668 مشاهدة
يوميات القلق .. اغلب التوتر بيوجا الضحك
الضحك منجي إن كنت من هؤلاء محبين الفرفشة، ولكن هناك شعرة دائمًا بين الشيء ونقيضه، وبين الصواب والخطأ أحيانًا، وبين الاستفادة والإفراط.
كواحدة تعاني من اضطراب القلق كان عليّ التفرقة بين الضحك الذي أستخدمه كعلاج لتهدئة القلق، وبين الضحك الناتج عن سخريتي من أحزاني والذي أحيانًا يجعلنا لا نعالج المشكلات من جذورها.
السخرية الفارغة والضحك المقوي للمناعة
السخرية التي أسميتها “السخرية الفارغة” هي التي لا يستخدمها الشخص لهدف معين ضروري؛ كالنقد البناء على سبيل المثال في الفن والأدب، بل تتحول لنوع من التنمر الجارح.
والسخرية الفارغة أيضًا هي ما يستخدمها البعض في طمس أحزانه، فيضحك طوال الوقت عندما يحكي مشكلاته دون شجاعة مواجهتها بشكل حقيقي.
اقرأ أيضًا
يوميات القلق..طنش تعش تنتعش
تتحول مع الوقت المشكلات لكوارث، وربما لمشكلات أكبر لا تظهر على السطح، بينما تؤثر على سلوكياته بشكل لا يفهمه الإنسان.
السخرية الفارغة والضحك على البلاوي يستخدمه البعض أيضًا في الظهور بمظهر القوة طوال الوقت، ولكن في الحقيقة يرحب علم النفس بأن يثق الإنسان ولو بشخص واحد يشاركه مشكلاته وحزنه ويأخذ مشورته ويبكي معه كما يضحك معه.
الضحك المقوي للمناعة أو يوجا الضحك
أما الضحك المقوي للمناعة، فاستخدمه للتغلب على قلقي، وفي مهاجمة أفكار القلق، أتخيل الموقف الصعب في إطار كوميدي، أو بفيلم من أفلام الكرتون فتختفي الفكرة وتظهر الضحكة.
الضحك يفرز هرمون الدوبامين وهو الهرمون المسؤول عن السعادة، كما أنه يعمل على تقوية المناعة. وعندما بدأت الاهتمام باليوجا، عرفت أن من أنواعها “يوجا الضحك”
اقرأ أيضًا
يوميات القلق..في الحظر ضفادع داخل رأسي
وربما تجد في الأمر نوعًا من الجنون أن تمارس يوجا ترغمك على تصنع الضحك في بداية التمرين، ولكن مع الوقت ومع تدريبات بطيئة للفم والفك يثير الموضوع في الإنسان الضحك بشكل حقيقي، ويصبح غير محرج على الإطلاق لو تم وسط جماعة تهتم بيوجا الضحك.
كنت أظن الأمر إشاعة أو مجرد مزحة حتى بحثت بنفسي عن الأمر، وعرفت أن مؤسس هذا اللون من اليوجا هو طبيب عندي يدعى “مادان كاتاريا” وقد كان يعمل رئيسا لتحرير إحدى الصحف المهتمة بمجال الصحة.
وفكر في أن الضحك يساعد على قهر التوتر وكذلك الأمراض البدنية، فأسس يوجا الضحك عام 1995، ومن ثم أسس اليوم العالمي للضحك عام 1998.
الواقع يقول
لو كنت وصلت لنهاية المقال فلعل جزءًا منك يجد هذا الكلام تطبيقه يتعارض مع الواقع الصعب، بينما أنا أقول لعلنا نجد من محاولتنا للضحك مخرجًا من مرض هذا العصر “القلق”
أكثر اللحظات التي يجب علينا فيها تجربة الأشياء التي ربما تبدو تافهة؛ هي اللحظات الكالحة والتي تحيطنا من كل جانب بطاقة سبية من القلق والاكتئاب.
فقد خصصت من يومي ولو دقائق للضحك إن كان عن طريق يوجا الضحك، أو دفع نفسي للضحك بمسلسل كوميدي أو فيديو يحكي واقعنا بشكل ساخر، فحاول يا صديقي ربما نجونا بالضحك.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
