رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬112   مشاهدة  

نساء في زمن النبي (5) .. الخنساء الشاعرة الصابرة أم الشهداء

الخنساء
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



نحن بصدد الحديث في” نساء في زمن النبي”  عن أشعر نساء الأرض، الخنساء ، قال عنها النابغة الذبياني :” الخنساء أشعر الجن و الأنس”، المرأة الصابرة أم الشهداء  .

من هي الخنساء 

الخنساء؛ هي تماضر بنت عمرو السلمية من أهل نجد، سُميت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع و أرنبته كانت في شبابها ذات جمال أخاذ ،وتقاسيم متناسقة، و عرفت بالنسب إلى أسرة من كرام أهل نجد من ذوي حسب و نسب و شرف.

وكانت البنت الوحيدة في أسرتها؛ مدللة منعمة، و كانت محل رعاية أخويها “صخر و معاوية”،  إذًا جُمع لها المال و الجمال و الدلال إضافة إلى مركز قبيلتها و مكانة أسرتها و سيادة أبيها ،لكن زمن النعيم ما استمر لها طويلًا، و بدأت تفقد أفراد أسرتها الواحد تلو الآخر في حوادث مختلفة.

قُتل أخواها صخر و معاوية و فُجعت بموتهما، وقالت في رثائهما شعرًا بلغ الآفاق،و روي أنها من شدة حزنها كانت تطوف حول البيت حليقة الرأس تلطم خديها و قد علقت نعل أي ـ حذاء ـ  أخيها في خمارها، نذكر من بعض شعرها في رثاء أخيها قولها:

قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ

أمْ ذرَّفتْ أذْخلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ

كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ

فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ

تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ

وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ

تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ

لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ

تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا

إذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ

إلى آخر هذه الأبيات “.

زيدينا من شعرك 

أسلمت في العام الثامن للهجرة عندما جاءت إلى رسول الله مع بني قومها وكانت في قرابة الستين من عمرها، حَسن إسلامها و صحّت عقيدتها ، و كانت تنشد الشعر أمام رسول الله( ص)  و يعجبه ما تقول، و يقول لها:” هيه ياخوناس و يومئ بيده أي زيدينا من شعرك” .

إقرأ أيضا
سلسلة الكتاب الأول

وفي عهد سيدنا عمر بن الخطاب ،  في حرب القادسية دفعت بأبنائها إلى القتال،  و قد كانوا أربعة رجال تحرضهم على الجهاد و تحذرهم من الفرار.

أوصتهم بكلمات سجلت في التاريخ فتقول:”  يابني إنكم أسلمتم و هاجرتم مختارين،  و الله الذي لا إله إلا هو إنكم لبني رجل واحد، كما أنكم بني امرأة واحده، ما خُنت آباكم ، ولا فضحت خالكم، و لاهجّنت حسبكم و لا غيرت نسبكم و قد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول تعالى يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابرو ورابطو واتقوالله، فاذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين و بالله على أعدائه مستنصرين، وإذا رأيتم الحرب شكرا عن ساقها و اطمرت لظًا على سياقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالكرامة في دار الخلد والمقامة” .

استشهاد أبنائها جميعًا في معركة واحدة 
خرج أبنائها إلى الجهاد و عملوا بوصيتة أمهم ونالوا الشهادة جميعهم رضي الله عنهم، ولما بلغها خبر و فاتهم قالت مقولتها المشهورة:”  الحمدلله الذي شرفني بستشهادهم، و أرجوا من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته”.

بقيت طول عمرها حزينة على أخويها يمضي وقتها بين البكاء و الرثاء حتى رق قلب الناس عليها و سألوا سيدنا عمر أن يكلمها فقالوا :”يأمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها أي ـ  عيونها ـ  من كثرة البكاء فلو نهيتها لرجونا أن تُنتهي، فقال عمر :” اتقي الله و أيقني بالموت “، قالت له:” إني لموقنة بالموت و لكنني كنت بكيهما للصقر و اليوم أبكيهما للنار “فقال لهم سيدنا عمر دعوها أنها لا تزال حزينة أبدا.

كل امرئ يبكي شجوهه، و نام الخليّ عن بكاء الشجي .. يغير الإسلام في المرء كثيرًا؛  يضبط مشاعره و يهذب حسنه، و في قصة الخنساء عزاء لأمهات الشهداء أفرغ الله على قلوبهن صبرً، ا قولوا لشهدائكم كما قالت الخنساء لأبنائها الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم،  و أرجوا من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.

وفاة الخنساء
توفيت الخنساء في البادية في أول خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فيما يقارب العام الرابع والعشرين للهجرة،  رضي الله عنها وأرضها و رزقنا حسن الاقتداء بها وجمعنا بها في جنة نعيم وإلى امرأة أخرى في سلسلة ” نساء في زمن النبي ” .

الكاتب

  • الخنساء مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان