رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
288   مشاهدة  

هل ينقذنا الحنين ؟

الحنين


بعض من الذكرى نسمة تُعيد الحياة إلى أمور ظننا أنها ماتت
عزيزي الأستاذ أحمد القرملاوي
لأسباب عِدة تأخرت فى قراءة كتاباتك، لكنني الآن متورطة مع ورثة آل الشيخ ، أدور مع عائلة آل الشيخ مثل قرين متعدد الهويات، يُغالبني البكاء مع والدة صدقي بك وهي تودع الوعي وتبقى في منطقة بين الجنون والحياة بعد أن فقدت ابنها، ترتجف أوصالي مع جملة الجد طالبًا إعداد كفنه وطلب المُغسل، تلك الحالة من السمو والصفاء الروحي التي قد يصل إليها البع، الهالة النورانية التي تتوج رؤوس بعنا فيعرف موعد اجله، ويمكن الاستعداد له، فى حالة ميتافزيقية نقف أمامها مكتوفي الفكر والعقل، فكيف لشخص أن تمتد روحه فى مساحة الغيب فيعرف متي يُغادر، المواقف التي إن سمعناها أو قرأنا عنها شابت رؤوسنا، وتجمدنا للحظة.

أما فاضل أفندي ولسبب لم أعرفه بت أراه شوقي رضوان (أحد الشقيقين فى رائعة أسامة أنور عكاشة الشهد والدموع).
عشرات الشخصيات التي يمسك بهم أحمد القرملاوي ويخلق حياة متماسكة ممتدة عبر أكثر من مائة عام.
عزيزي أحمد
قبل أن أبدأ رحلتي مع آل الشيخ قرأت عنك، لملمت بعض من تفاصيلك فبت أري روايتك معزوفة ترتجلها فى لحظات الحنين، فتخط لحنًا شجيًا، ينقلنا إلي لحظات البكاء والتماهي مع الحزن، وأنت ممسكًا بعودك، تعزف وتعلم بوعي المهندس الذي يخطط لبنائه جيدًا قبل البدء أنك صنعت مناطق لينة، وهشة، نُصبح نحن القراء فرائس الحنين نسقط كل بما يتلامس معه.

قفزتك الزمنية تُصبح مثل إبر تنبهني، مشاهدك المنتقاة بعناية من حال البطل/الرواي بعد الخامس والعشرين من يناير، الأحلام التي هجرتنا وهاجرتنا فسقطنا في هوة اليأس، يهرب البطل إلي الماضي، كلنا يفعل نتخذ من الذكريات المنتقاة مساحة للبراح والقوة، نشحن ذواتنا بامجاد لم نصنعها ولم نُشارك فيها فقد هي ميراث.

يتمكن بطلك من مقاومة إحباطاته برواية الأجداد بتقصي الأثر، وجمع نتوف الذاكرة، فهل يُنقذه/ينقذنا الحنين؟
فى هزائمنا نحتاج إلي لملمة الفكر، إلى مولدات للأمل، وبواعث للتمسك بأحلام النصر، فهل كان البطل/الراوي يبحث في الماضي عن انتصارات للمستقبل؟.

عزيزي أحمد
نتحدث عن عمل روائي ولكن الواقع أكثر جموحًا من الخيال، وكثير خيالات الأدب صارت واقع، ولذلك أبحث فى رواياتك، امسك فى التفاصيل التي اخترتها بمهارة مهندس وحس موسيقي، تلك المشاعر التي تحفر طريقها فى الروح أثناء فعل القراءة، وحين نغادر الكتاب تبقي الأخاديد مبتلة بالدمع والذكرى.

فهل نجمع انتصارات الماضي ونشوته لتكون بارود الانطلاق؟ أم أن الحنين سيسجننا فى دوائره؟
تلك منطقة شائكة مثل دوامات البحر التي تجذنا فى لهونا فى الماء، وحين تأخذنا الدوامة من ينجو ومن يغرق؟
قدمت لنا عملًا روائيا بخاصية دوامات البحر، أُحاول الفكاك من أسر التذكر، وأضع عبارة أمام عيني أنني أقرأ عمل أدبي، لكنك قدمت حيوات، مزجت الواقع بالخيال، فبت لا أعرف حدود التخيل وطريق الحقيقة، جعلت من مذبحة الأرمن فى بلاد بعيدة حادث شخصي، وجدتني أستدعي مشاهد القتلي، وأبتسم لأن إحدي الناجيات توجت بحب كبير.

اقرأ أيضًا 
لغات الحب الخمسة

إقرأ أيضا
جينوجرافيك

عزيزي الأستاذ أحمد القرملاوي
استمد بطلك قوته وصلابة القتال من تقفي أثر الذكري، فهل نحن مثله ينقذنا الحنين؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان