104 مشاهدة
أخويا…الحب ما ينقذنا من الخوف
ألوان الحب المختلفة هي ما تبقينا صامدين بوجه عراقيل الحياة ومفاجأتها، هي ما تجعلنا نشعر بالقبول والأمان ونبذل من المجهود ما لا يمكننا تصوره ونقدم تنازلات أحيانًا من أجل الأشخاص الذين نحبهم خاصة لو كانوا في كنفنا وتحت رعايتنا.
ويناقش فيلم أخويا للمخرجة ساندرا نشأت هذه الفكرة، وهو فيلم قصير من إنتاج منصة نتفليكس أُنتج عام 2022. وتدور قصة الفيلم حول دياب (أحمد عز) الذي يرعى أخيه الصغير فارس وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يجسد شخصيته الطفل أدهم حسام.
اقرأ أيضا…شفت مسائي الحلقة التي لا تنتهي لجيل كامل
والجميل بهذا الفيلم أن الطفل أدهم حسام لم يكن مجرد مشاركًا بدورٍ صغير مساعد، ولكن شارك في معظم مشاهد الفيلم كأحد أبطاله وكانت له مساحة كبيرة للتمثيل به، حيث كانت مدة فيلم أخويا 30 دقيقة تقريبًا.
ومن طبيعة الأفلام القصيرة التركيز على حبكة واحدة رئيسية وكانت بالفيلم حول علاقة عاطفية بين شروق (بسنت شوقي) ودياب (أحمد عز)
فنتابع من ناحية حب ورعاية دياب لأخيه في حبكة فرعية نادرًا ما توجد بالأفلام القصيرة، ومن ناحية أخرى نتابع قصة حب دياب لشروق وكيف ستنتهي بالفيلم.
ومن ناحية أخرى نتابع قصة حب مختلفة تمامًا أضافت مشاهد من كوميديا الموقف على الفيلم بجانب طبيعته الرومانسية؛ وهي قصة تعلق العمدة والد شروق ببقرته سماح في رسالة واضحة بإظهار كل ألوان التعلق والحب.
وببداية الفيلم يظهر أيضًا حب والد شروق لها والذي جسد شخصيته الفنان صلاح عبد الله في ظهور مميز بالفيلم.
بين الكادرات الجميلة بالريف والتركيز على المناظر الطبيعية، وقصص الحبب المختلفة وتشابكها بالفيلم، وكذلك ظهور طفل موهوب من ذوي الهمم (أدهم حسام) يستمتع المشاهد بفيلم لطيف له نهاية تنتصر للحب على جميع الأصعدة المذكورة سابقًا.
ولم يغفل صناع العمل عن ذكر أزمة التنمر ومضايقة المختلفين وذوي الهمم بمشهد واحد بين فارس ومجموعة من الأطفال، وأدى المشهد الرسالة ولم يكن مقحمًا بل ساعد في إظهار طبيعة علاقة دياب بأخيه فارس.
كان السيناريو جيدًا من تأليف رفيق مرقص وفادي أكرم، وتابعنا فيه ببدايته طبيعة الشخصيات والبيئة المحيطة ثم ظهرت العقدة التي دارت حول طبيعة علاقة دياب بشروق، ثم تطور الأحداث لنهاية الفيلم بشكل سلس ونهاية ناسبت طبيعة الفيلم الرومانسية والذي كان ضمن سلسلة أفلام أنتجتها منصة نتفلكس عن الحب والحياة؛ لذلك كانت النهاية تتسم بالتفاؤل والتطلع للغد.
كان يمكن للفيلم أن يكون أقل عددا في المشاهد وأقصر مدة زمنية خاصة أنه فيلمًا قصيرًا ويجب مراعاة عنصر التكثيف، ولكن كان الغرض من المشاهد الزائدة كما وصل للمشاهد وجود جرعة من الكوميديا وإفراد مساحة جيدة للطفل أدهم حسام كي يظهر قدراته ويخدم الفيلم ذوي الهمم وفكرة مشاركاتهم في الأعمال الفنية.
جاءت موسيقى راجح داود مناسبة تمامًا لطبيعة الفيلم الناعمة ومشاعر الحب، بإيقاع بطيء واستخدام الآلات الوترية والنفخية بإيقاع بطيء ، أضافت الموسيقى للفيلم ودعمت المشاعر التي أرادا توصيلها صناع العمل.
لم يكن اختيار الفنانة بسنت شوقي موفقًا لأداء دور شروق، حيث لا تناسب ملامحها طبيعة شكل الفتاة الريفية، فقد كان الدور مناسبًا للفنان أحمد عز بلون بشرته البيضاء وعيونه الملونة عكس اختيار الفنانة بسنت شوقي التي لم أرَ طبيعة ملامحها مناسبة للدور.
من المعروف تعاون الفنان أحمد عز مع المخرجة ساندرا نشأت بأكثر من عمل سينمائي، ولكن تعد هذه هي تجربته الأولى بعالم الأفلام ، القصيرة وكانت تجربة في نظري جيدة، وخاصة أن الفيلم ينتهي برسالة قوية تجعلنا نثق في الحب وأنه قادر على إنقاذنا من الخوف.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
