عندما أدت الطعمية إلى إيقاف مسرحية بركليس لشكسبير في شارع الهرم “ظنوا أنها برجر”

انقشع ظلام السماء بأول ضوء مع فجر يوم 17 يوليو عام 1973 م ومع بدء شروق الشمس تراص أبطال مسرحية بركليس عندما صدح صوت الزيت وفيه أقراص عجين الفلافل، وتم قليها.

اقرأ أيضًا 
شكسبير أعظم من كتب للمسرح.. عمل جزارًا واتهموه بسرقة الأرانب والغزلان

سرى في الجو رائحة ممزوجة بالفول المدشوش والسمسم، وتم رصها في الصاج الخاص بها وتلاقفها أبطال مسرحية بركليس لأخذها ساخنة وطازجة نظراً لأن أن كل قرص يحتوي على البروتين النباتي وتساعد تلك الأقراص في إزالة الجوع، كذلك ظنوا أنها برجر بريطاني.

إلغاء مسرحية بركليس من الهرم

أوقف 20 قرصًا من الطعمية عرض مسرحية بيركليس التي تقوم بها فرقة بروسبكت المسرحية البريطانية على مسرح أبو الهول في الهرم بعد أن فاجئت 7 من ممثلي الفرقة آلام في المعدة تناولوها من وجبة الإفطار التي احتوت على الطعمية.

كان من ضمن المصابين الممثل ديرك جاكوبي والممثلة مارلين تايلرسون بطلا المسرحية وهو ما دفع مدير الفرقة إلى الظهور على المسرح وإعلان أسفه الشديد لإلغاء تقديم هذه المسرحية نظرًا لظرف طارئ أصاب أبطالها وتقديم رواية أخرى بدلاً منها من روائع شكسبير وهوي حلم ليلة صيف ومثلتها المجموعة التي لم تكن من طاقم الفرقة التي تناول الطعمية.

نفس الوجبة أوقف قائد أوركسترا إنجليزية في يونيو عام 1973 م بحسب صحيفة الأهرام وقتها، وكانت تزور مصر لتقديم أعمالها في قاعة سيد درويش بالهرم لكن قائد الأوركسترا اختفى بعد عزفه مقدمة السيمفونية وعاد بعد 45 دقيقة ليقود الأوركسترا من جديد بعد أن أجريت له الإسعافات.

مسرحية بركليس

تظل مسرحية بركليس إحدى أكثر الروايات التي تثير اللغط في مسيرة وليم شكسيبر إذ أنكر الكثيرون نسبتها إليه وسرعان ما أثبتوا أنه كتبها، كون أنها طُبِعَت وهو حي.

طُبِعَت رواية بركليس التي تحكي قصة حياة بركليس أمير صور مرتين على حياة عين وليم شكسيبر و3 مرات بعد وفاته، ثم تم إضافتها إلى مجموعة مؤلفاته عام 1664 م أي بعد بعد وفاة شكسبير بخمسين سنة، وتم تمثيل الرواية على المسرح أكثر من مرة وكانت مصر من ضمن الدول التي تمثيلها على مسارحها عن طريق فرقة بروسبكت البريطانية لكن العرض تم إلغاءه بسبب الطعمية.

إقرأ أيضا

“صور” يوم أن لعب الفنانون كرة القدم مع موظفين التلفزيون في مصر

اقرأ أيضًا 
إلى المدعو أفيخاي أدرعي .. الطعمية المصرية أقدم من بني إسرائيل

قبل ألفين سنة عرفت مصر الطعمية عن طريق الأقباط حين اخترعوها لتكون لهم طعاماً في أيام صومهم الذي يمنع عنهم فيه تناول أي شيء فيه روح مثل الأسماك والدواجن واللحوم، فكان لابد من إيجاد نوع آخر من الطعام يكون فيه عناصر غذائية متكاملة، فجاء اخترع الطعمية والتي أطلقوا عليها اسم «فا ـ لا ـ فل»، وهو اسم قبطي معناه «ذات الفول الكثير»، واستمرت الفلافل موجودة في مصر على هذا الاسم حتى دخول العرب وتغير اسم تلك الأقراص من فلافل إلى طعمية، وجاء اسم الطعمية اشتقاقاً من كلمة «طعام»، ثم عاد اسم فلافل مرة أخرى عن طريق الإسكندرية لأن له صلة بالفول.