اذكروا هؤلاء عند قراءة تاريخ تشخيص البكتيريا
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ظل الاعتقاد بأن الأوبئة مبعثها الأرواح الشريرة أو حكم القدر طيلة 300 سنة، لكن فيما بعد تم تشخيص البكتيريا علميًا، لكن جاء التشخيص عن طريق المصادفة وحدها التي قادت الإنسان لاكتشاف هذه الكائنات الميكروسكوبية.
أنطون فان ليفنهوك يضع لبنة تطور تشخيص البكتيريا
في خلال النصف الثاني من القرن السادس عشر كان يعيش في هولندا رجل اسمه أنطون فان ليفنهوك، وكان مغرمًا بصقل وتركيب العدسات وكان يبذل مجهودًا ضخمًا في صناعته لدرجة أنه وصل بها إلى درجة من الإتقان لم تكن معروفة من قبله، وقد كان لوفينهوك يضع تلك العدسات على كل ما يقع تحت يديه وفي أحد الأيام راقب نقطة من ماء المطر ذات مظهر رائق، ورأى عددًا لا يحصى من كائنات دقيقة تسبح وتنتقل في جميع الاتجاهات.
اقرأ أيضًا
قصة موجة آفات الهاموش التي شهدتها مصر في ستينيات القرن العشرين
كان التساؤل من أين أتت؟ أهي من السماء مع ماء المطر، أم كانت في الإناء قبل سقوط ماء المطر فيه، فحص لوفينهوك مياه الآبار والتربع والترع التي كان يحتفظ بها عنده في زجاجات، فوجد في جميع هذه المياه نفس الكائنات الصغيرة، وقد دفعه هذه الاكتشاف إلى ملاحظة الأشياء المختلفة والمتباينة، فوجد أن الأسنان وأمعاء الضفادع والخيول كلها تحتوي نفس الكائنات الدقيقة، بالتالي فهي لم تأتي من السماء.
بقي بعد ذلك السؤال الصعب كيف وجدت هذه الكائنات الدقيقة؟ كان الاعتقاد أن الذباب والديدان تتوالد في اللحم الفاسد، وفي منتصف القرن السابع عشر اعتقد الأب نيدهام أن توصل للسر وأكد أنه في استطاعته إثبات أن تلك الكائنات الدقيقة تتوالد بطريقة مدهشة في حساء الضأن، لكن لم يقتنع العالم بذلك وأبطل الأب لادزارو سبالانساني تلك النظرية.
لاحظ المتهمون بهذا الموضوع أن تلك الكائنات تموت إذا تعرضت لمدة طويلة لبخار الماء المغلي، فقام سبالنزاني بإعداد مغلي بعض الحبوب واحتفظ به في زجاجتين، أقفل إحداهما قفلاً محكمًا لمنع تسرب الهواء إليها، أما الأخرى فغطاها بغطاء عادي من الفلين وترك الزجاجتين مدة ساعة كاملة داخل إناء به ماء مغلي، وعندما فحص سبالنزاني محتويات الزجاجتين بعد ذلك ببضعة أيام، وجد أن الزجاجة المقفلة بالغطاء العادي فقط هي التي تحتوي على البكتيريا، فلم يعد هناك شك في أن هذه الكائنات الدقيقة تأتي من الخارج وأنها تسللت إلى الزجاجة عن طريق السدادة غير المحكمة.
نحن ندين بالفضل لهؤلاء
في تاريخ تشخيص البكتيريا هناك عدد من العلماء لاحظوا أول بكتيريا مرضية وبالتالي نجحوا في محاربة الأمراض الفظيعة، وأبرزهم:-
لويس باستور والذي جهز المصل المضاد لمرض الجمرة الخبيثة واكتشف ميكروب كوليرا الدجاج واهتدى للوسيلة المحاربة له، فضًلاً عن نجاحه في إثبات أن تخمر النبيذ والجعة وحموضة اللبن سببها البكتيريا الحية الموجودة في الهواء.
كارل إيبت وقد عثر على باسيلات الحمى التيفودية، وينضم له روبرت كوخ والذي قادم بدراسة عصيات الكوليرا، وفي عام 1882 اكتشف باسيلات السل والتي سميت بعصيات كوخ.
أيضًا هناك فريدرك لوفلر الذي اكتشف عصيات الدفتريا، ثم نجح الطبيب الألماني إميل بيرنج في تجهيز المصل المضاد للدفتريا.
إلى جانب هؤلاء يأتي ألكسندر فليمنج الذي عرف البنسلين بعد أن لاحظ عام 1928 أن نوعًا من العفن تكون بطريق الصدفة في مزرعة المكورات السبحية وأدى لموتها وبعد أبحاث طويلة ومثابرة شديدة نجح في تحضير مركز من هذه المادة.
المراجع
ميراث تلقاه القرن العشرون: العلم الحديث – يمنى طريف الخولي
مجلة المعرفة – محمد فؤاد إبراهيم
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال