2٬378   مشاهدة  

ما بين صاحب مسجد المؤيد شيخ وابنه .. القاتل والقتيل في نفس القبر

مسجد المؤيد شيخ
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في حب مسجد المؤيد شيخ الواقع بجانب باب زويلة قال المقريزي «هو الجامع لمحاسن البنيان، الشاهد بفخامة أركانه وضخامة بنيانه على أن منشئه سيد ملوك الزمان، يحتقر الناظر له عند مشاهدته عرش بلقيس وإيوان كسرى أنوشروان، ويستصغر من تأمل بديع أسطوانه الخورنق وقصر غمدان».

صاحب مسجد المؤيد شيخ

منبر جامع المؤيد شيخ
منبر جامع المؤيد شيخ

مؤسس المسجد هو المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي الجركسي، من مواليد 1368 م، جاء إلى مصر في سن الثانية عشر واشتراه تاجر المماليك محمود شاه اليزدي، ليرشحه إلى الأمير برقوق قائد العساكر، وفي تلك المرحلة تعلم المؤيد كافة فنون القتال، ليتدرج في كافة الوظائف الإدارية حتى وصل إلى منصب نائب طرابلس ونائب الشام.

اقرأ أيضًا
رحلة البحث عن قبر طومان باي .. يُدَاس عليه يوميًا منذ 500 سنة

في سنة 1412 م تولى المؤيد شيخ حكم مصر في فترة عاصفة بالصراعات والمؤامرات التي طالته هو شخصيًا وكان الثمن هو قتل ابنه؛ وبعد أن تولى حكم مصر بـ 3 سنوات أسس الجامع الذي كان في السابق سجنًا دخله المؤيد ونذر أنه حين يخرج منه سيحوله إلى جامع.

مدخل المسجد وبه الباب المنقول من مدرسة السلطان حسن
مدخل المسجد وبه الباب المنقول من مدرسة السلطان حسن

اللافت في جامع المؤيد شيخ أن في الأصل هو باب جامع السلطان حسن واقتضت عملية نقل الباب 500 دينار، وعلل الدكتور حسن عبدالوهاب هذا التصرف بأن هذا بناءًا على نصيحة المهندسين، وآخرون قالوا أن باب السلطان حسن كان غير منتفع به.

حين كان المصريون لا يحبون مسجد المؤيد شيخ

لوحة الصلاة في جامع المؤيد
لوحة الصلاة في جامع المؤيد

يشير بن إياس في كتابه بدائع الزهور أن أضرارًا كثيرة طالت المصريين بسبب بناء الجامع وعلة هذا أن بناء المسجد كان من الرخام وأمر المؤيد شيخ والي القاهرة وقادته بمهاجمة بيوت الناس وأعيانهم لأخذ الرخام غصبًا ويقول بن إياس «وصار المؤيد يكبس الحارات التى بها بيوت المباشرين، وأعيان الناس بسبب الرخام، وكان التاج والى القاهرة يهجم على الناس فى بيوتهم، ومعه المرخمون عمال الرخام، فيقلع رخام الناس طوعاً أو كرهاً، وأخرب دوراً كثيرة، وباب السلطان حسن الذى خلعه، جعله على باب جامعه، وأخذ التنور الكبير النحاس النجفة منها أيضاً، ودفع فى الباب والتنور خمسمائة دينار».

وقائع متعددة يسردها بن إياس في تاريخه حول موقف المصريين من الجامع، إذ سموه المسجد الحرام كوصف رافضٍ لممارسات رجال المؤيد شيخ، وحين كان يلقى القبض على أي مواطن متهم بوصف مسجد المؤيد شيخ بالجامع الحرام يبرر مقولته بأنها مدح في المسجد وتشبيهه بالمسجد الحرام في مكة.

مسجد المؤيد شيخ ومأساة الابن مع أبيه

إقرأ أيضا
قهوة خفاجي في الإسكندرية
قبر المؤيد شيخ وابنه
قبر المؤيد شيخ وابنه

لم تكن فكرة قتل الأبناء خاصة بسلاطين الدولة العثمانية فقط وإنما طالت المماليك أيضًا، فالمؤيد قتل ابنه إبراهيم بسبب خوفه من منافسته على السلطة، وبدأت بمشاركة إبراهيم للمصريين في أزماتهم لدرجة جعلته يشارك في جنازات ضحايا الطاعون الشهير، فضلاً عن أن إبراهيم كان قائد جيش المماليك الذي أمن حدود مصر.

قام الدودار الكبير بنصيحة المؤيد شيخ بضرورة قتل إبراهيم تحسبًا للانقلاب وهو ما فعله المؤيد شيخ ويصف بن تغري بردي في كتابه «النجوم الزاهرة» أن موت إبراهيم الصارمي جعل الناس يحزنون عليه وندم السلطان على ذلك وشهد الصلاة عليه ثم دُفِن معه في نفس المكان بعد عام من قتله.
أما جمال الغيطاني خلال كتابه «ملامح القاهرة في ألف سنة» قال «مدفن السلطان المحاط بسور خشبي، ومدفن إبراهيم الأصغر منه حجمًا، قتل الأب ابنه حتى لا يلي الحكم بعده، وجمعتهما هذه الرقدة الأبدية».

الكاتب

  • مسجد المؤيد شيخ وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
6
أعجبني
2
أغضبني
1
هاهاها
2
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان