مسرحية الخال فانيا .. قصة أول تعاون بين مصر والاتحاد السوفيتي مع أبو الفنون

جرى دائمًا تعاون فني بين مصر والاتحاد السوفيتي كان أشهره فيلم الناس والنيل ليوسف شاهين، لكن نواته كان من خلال مسرحية الخال فانيا عام 1963م، للمؤلف الروسي أنطون تشيخوف، وقد ترجمها محمد العناني وسمير سرحان؛ وأخرجها السوفيتي لسلي بلاتون بالتعاون مع الفنان كمال ياسين.

قصة مسرحية الخال فانيا

تدور أحداث مسرحية الخال فانيا(1)، عن البروفيسور سيريبرياكوف، وهو دجال ينتحل شخصية عالم كبير وهمي، ينجح في النصب على ابنته سونيا وخالها فانيا، فيسلبهم المال لينفقه في حياته مع زوجته الجديدة هيلينا، إذ كان الخال فانيا يتولى إدارة ملكية سونيا التي ورثتها من أمها الراحلة، زوجة سيريبرياكوف الأولى.

تتصاعد أحداث مسرحية الخال فانيا عندما يكتشف فانيا وهيلينا –زوجة سيريبرياكوف– واللذان يعيشان حبًا صامتًا، حقيقة البروفيسور النصاب، ويندم فانيا على السنوات التي أمضاها في مساعدته مضيعًا ملكية سونيا ابنة اخته الحبيبة، ولا يفيد الندم بعد فوات الأوان إذ لم يعد ممكنًا تصحيح الخطأ.

تصبح سونيا على حافة الإفلاس بسبب ذلك، فيشتد غضب فانيا لدرجة التفكير في قتل سيريبرياكوف بعد أن قرر الأخير بيع الملكية والحصول على ثمنها والانتقال للعيش في المدينة؛ لكن تقنعه زوجته الجديدة بالرحيل وترك الملكية، فتستعيد سونيا وخالها حياتهما المعتادة في مساعدة الآخرين، متناسين ما كان.

كواليس ممثلين مسرحية الخال فانيا

شارك في تمثيل مسرحية الخال فانيا حسب الظهور كلٍ من: «محمد الدفراوي، علية الجزيري، عبدالله غيث، محمد الطوخي، حسن البارودي، سهير البابلي، سميحة أيوب، ناهد سمير، فهيم سليمان».

اقرأ أيضًا
عن يوم عرض فيلم أولاد الذوات “كواليس أول عمل سينمائي ناطق في مصر”

قام يوسف جبرا محرر مجلة الكواكب بجولة في كواليس المسرحية  قبل رفع الستار وقال أن كان المخرج الروسي يهز رأسه بعلامات الرضا باستمرار وهو يراجع عملية إعداد المناظر، كان واضحًا أنه يقدر جهد العاملين وراء الستار.

وعلق يوسف جبرا على مسألة تقدير العاملين وراء الستار بقوله «والحق أنهم الجنود المجهولون في المسرح دائما ورغم أن أقل خطأ يصدر منهم يمكن أن يقلب مزاج المتفرجين ويطلق أقلام النقاد باللوم على المخرج ومدير المسرح، كنا نشعر في جولتنا أن عيونهم تقول لنا نحن هنا فلا تنسونا عندما تتحدثون عن النجوم، وها نحن نعمل».(2)

على صعيد الممثلين فقد كانت كواليسهم كثيرة، فسهير البابلي كانت مع ابنتها الصغيرة التي فرحت بالمرجيحة التي ظهرت في الفصل الأول، ولم تلبث أن قامت سهير، لتمرجحها قليلاً قبل أن يرتفع الستار.

فيما كانت الفنانة علية الجزيري تطلب تغيير إبر التريكو ، التي تظهر بها فى الفصل الأول، لأنها من النوع القصير ذى الحدين وتشكها، في يديها باستمرار؛ أما ناهد سمير والدة فانيا في المسرحية فقد لفت نظرها بعض المؤثرات الصوتية التي تراها لأول مرة ومنها طبلة، معلقة بحبال وحول إطارها سياج من السلك في داخله كرات عديدة هذه الطبلة تستخدم في تمثيل صوت الرعد.

أما عبدالله غيث ومحمد الدفراوي وحسن البارودي فكان يجمعهم غرفة ماكياج واحدة، وكانوا مشغولين بفرز ذقونهم، التي اختلطت ببعضها البعض على المائدة أمامهم، بينما راح الماكيير محمد فرید، يلطخهم بالمساحيق والمعاجين يمينًا وشمالاً.

يوم العرض

في منتصف ديسمبر 1963م وعندما تم عرض المسرح كان مسرح الجمهورية نصف ممتلىء بالجمهور بصفة عامة، وتلك كانت نسبة إقبال لا بأس بها بالنسبة للمسرحيات المترجمة والخالية من أنواع الاثارة بالذات على أن الاخراج ممتاز ولو أنه كلاسيكي لا يرضى بعض تلاميذ المدرسة الحديثة.

إقرأ أيضا

مأزق “الأونروا” .. المنظمة الإنسانية تضيق ذرعًا بالكيان الصهيوني

ومما لفت نظر محرر الكواكب جودة الصوت، فالصوت رغم عيوب مسرح الجمهورية كان واضحًا حتى الهمس كان مسموعًا ومن ميزات مسرح الجمهورية الأبواب المبطنة التي تمنع الأصوات الخارجية من الدخول، لكن له عيوبه فى نفس الوقت ومنها ان المسرح نفسه ليس به الاستعداد الميكانيكي الذي يلائم رواية تحتاج لديكورات متعبة مثل هذه الرواية مما كان سببا في أن تطول الاستراحة، بين الفصول الى حد غير معقول وهذه نقطة في جانب الذين كانوا يرون إخراجها بطريقة حديثة والاعتماد على ديكورات رمزية.

بعد نزول الستار الأخير في الليلة الأولى ظهر المخرج الروسي على المسرح فحيا الجمهور ثم أبطال المسرحية ، وأثنى على مجهود كمال يس في الإخراج، وكانت باقات ورود التهنئة تحيط بالجميع.

(1)  شامخ الشندويلي، مسرحية الخال فانيا، موقع بالعقل نبدأ، (د.ت)
(2)  يوسف جبرا، أبطال أول مسرحية في الموسم الجديد .. سينسى الناس وجوههم، مجلة الكواكب، عدد 644، يوم 3 ديسمبر 1963م، ص41.