إنجرام بيه في فيلم شياطين الليل لفريد شوقي “نهايته الحقيقية مختلفة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جسد الفنان علي جوهر شقيق عالم البحار الدكتور حامد جوهر، شخصية إنجرام بيه في فيلم شياطين الليل الذي مثله الفنان فريد شوقي وتدور قصته حول مقاومة الشعب المصري للاحتلال الإنجليزي بعد ثورة 1919 م.
قصة إنجرام في فيلم شياطين الليل
تبدأ أحداث فيلم شياطين الليل الذي كتب قصته كمال إسماعيل ووضع السيناريو والحوار مع نيازي مصطفى، بين ديسمبر عام 1921 وأشهر عام 1922 م، بإعلان من الحاكم البريطاني يقول « أمر عسكري، ليكن معلومًا عند الجمهور أن الإخلال بالنظام والتخريب تقمعها رجال العسكرية بشدة ولديهم أوامر بإطلاق الرصاص عند الضرورة .. 25 ديسمبر 1921 م».
استعان الفيلم باسم إنجرام في شخصية مثلها الفنان علي جوهر والذي تولى منصب المسؤول الإنجليزي عن الشرطة في مصر وانتهت حياته بقتله على يد الفتوة عطوة.
شخصية إنجرام في تلك الفترة لم تكن من خيال المؤلف وإنما هي حقيقية والمقصود بها هو ألكساندر جوردون إنجرام «وكيل حكمدار بوليس مصر».
إنجرام الحقيقي
ولد ألكساندر ويليام دي بوي جوردون إنجرام في مونتريال الكندية عام 1882 م، لأسرة ثرية حيث كان والده يعمل مصرفيًا في أحد البنوك الكبرى بكندا، ثم تلقى تعليمه في كليتي أبردينشاير وسانت إدموند وبعد في فبراير 1901 م وخدم مع الفوج الإنجليزي خلال حرب البوير الثانية بين الإمبراطورية البريطانية وجمهوريتي بوير.
اقرأ أيضًا
عجائب الوحدة الوطنية في مصر من 101 سنة .. حين تكون بالاغتيال السياسي
بعد نهاية الحرب أوفده إنجلترا ليعمل كشرطي لدى الشرطة المصرية في الإسكندرية في العام ثم تمت ترقيته لرتبة النقيب وتولى منصب مدير المرور في عام 1906، ثم عمل مساعدًا لـ توماس راسيل كمدار القاهرة فى الفترة من 1918 إلى 1946 م، وتولى معه مهمة قمع أعمال الشغب وتفكيك تجارة المخدرات ليكون وكيلاً له.
اقرأ أيضًا
سعد زغلول والاغتيالات السياسية “قصة حكيميان الذي أمر زعيم الأمة بقتله”
ما بين إدارة المرور ووكالة راسل تولى إنجرام عدد من الوظائف منها عقيد في قوات السيطرة العسكرية بالإسكندرية ، وحاكمًا عسكريًا في بئر السبع، ثم مساعد قائد شرطة الإسكندرية في حتى تولى منصب رئيس إدارة البحث الجنائي.
إنجرام وثورة 1919 م
يكشف الكاتب صبري أبو المجد عبر عدد مجلة المصور عام 1969 أن هناك عددًا من الضباط المصريين الذين عملوا مع إنجرام خلال ثورة 1919 ومن أبرزهم الضابط محمود عبد الرحمن وكان وطنيًا وضلل إنجرام باشا حتى لفق له تهمة نسف كوبري كفر الزيات لعرقلة تحركات القوات البريطانية، ونقله إلى سجن الحضرة بالإسكندرية حيث حكم عليه بالسجن سبع سنوات، وفى السجن فوجئ أن المأمور ونائبه من الفدائيين فكان وسيط اتصال بينه وبين فدائيى الخارج.
مرحلة السير لي ستاك
برز نجم إنجرام عندما تم اغتيال السير لي ستاك «سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام إبان الاحتلال البريطاني» عام 1924 م، وتولى مهمة القبض على المتورطين في اغتياله ثم عاد إلى الإسكندرية كقائد الشرطة في عام 1929 م.
اقرأ أيضًا
حسين رشدي باشا .. رئيس الوزراء الأهلاوي الذي قتل نصف مليون مصري
عمل إنجرام كمساعد شخصي للملك فؤاد الأول ملك مصر خلال زيارته الملكية لباريس، وعند عودته أصيب بمرض التيفوئيد وتوفي يوم 28 فبراير 1929 ، وأقيمت له جنازة مع مرتبة ودُفن في المقبرة العسكرية البريطانية في باب شرقي بمنطقة القاهرة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال