الاضمحلال العالمي والانفلات الأمني.. حقائق مرعبة إذا أصبح البشر خالدين
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الخلود هو التحرر من كل مسببات الموت الطبيعية، مثل المرض، وكبر السن، وغيرها، والبقاء في حالة الحياة دائمًا، قد يظن البعض أن الخلود هو ميزة، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يفعل شيئًا هباءًا، والخلود هو صفة لله وحده، وعلى الرغم من المميزات المتعددة للخلود، إلا أنه في حالة كنا خالدين فسوف نواجه سلبيات مرعبة، قد لا نتمكن من التعامل معها أبدًا.
الاضمحلال العالمي للأرض
الخلود من شأنه أن يقوي عادة الإنسان لتدمير النظام الطبيعي، فالموت هو عنصر أساسي في أي نظام بيئي صحي، وبدون ذلك، فإننا نتعرض لخطر شديد للغاية يتمثل في الزيادة السكانية، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى الاضمحلال العالمي، حيث نضع ضغوطًا هائلة على الأرض لتلبية احتياجاتنا المتزايدة باستمرار، وقد يكون الحل آنذاك هو البحث عن كواكب أخرى صالحة للحياة، ولكن كما هو الحال مع كل الأشياء، فحتى تلك الكواكب لن تستطيع الصمود أمام الازدياد السكاني والمتطلبات البشرية، بالإضافة إلى حدوث خلل في النظام البيئي نتيجة عدم موت بقية المخلوقات.
الانفلات الأمني
إذا تأكد البشر من الخلود، فإن إحدى المشكلات الأولى التي من المحتمل أن نواجهها ستكون زيادة ملحوظة في معدلات الجرائم، وقتها سيكون السجن لمدة ثلاثين عامًا ليس رادعًا مناسبًا لشخص يتطلع إلى حياة تصل إلى عشرات الآلاف من السنين أو أكثر، ولا شك في أن الأحكام المؤبدة الحقيقية ستُدان على أنها غير أخلاقية، حيث قد يعتبر البعض أن البقاء في زنزانة إلى الأبد هو أمر غير أخلاقي، ووقتها يمكننا استخدام عقوبة الإعدام بشكل مكثف، ولكن هذا غير مرجح أيضًا نظرًا لأن المشاكل الأخلاقية التي يراها الكثيرون اليوم ستتضاعف عشرة أضعاف مع فرد خالد، وهناك فرق كبير بين قتل حياة شخص ما يموت في النهاية على أي حال، ويقتل حياة شخص مصيره للحياة إلى الأبد، وقتها سيكون للحياة ببساطة قيمة أكبر، في الواقع، من المحتمل أن نضطر إلى الاعتماد بشكل كبير على تقنيات إعادة التأهيل والوقاية لمنع الفوضى، تلك البرامج التربوية النمطية التي تهدف إلى تقليل قدرة الفرد على ارتكاب الجريمة.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال