التعرّي والجَلد.. أساس الاحتفال في مهرجان لوبركاليا
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قديمًا كان هناك العديد من التصرفات الغريبة والمريبة التي تُقام في الاحتفالات، وبما أن مهرجان لوبركاليا واحد من أشهر وأكبر المهرجانات الرومانية القديمة، فكان له نصيب الأسد من الطقوس الغريبة.
مهرجان لوبركاليا
كان مهرجان لوبركاليا واحد من أشهر المهرجانات الرومانية، وقد استمر الاحتفال به حتى بعد ظهور الديانة المسيحية، وكان هو السبب الرئيسي في احتفالنا بعيد الحب، كان يتم الاحتفال به في الخامس عشر من فبراير، يبدء الاحتفال بالذهاب إلى كهف لوبركال الأسطوري، ويتم التضحية بكلب وماعز، وهو أمر غريب وغير مألوف، حيث كانت عادتهم أن يتم التضحية بالخنازير أو الأغنام أو الثيران كقرابين مقدسة، ولكن في مهرجان لوبركاليا الأمر مختلف، وبعد ذلك، يتم تلطيخ وجوه اثنين من الشباب بدماء الذبائح بوساطة سكين، ثم تمسح الدماء عن وجوههم بقطع من الصوف مغموسة بالحليب، وكانوا يرغمون على الضحك والابتسام أثناء تأدية الطقس، ويتم اختيار هذين الشابين بشكل عشوائي.
المزيد من الطقوس الغامضة
طقس الجَلّد
بعد ذبح القرابين، يأتي الدور على طقس أكثر غرابة من سابقه، حيث يتم سلخ جلود تلك الذبائح وتحويلها لسيور ومشدات يرتديها عداؤون، الذين يتم تقسيمهم إلى مجموعتين في البداية، وتنضم لهم مجموعة ثالثة في منتصف السباق، وهم يشقون طريقهم عبر شوارع المدينة، ويجلدون بالسياط كل من يقابلون في طريقهم، والعجيب في الأمر أن كن يقدمن أنفسهن طواعية للجلد، حيث يعتقدن أن ذلك الأمر سيزيد من خصوبتهن، وييسر عملية المخاض والولادة للحوامل، ولكن مع مرور الوقت وبعد وقوع آلاف الحوادث بسبب ذلك الطقس، اصبح الجميع يتهرب منه، والنساء غيرن معتقداتهن عنه، ولم يعدن يقدمن أنفسهن للجلد مرة أخرى، مع حلول القرن الثالث،
طقس التعرّي
كانت مسألة التعري في المهرجان محل جدال بين المؤرخين، فمنهم من أوضح أن مظاهر التعري كانت تقتصر على خلع الرداء الرئيسي وارتداء جلود الذبائح، بينما أجمع المعظم أن التعري الكامل لكل من يشارك في المهرجان، كان شرط أساسي للاحتفال.
أسرار مهرجان لوبركاليا
شرح المؤرخ العظيم “ماركوس تيرينتيوس فارو”، الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد، العديد من الأسرار وراء مهرجان لوبركاليا، وأوضح أن سبب تسميته الرئيسي يعود لكونه يقام في جبل لوبركال، ويتم تقديم القرابين هناك تضرعًا للإله” فانوس” إله الرعاة عند الرومان، بينما يرى المؤرخ ليفي أن القرابين تقدم لإينوس إله الخصوبة، فيما يذهب “فارو” إلى أن القرابين تقدم لإله الذئاب لوبركا، حيث يرى أن الطقس يقام للاحتفال برومولوس وريموس مؤسسي روما، الذين رضعا من قِبل ذئب.
حقيقة علاقة مهرجان لوبركاليا بعيد الحب
يعتقد البعض أن البابا جيلاسيوس قد استبدل احتفالات مهرجان لوبركاليا، بمهرجان آخر مخصص للقديس فالنتين في روما، الذي يقام عيد له في الرابع عشر من فبراير كل عام، ولكن أتفق معظم المؤرخون أنه لا يوجد أي دليل على أن الباب جيلاسيوس قد استبدل مهرجان لوبركاليا بأي مهرجان آخر.
إقرأ أيضاً
لماذا يجب أن نشرب ٤ أكواب من الماء على “غيار الريق”؟.. دعني أخبرك
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال