما حبيسة أدراج صناعها أو يتم تداولها بشكل بسيط بين الأصدقاء والمعارف فقط، وهذا ما يمكن أن نطلقه على تجربة الدكتور محمد فتوح الذي كان يوجه اهتمامه الأكبر صوب دراسته الأكاديمية، وكان الغناء والتلحين بمثابة الهواية التي يمارس فيها شغفه.

بدأت علاقة محمد فتوح بالفن عندما قدم نفسه بصفته مطربًا للدكتورة رتيبة الحفني وقت ما كانت رئيس دار الأوبرا، واستمعت إليه يؤدي بعض أدوار سيد درويش وأثنت على صوته وقررت ضمه إلى فرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو سليم سحاب أواخر عام 1989.

لم يكن فتوح مطربًا وحسب بل ملحنًا وعازفًا ماهرًا للعود بحسب ما ذكرت زوجته الدكتور منى حلمي، حيث بررت تأخر ظهور ألبومه الغنائي بسبب انشغاله بدراسته الأكاديمية حيث حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم البيئية من جامعة عين شمس، ليتفرغ بعدها لإتمام مشروعه الغنائي المتمثل في ألبوم “من أول شهر يناير”. 

اقرأ أيضًَا …. أعز الولد وجبه سينمائية لطيفة دمها خفيف.

لا يمكن الوقوف على تاريخ بعينه لمعرفة متى بدأ العمل على تسجيل هذا الألبوم، لكن بالمرور على أغنياته الثمانية سنجد تأثره الشديد بتجارب الوسط الغنائي في الثمانينات من حيث تنوع أفكار ومواضيع الأغاني حيث ضم بجانب المضامين العاطفية مضامين أخرى اجتماعية وإنسانية.

استعان فتوح ببعض المقربين منه في كتابة أشعار الألبوم حيث كتبت زوجته الدكتورة منى حلمي خمس أغنيات بالإضافة إلي صديقه الشاعر سمير الأمير الذي كتب أغنيتان وكان نصيب الشاعر ماجد يوسف أغنية واحدة.

بالمرور على كلمات الأغاني يبدو فتوح معنيُا بمضمون الكلمة حيث انتقى أغنيات جمعت ما بين شعر الأغنية وشعر العامية وضح هذا في أغنيات “يا حلم واحد” التي كتبها سمير الأمير وتعتبر أفضل أغنية في الألبوم، بالإضافة إلي أغنية “حصار” التي كتبها الشاعر ماجد يوسف، أما بقية أشعار د منى حلمي فغلب عليها المضمون العاطفي بمفردات كلاسيكية  أكثر مثل أغنية “شمسك بتدفي مهجتي” و”قلبي نادالك” ويبدو أنها كانت تعبر عن قصة حبهما من خلال تلك الأغنيات.

YouTube player

قام فتوح بتلحين وتوزيع الألبوم بالكامل ووضح تأثره الشديد بتجربة الموسيقار “جمال سلامة” حيث تماست بعض أغاني الألبوم مع طريقته في التلحين والتوزيع الذي تم تنفيذه على طريقة اوركسترا الفرد الواحد حيث نفذت أغلب الموسيقى بالكي بورد وندر الاستعانة بالآلات حية عدا أغنيتان فقط، ولا نعرف هل هذا بسبب قلة الإمكانيات المادية المتاحة أمامه أم أنه ينتمي إلى المدرسة التي تفضل تنفيذ أغلب الموسيقى بأنفسهم، لكن تظل المشاكل التقنية في تسجيل الغناء ودمج “ميكس” الموسيقى هي نقطة الضعف الواضحة في الألبوم، وضيف على ذلك مساحة صوته البسيطة جدًا التي تشبه خامة صوت الملحن وجيه عزيز، وكان من الممكن أن يستعيض عن تنفيذ الموسيقي بشكل إليكتروني بغناء الألبوم بمصاحبة اّلة العود فقط. 

الرحيل بسبب الإهمال الطبي

تروي زوجته الدكتور منى حلمي رحلته مع المرض فتقول “أنه كان يعاني من تليف في الكبد ونصحه الأطباء بأن الحل الوحيد هو إجراء عملية زراعة كبد ،  والحقيقة أنه كان يمكن أن يعيش دون هذه العملية  حيث أن درجة تليف كبده  بسيطة جدا، وقد تعذب وعانى من إهمال ما بعد العملية  لمدة أربعة شهور ، ثم مات في ريعان شبابه  بعد تدهور حالته ، وقد دفع ملايين الجنيهات وباع كل ما يملك هو والأسرة ، من أجل أن يعيش لكن الأطباء ، جعلوه يدفع ثمن أن يموت ، قمت بتوكيل محامي رفع قضية ضد المستشفى والأطباء الذين تعاملنا معهم وبعد ما يقرب من 8 سنوات ، خسرت القضية وفازت المستشفى وأعوانها”

إقرأ أيضا
ميا خليفة

كانت وصية الدكتور محمد فتوح وهو على فراش المرض إهداء الألبوم إلي الإذاعة المصرية رغم أنه يملك بعض الذكريات السيئة معها حيث رفضت الإذاعة اعتماده كمطرب في أحد السنوات ثم واصلت رفضها للألبوم نفسه بحجة انه غير معتمد من الإذاعة والتليفزيون.

بعد رحليه واصلت زوجته محاولاتها لإهداء الألبوم إلي الإذاعة التي ماطلت كثيرًا وطلبت نسخة أنقى وأوضح للألبوم حتى قبلت الإهداء أخيرًا في أواخر عام 2020 بعد محاولات دامت أثني عشر عامًا، وقررت بعدها زوجته نشره على قناة خاصة على موقع اليوتيوب يمكنكم الإستماع إليه كاملًا من هنا.

فلترقد روحك في سلام

الكاتب

  • محمد فتوح محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان